رواية عروس الثأر للكاتبة سارة علي الفصل الثامن والعشرون


جلست نجلاء والدة مازن أمام زوجة أخيها مريام وابنتها ميرا، تنحنت قائلة:
متى سيعود محمد من عمله..؟!
أجابتها مريام:
بعد قليل..
بينما قالت ميرا:
ماذا تحبين أن تشربي يا عمتي..؟!
ابتسمت نجلاء بحنو وقالت:
أي شيء حبيبتي...
سوف أعد لك مشروب الشوكولاته الساخن..
حسنا..

قالتها نجلاء بإبتسامة لتنهض ميرا من مكانها وتتجه مسرعة الى المطبخ لتعد لها المشروب الدافئ بينما قالت مريام:
أنرتِ البيت يا نجلاء..
شكرا يا مريام..
حل الصمت بينهما للحظات قبل أن تقطعه نجلاء:
مريام لقد جئت هنا لأجل مازن...
ما به مازن..؟!

سألتها مريام بحيرة لتجيبها نجلاء:
إنه يحب ميرا ويريد أن يخطبها...
اتسعت عينا مريام وقالت بدهشة:
يحب ميرا ويريد أن يخطبها...
أومأت نجلاء برأسها لتهتف مريام بعدم تصديق:
ألم يكن يحب تلك الفتاة الاجنبية ويريد الزواج بها...؟!
توترت ملامح نجلاء وهي تجيبها بحرج:
جميعنا كنا نظن هذا، حتى هو ولكن..
صمتت قليلا وأكملت:
لقد اكتشفت مؤخرا أنه يحب ميرا ويريدها..

صمتت مريام ولم تقل شيئا، في داخلها كانت غير مقتنعة بما تقوله نجلاء اخت زوجها فبالرغم من حبها لها ولأولادها إلا أنها لا تثق بمازن ولا بمشاعره... متى أحب ابنتها وكيف..؟!

دلفت ميرا بعد لحظات وهي تحمل صينية تحتوي على ثلاثة اكواب من مشروب الشوكولاته، قدمت الأكواب لعمتها ووالدتها ثم جلست بجانب نجلاء تتحدث معها وتسألها عن أحوال بناتها حينما دلف محمد الى الداخل..
ألقى التحيه وقبل اخته من وجنتيها ثم جلس أمامها لتقول نجلاء بجدية:
محمد أريد الحديث معك في موضوع هام..
ماذا هناك يا نجلاء..؟!

سألها محمد بحيرة وترقب لترد نجلاء وهي تنظر الى ميرا التي شعرت بشيء ما وراء زيارة عمتها ورغبتها في الحديث مع والدها:
مازن يطلب يد ميرا يا محمد، إنه يريدها..
حل الصمت المطبق بين الجميع، ارتبكت ميرا كليا وهي تنهض من ماكانها تنوي الاتجاه الى غرفتها لكن نجلاء أوقفتها وهي تقول:
لا يا ميرا لن تذهبي، يجب أن تسمعيني اولا..

عمتي ارجوكِ..
قالتها ميرا بتوسل لتمسكها نجلاء من يدها وتهتف بترجي:
اسمعيني اولا..
اجلسي يا ميرا واسمعي كلام عمتك..
قالها محمد بجدية وقوة لتومأ ميرا برأسها وتتجه على مضض نحو الكنبة وتجلس بجانب عمتها...
انا أعلم أن مازن تأخر في طلبه، لكنه كان متردد قليلا ومشوش...
قالتها نجلاء بخجل لتقاطعها ميرا بحزن:
لم يكن مشوش يا عمتي، هو فقط كان مشغول مع حبيبته الاجنبيه..

قالت نجلاء بسرعة:
هي لم تعد حبيبته، اقصد يعني إنهما انفصلا بعدما تأكد مازن من عدم وجود اي مشاعر عنده تجاهها..
تطلعت ميرا اليها بدهشة وقالت متسائلة:
ومتى تأكد من هذا..؟!
اجابتها نجلاء بصدق:
حينما وافقت على خطبتك من حازم، لقد تأكد حينها أنه لا يحب ماري بل بحبك انتِ..
أشاحت ميرا وجهها بعيدا عن عمتها وقالت بألم:
كلا يا عمتي هو لا يحبني...

قاطعتها نجلاء بجدية:
بلى يحبك يا ميرا، انا اعرف ولدي جيدا، انه لا يحب الكذب.. لو لم يكن يحبك ما كان ليخطبك..
تدخل محمد في الحوار قائلا:
ولكن ماذا عن حازم..؟! ماذا سنقول له..؟!
قالت ميرا:
ومن قال أني موافقة على مازن يا أبي...؟!

ثم تحركت مسرعة خارج صالة الجلوس ليشعر والديها بالإحراج، حاول محمد أن يتحدث مبررا تصرف ابنته لكن نجلاء أوقفته بإشارة منها:
لا تبرر يا محمد.. ميرا معها كل الحق فيما فعلته، لكن اسمح لي أن أصعد اليها واتحدث معها..
بالطبع اذهبي اليها..

نهضت نجلاء من مكانها واتجهت الى الطابق العلوي حيث غرفة ميرا..
طرقت على الباب ليأتيها صوت ميرا سامحة لها بالدخول فولجت الى الداخل لتجد ميرا واقفة امام النافذة تنظر الى خارج المنزل بشرود...
اقتربت منها ووضعت كف يدها على كتفها وقالت:
مازن يحبك يا ميرا، وانتِ تحبينه..

التفتت ميرا نحوها وقالت بصوت مبحوح:
كلا هو لا يحبني..
والله يحبك يا ميرا، صدقيني يا ابنتي...
صمتت ميرا ولم ترد بينما أكملت نجلاء:
اعطيه فرصه واحدة ليثبت حبه لك وتمسكه الكبير بك...
لم تقتنع ميرا بكلامها فكرامتها رغما عنها تأن بقوة...
انا احبه عمتي لكنه لا يستحق مني ولو مقدارا صغيرا من حبي له..

قالتها ميرا اخيرا ببكاء معترفة لنجلاء بمدى حبها لإبنها لتحتضنها نجلاء وتربت على ظهرها بحنان...
ابتعدت ميرا من بين أحضانها تكفكف دموعها لتهتف نجلاء بجدية:
ما رأيك أن تتحدثي معه يا ميرا..؟! اعطيه فرصه كي يشرح لك وجهة نظره..
تطلعت ميرا اليها وقالت بعد تردد:
موافقة..

كانت ميرا تجلس في حديقتها بتوتر تنتظر قدوم مازن ليتحدث معها، لقد اتصلت به والدته وطلبت منه أن يتحدث بنفسه معها ليوافق على الفور ويخبرها أنه قادم في الحال...
شعرت ميرا بالبرودة تكسو أطرافها ما إن وجدت مازن يدلف بسيارته الى كراج منزلها... هبط مازن من السيارة وتقدم بثقة نحوها قبل أن يقف أمامها ويهتف بإبتسامة سعيدة:
مرحبا ميرا..

تعجبت ميرا من سعادته تلك فيبدو أنه متأكد من موافقتها بينما أجابته ببرود:
مرحبا...تفضل..
جلس أمامها بإسترخاء لتهتف به وهي تنهض من مكانها:
ماذا تريد ان تشرب..؟!
أجابها وهو يوقفها بإشارة من يده:
لا اريد أي شيء، اجلسي ودعينا نتحدث..
منحته نظرة هادئة قبل أن تجلس أمامه ليهتف بها:
والان أخبريني، لماذا طلبتي مقابلتي..؟!
لماذا تقدمت لخطبتي..؟!

سألته ميرا بعجلة ليرد بهدوء:
توقعت هذا السؤال منك، وسأجيبك عليه بصراحة تامة، لأنني احبك..
منحته ابتسامة خافتة لم تصل الى عينيها وهي ترد بضيق:
بهذه البساطة، ألم تكن مغرم بتلك الفتاة الأجنبية..؟!
لقد كنت موهوما بهذا، انا احبك انتِ يا ميرا.. اكتشفت هذا مؤخرا حينما وجدت نفسي على أبواب خسارتك.. قد أكون اناني في نظرك ولكنني صدقيني احبك وبشدة...
لعقت شفتيها بلسانها وقالت بصدق:
لا أعلم، أحاول ان أصدقك ولكن..
مسك مازن كف يدها وقال:
صدقيني هذه هي الحقيقة..

وجدت ميرا نفسها تبوح بما يقلقها:
لقد كنت أمامك طوال الوقت يا مازن، لماذا لم تفكر بي إلا الأن..؟!
ربما لأنني حمار..
قالها ساخرا من نفسه لتبتسم رغما عنها بينما يكمل هو:
ولكن هذا الحمار يحبك بحق، صدقيني...
وماذا عن حازم..؟! ماذا سنقول له..؟!
احتل الغضب ملامح وجهه بشكل فاجئها ليهتف بها بحزم:
اولا لا تنطقي اسمه، ثانيا موضوع حازم سنحله انا ووالدك.. لا تقلقي، والان ماذا قلت..؟!

تطلعت اليه وقالت بتردد:
لا أعلم، حقا ما زلت غير واثقة فيك..
ميرا، ثقي بي..
نظرت إليه وقالت بعد صمت قصير:
سأوافق بشرط..
عقد مازن ذراعيه أمام صدره وقال:
ماهو..؟!
اجابته بجدية:
أن تستمر خطوبتنا حتى تخرجي من الجامعة...

ولكن لماذا..؟! هناك ثلاث سنوات قبل تخرجك من الجامعة...
هزت كتفيها وقالت بإصرار:
هذا شرطي الوحيدة للموافقة عليك..
تنهد مازن وقال:
موافق..
بينما ابتسمت هي بإختصار فأمامها ثلاث سنوات تتأكد فيهم من حب مازن وإخلاصه لها دونا عن غيرها...

جلس أدهم وفرح في صالة الجلوس، كان كلا من أسامة وأنس يجلسان هناك أيضا..
تحدث أدهم متسائلا:
أين أيهم..؟! إنه مختفي طوال الوقت..
اترك أيهم في حاله يا أخي..
قالها أنس بحزن مفتعل ليضربه أسامه على ذراعه بينما سأل أدهم بقلق:
ماذا حدث مع أيهم..؟! أخبرني..
هم أسامة بالرد لكن أنس سبقه وهو يقول:
لقد انفصل عن حبيبته الى الابد.. حبيبته اسمها دارين..طالبة لديه.. تعمل عارضة ازياء...
نظر إليها أسامة وقال بتعجب:
أنت لا تستطيع أن تضم لسانك داخل فمك..؟!

هز أنس رأسه وقال ببساطة:
كلا، لا استطيع..
تنهد أدهم وقال:
هل صحيح ما قاله أنس يا أسامة..؟!
أومأ أسامه برأسه لتقول فرح بشفقة:
مسكين..
تقدمت في نفس اللحظة أسما نحوهم وهي تقول بعجلة:
متى سوف تبدئون في التجهز للحفلة..؟! وأنتِ يا فرح، ألن تأتي معي الى صالون التجميل..؟!

تعجبت فرح من طلبها أن ترافقها الى صالون التجميل، همت بالرفض لكنها تراجعت عن هذا وهي تفكر بأنها فرصة للإقتراب من حماتها...
بالطبع سأتي..
جيد، وأنتم.. ماذا عنكم..؟!
هل سنذهب الى صالون التجميل ايضا..؟!
قالها أنس بسخرية لترمقه أسما بنظرات باردة قبل أن تقول:
اقصد متى ستتجهزون للحفل، لم يبق سوى القليل عليه...
سنتجهز حالا..

قالها أدهم وهو يشير الى اسامة قائلا:
هيا انهض وتجهز من اجل حفل زواج باباه وماماه..
بينما هز أسامة كتفيه وقال بملل:
بل تجهز انت اولا..
كادت أسما أن ترد عليهما لولا قدوم الاء وكاظم الى الداخل...
حبيبتي وأخيرا عدتِ...؟!
قالتها أسما وهي تقترب منها وتحتضنها بسعادة بالغة ثم حيت كاظم ورحبت به بحرارة..
همست فرح بجانب اذن أدهم:
يبدو أن والدتك من النوع التي تحب تدليل صهرها وتعذيب كنتها..

ابتسم أدهم وقال:
يبدو أنها كذلك بالفعل..
تقدم أدهم من كاظم ورحب به ثم سلم على الاء ببرود، رحب أسامة وأنس بألاء وكاظم قبل أن يجلس الجميع في صالة الجلوس...
كيف أحوالك حبيبتي..؟! كنت سأتضايق بشدة إن لم تحضري الحفل..
ابتسمت الاء وقالت:
لم استطع ألا أحضر..

نهضت أسما من مكانها وقالت بسرعة موجهة حديثها لألاء:
هيا يجب أن نذهب الى مركز التجميل.. ستأتين معنا أليس كذلك..؟!
هزت الاء رأسها نفيا وقالت:
كلا ماما سوف أتجهز في غرفتي...
كما تشائين حبيبتي، وانتِ فرح، سوف تأتين أليس كذلك..؟!
أومأت فرح برأسها وقالت:
نعم سأتي معك..

ثم اتجهت مسرعة الى غرفتها لتجهيز نفسها، أشار أسامة الى الاء وكاظم قائلا:
أمامكما القليل من الوقت لتجهيز أنفسكما...
مطت ألاء شفتيها وقالت بضيق:
لا أفهم لماذا تصر والدتي على إقامة هذا الحفل بشكل سنوي..؟!
رد أنس بملل:
ألا تعرفين والدتك..؟! إنها تهوى إقامة الحفلات الفخمة والتباهي امام الجميع..

تطلعت الاء الى كاظم وقالت:
ما رأيك أن نستريح في غرفتي قليلا قبل الحفل...
حسنا، اذهبي انتِ اذا أردت قبلي فأنا اريد الحديث مع أدهم قليلا...
نظرت إليه الاء بتعجب لكنها لم تقل شيئا بل اكتفت بإيماءة من رأسها ونهضت من مكانها متجهة الى الطابق العلوي حيث غرفتها...
اما كاظم فطلب من أدهم أن يتحدثا لوحديهما فأخبره أدهم أن يذهبا سويا الى الحديقة الخلفية للقصر...

وهناك وقف كاظم بجانب أدهم ينظر الى المكان حوله بصمت ليسأله أدهم:
كيف حال الاء يا كاظم..؟! هل هي بخير..؟!
تطلع كاظم إليه وقال:
بخير..
حقا..؟!

أومأ كاظم برأسه ليتنهد أدهم ويقول:
الاء شخصية صعبة قليلة لكنها حنون.. تظهر أمامك قوية ومتسلطة لكنها طيبة من الداخل..
التفت كاظم نحوه وقال:
لستِ بحاجة لأن تشرح لي كل هذا، انا أدركت هذا بالفعل..
نظر اليه أدهم بتعجب فكاظم يبدو متغيرا قليلا، يتحدث عن الاء بعينين لامعتين وطريقة تجعله يشعر أنه يكن لها مشاعر خاصة...
يبدو أنكما متفاهمين بشكل كبير..
قالها أدهم محاولا اخفاء دهشته ليومأ كاظم برأسه ويقول:
نعم، للغاية..

ثم أكمل بجدية:
كل شيء يسير على ما يرام..الاء تغيرت كثيرا، أصبحت شخصية مختلفة..
صمت أدهم ولم يرد فقط اكتفي بالتحديق به بحيرة محاولا أن يصدق ما يقوله كاظم...
اما كاظم فإسترسل في حديثه قائلا:
أنا أعلم كل شيء يا أدهم، سبب خلافكما وتوتر علاقتكما..
اتسعت عينا أدهم بدهشة لم يستطع أخفائها ليومأ كاظم برأسه مؤكدا كل حرف خرج منه...
سأله أدهم بعدم تصديق:
كيف..؟!

أجابه كاظم بجدية:
الاء أخبرتني بكل شيء...
حاول أدهم أن يستوعب ما يقوله كاظم، إنه يعلم كل شيء حدث مع الاء..
تعلم كل شيء وقبلت الاستمرار معها..؟!
نظر كاظم إليها بنظرات غاضبة وقال بحدة غير مقصوده:
الاء مجني عليها يا أدهم وليست جانبه، إنها ضحية.. بالطبع سأبقى معها..
حاول أدهم تصحيح ما قاله فقال بإعتذار:
انا لم اقصد ما قلته، ولكن انا مستغرب من تقبلك لتلك الحادثة رغم أنني أعرف مدى اختلاف طريقة تفكيرك عنا...

ابتسم كاظم وقال بأسف:
وانا ايضا لم أقصد أن أتعصب عليك، حسنا قد أكون رجل ريفي معتد بنفسه يقدس رجولته وشرفه فوق كل شيء لكنني أستطيع في نفس الوقت أن أميز بين الصح والخطأ، وأستطيع ألا أظلم الاء..
ابتسم أدهم وقال بفخر:
لا تصدق مدى سعادتي بكلامك هذا، لقد اطمئنيت على الاء حقا، انها الان مع الرجل الصحيح...

ولكن هنا شيء اخير يقلقني ويضايقني..
قالها كاظم بجدية ليسأله أدهم:
شيء ماذا..؟!
علاقتك بألاء يا أدهم، يجب أن تتصلح.. أنتما أخوة ولا يجب أن تبقيا هكذا...
زفر أدهم أنفاسه بقوة وأخذ ينظر الى كاظم بنظرات متشنجة وهو يدرك ان معه كل الحق فيما قاله..

كانت الاء تجهز نفسها للحفل حينما سمعت طرقات على باب غرفتها لتسمح للطارق بالدخول، ولج ادهم الى الداخل وهو يرتدي حله سوداء أنيقة لتنظر إليه الاء بتعجب من قدومه إليها بينما قال أدهم بجدية:
هل لي أن أتحدث قليلا معك..؟!
أومأت الاء برأسها ليجلس أدهم على سريرها ويشير لها أن تجلس بجانبه..

جلست بجانبه وأخذت تتطلع إليه بحيرة ليهتف أدهم بتردد:
انا اسف يا الاء، اسف على كل ما حدث بسببي..
تطلعت اليه الاء بعدم تصديق، هل هذا ادهم..؟! انه يعتذر منها..
ماذا تقول أنت يا أدهم..؟!

قاطعها بسرعة:
اسمعيني اولا، أعرف أنه لا يوجد مبرر لما حدث بسببي، ولكنني بالفعل تعبت.. تعبت يا الاء من كل الكره الذي تضمرينه لي..
اعترف أيضا أنني كنت أنانيا مغرورا، لم أكن الاخ المثالي بالنسبة لك، لكنني تغيرت وتغيرت كثير من الأمور في حياتي...
بسببها، أليس كذلك..؟!
كانت تقصد فرح فأومأ برأسه وأكمل:
نعم بسببها، لقد غيرتني فرح بشكل كبير وجعلتني أتخلص من غروري وأنانيتي..

ابتسمت وقالت:
لست أنت وحدك من تغير يا أدهم، انا ايضا تغيرت.. يبدو أن أبناء زهران نجحوا في تغييرنا...
سامحيني الاء.. سامحيني واغفري لي ذنبي في حقك...
تطلعت الاء اليه بصمت للحظات.. لحظات سألت نفسها بها، هل هي قادرة على الغفران ومسامحته...؟!

تذكرت الماضي، علاقتها مع أدهم، لطالما كان أخيها المفضل الذي يشبهها في كثير من الأشياء...
ابتسمت على ذكرياتهما سويا وحاولت أن تبعد الذكريات السيئة عنها، لن تتذكر اي شيء سيء بعد الان فيكفيها ما حدث الى الان..
سوف تنسى كل شيء وتسامح أدهم مثلما سامحها كاظم وغفر لها...
سامحتك يا أدهم... سامحتك يا أخي..
قالتها وقد تشكلت الدموع اللاذعة داخل عينيها ليحتضنها أدهم بقوة...

يتبع....

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك