رواية عروس الثأر للكاتبة سارة علي الفصل الثلاثون (الخاتمة)


بعد مرور عدة أشهر..
وقفت أمام المرأة تتأمل بطنها المنتفخ قليلا بسعادة بالغة، اقترب منها وأحاط بطنها بكفيه مقبلا رقبتها بحب خالص لم يكنه يوما سوى لها..
ابتسمت وهي تربت على خده ليهتف بفرحة بالغة:
وأخيرا سنعرف جنسه اليوم..
التفتت نحوه تحيط رقبته بذراعيها وتقول بلهجة عذبة:
هل ستحزن إن كانت فتاة..؟!
بالعكس أنا أريدها فتاة..
تعجبت فرح مما قاله فسألته بحيرة:
تريدها فتاة..؟! لماذا..؟!

أجابها وهو يمسك كف يدها يرفعه نحو فمه ويطبع قبلة عليه:
لإنها ستكون جميلة وحنونة كوالدتها...
ضحكت بخفوت وقالت:
لنذهب الى الطبيبة اذا فأنا متحمسة للغاية لنعرف جنسه...
هيا بنا..
قالها أدهم وهو يمسك بكف يدها ويجرها خلفه، قابلا في طريقهما أسما والتي قالت بسعادة لم تستطع إخفاؤها:
سوف تعرفون جنسه اليوم، أليس كذلك..؟!

أومأت فرح برأسها وهي تربت بكفها على بطنها بينما قالت أسما بدعاء:
سيكون صبي ان شاءالله..
لا فرق عندي سواء كان صبي او بنت..
قالها أدهم بجدية لتهتف أسما وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها:
لكنه يفرق عندي..
تنهدت فرح وقالت:
المهم أن يأتي سليما بصحة جيدة..

ان شاءالله..
قالها أدهم وهو يسحبها خلفه متجها الى الطبيبة..
في الطريق الى الطبيبة كانت فرح تقلب في الرسائل الموجوده على مجموعتها مع أخواتها حيث كان الجميع مترقب لمعرفة جنس الجنين..
قالت فرح وهي تغلق الهاتف:
سوف أصاب بالصداع من كثر رسائل اخواتي، كل دقيقة يؤكدون عليَّ أن أخبرهم فورا بجنسه..
ابتسم أدهم وقال:
الجميع متحمس، حتى أيهم البارد..

ضحكت وقالت:
يا إلهي، لا أفهم لمَ كل هذا الحماس..؟!
إنه أول حفيد لدى العائلتين، لا تنسي هذا..
معك حق..

اوقف أدهم سيارته امام المشفى الذي توجد به الطبيبة، هبط الاثنان من السيارة واتجها الى عيادة الطبيب، دلفا بعد حوالي ربع ساعة من الانتظار لتستقبلهما الطبيبة بإبتسامة مرحبة قبل أن تطلب من فرح التمدد على السرير..
بدأت الطبيبة في عملها بينما أدهم يتابع الشاشة الصغيرة الذي يظهر فيها الجنين بوضوح..

هل تريدون معرفة جنسه..؟!
سألتهما الطبيبة بجدية ليرد أدهم بسرعة:
بالطبع...
استعدوا اذا..
ضغط أدهم على يد فرح التي رفعت رأسها قليلا لتهتف الطبيبة:
مبارك لكما، سوف تنجبين فتاة جميلة باذن لله..
أدمعت عينا فرح بينما احتضنها أدهم وهو يهتف بسعادة:
ألم أخبرك أنها فتاة...؟!
ثم طبع قبلة على جبينها وهو يهتف لها بحب:
مبارك لك حبيبتي...
المهم ليس أن تحصل على السعادة، بل المهم كيف تحافظ عليها..

كانت الاء تجلس أمام عيادة الطبيبة النسائية تنتظر دورها بفارغ الصبر، لقد أجرت جميع الفحوصات التي طلبتها منها الطبيبة وهاهي تنتظر الدخول إليها لتعرف نتيجة تلك التحاليل..

لقد مرت عدة أشهر على زواجها من كاظم ولم يحدث عندها حمل، منذ تلك الليلة التي اخبرها بها كاظم أنه يريد طفلا وهي تسعى جاهدة لتحقيق رغبته...
أفاقت من أفكارها على صوت السكرتيرة تطلب منها أن تدخل لتنهض من مكانها وتتجه الى الداخل، اعطت نتائج التحاليل الى الطبيبة بعدما جلست أمامها...

أخذت الطبيبة تقرأ النتائج بتركيز شديد، ما ان انتهت منهم حتى قالت بلهجة هادئة:
تحاليلك جميعها سليمة سيدة الاء...
تنهدت الاء براحة وقالت:
حقا..؟!
أومأت الطبيبة برأسها وقالت:
نعم، حقا..
لماذا اذا لم أحمل الى الأن..؟!
كم مر على زواجك..؟!
خمسة أشهر..

ابتسمت الطبيبة وقالت:
ما زال هناك وقت كبير أمامك، لا تقلقي..
زفرت الاء أنفاسها بإرتياح بينما أكملت الطبيب بجدية:
لكن مع هذا يجب أن يقوم زوجك بإجراء الفحوصات للتأكد من سلامته، هذا اذا كنت مستعجلة على الحمل والانجاب..
حسنا..
قالتها الاء بإذعان بينما كتبت لها الطبيبة مجموعة مقويات قد تعزز فرصتها في الحمل...

كان مازن يجلس بجانب ميرا يريها صور مجموعة من الشقق الحديثة كي تختار واحدة منهم لهما...
ولكن يا مازن ما زال الوقت مبكرا على اختيار شقة لنا..؟!
قالتها ميرا بجدية ليقول مازن:
انا أرغب بأن نختار شقتنا من الان ونؤثثها أيضا..
تطلعت إليه بعدم اقتناع ليقول بجدية:
أريد أن يكون كل شيء كاملا قبل الزفاف..
تتحدث وكأن زفافنا بعد شهر، ما زال أمامنا عامين قبل الزفاف..
هز مازن كتفيه وقال:
حتى لو، انا اريد أن نجهز كل شيء من الأن...

صمتت ميرا وأخذت تنظر اليه بحيرة بينما هو يقلب في صور الشقق، إنه يفرض عليها كل شيء ويسير كل شيء كما يريد...
وهي توافق بسهولة وبساطة، في البداية لم تكن تهتم لأمور كهذه لكن الأن باتت تهتم وبشدة...
أحيانا تفكر أن تصارحه بما يدور داخل خلدها من ضيق شديد بسبب تحكماته وفرض رأيه عليها ثم تعاود التراجع عن هذا...

نهضت من مكانها فجأة وقالت:
سأذهب وأساعد ماما في اعداد طعام العشاء..
أومأ برأسه دون أن يرد حيث كان تركيزه بأكمله منصب على الصور التي أمامه..

أوقف شاهين سيارته أمام منزل حميد زهران، نظر إلى ليلى وقال:
سوف أشتاق لك كثيرا..
ابتسمت وقالت بحب:
وأنا أيضا، لن تتأخر هناك.. أليس كذلك..؟!
أجابها وهو يزيح خصلة من شعرها جانبا:
بالتأكيد لا، اسبوعين وسأعود...
حسنا أراك سالما باذن الله..
قالتها بخجل من نظراته ليقترب منها ويطبع قبلة على وجنتها قبل ان يهتف بها:
أراكِ سالمة حبيبتي...
هبطت ليلى من السيارة واتجهت مسرعة الى داخل المنزل وهي تشعر بقلبها ينبض بعنف، إنها تعيش أسعد أيام حياتها مع شاهين، لقد أحبته دون أن تدري...

اما شاهين فأخذ يقود سيارته متجها الى المدينة، هناك وصل الى منزل عائلته والذي كان عبارة عن فيلا ضخمة يعيش فيها والديه وأخته منى...
دلف بسيارته الى الداخل ليجد الثلاثة في استقباله، هبط من سيارته واتجه نحو والديه وسلم عليهما ثم حيا اخته منى بحرارة...
جلس الأربعة في صالة الجلوس يتحدثون في حال شاهين ووضعه في تلك القرية...

فجأة دلفت فتاة الى الداخل واقتربت منهم وهي تلقي التحية عليهم قبل أن ينهض شاهين على مضض لتحيتها، حياها شاهين ببرود ليهتف الأب بمرح:
ما بك يا بني..؟! هل هكذا يحيي الرجل خطيبته..؟!
ارتبك شاهين واحتضن الفتاة مقبلا إياها من وجنتيها قبل أن تجلس الفتاة بجانبه وهي تهتف بسعادة:
كيف حالكم جميعا...؟!

اجابها والد شاهين:
بخير حبيبتي، ماذا عن أبيك..؟! كيف حاله..؟!
أجابته وهي تبتسم:
بخير، يود أن يراك..
سأزوره قريبا...
تطلعت الفتاة الى منى وسألتها:
كيف حالك منى..؟!
ابتسمت منى بود وأجابتها:
بخير يا شاهندا...
هيا أخبراني أنتما الاثنان، متى ستتزوجان..؟!
لمعت عينا شاهندا بينما توتر شاهين وهو يقول:
ما زال الوقت مبكرا على هذا الموضوع..

شعرت شاهندا بالإحباط لكنها أخفته بسهولة وهي تقول:
معك حق يا شاهين، ما زال الوقت مبكرا..
زمت الأم شفتيها بعبوس بينما نهضت منى وقالت موجهة حديثها لشاهندة:
تعالي معي، سوف أريك الفساتين التي اشتريتها في رحلتي الأخيرة لفرنسا..
نهضت شاهندا وسارت معها بحماس بينهما أخذ شاهين يتابعهما حتى اختفيا تماما من أمامه..

وقف كامل زهران بجانب كاظم يتابعان العمل الذي يقوم المزارعون به..
تحدث كاظم قائلا بجدية:
أظن أننا سننتهي من هذا المشروع قريبا...؟!
أومأ كامل برأسه وقال:
معك حق...
انتبه كاظم لسيارة سوداء عالية تتقدم من المزرعة التي يقفان أمامها...
أشار كاظم لكامل قائلا بعدما وجد فتاة تهبط من السيارة وتتقدم منهما:
هناك فتاة تتقدم نحونا..

التفت كامل ينظر الى الفتاة والتي كانت ترتدي بنطال جينز ضيق فوقه قميص ازرق ذو أكمام طويلة ومعهما حذاء اسود اللون ذو عنق طويل يصل الى ركبتها...
تقدمت الفتاة نحويهما وقالت بنبرة جادة:
أنتما السيدان كامل وكاظم زهران...؟!
أومأ الاثنان برأسيهما لتردف الفتاة معرفة عن نفسها:
انا جيلان عبد الرحمن، المهندسة الجديدة هنا..

انت اذا المهندسة الجديدة..؟!
قالها كاظم ثم رحب بها لتسأله بفضول:
انت السيد كاظم، أليس كذلك..؟!
أومأ كاظم برأسه لتقول بإبتسامة:
لقد سعدت بمعرفتك...
ثم نظرت الى كامل الذي كان يرمقها ببرود بطرف عينيها تنتظر منه أن يرحب بها لكنه لم يفعل، لكزه كاظم من ذراعه ليتنحنح كامل قائلا بإقتضاب:
اهلا بك..

شعرت جيلان ببرود وعدم رغبته في تحيتها فقالت بجمود:
اهلا سيد كامل..
ثم أردفت موجهة حديثها الى كاظم:
متى سأبدأ عملي..؟!
أجابها كاظم بجدية:
الآن اذا أردت..
بالطبع أريد..
قالتها جيلان بحماس ليقول كاظم بخبث:
سوف أترك كامل يشرح لك طبيعة عملك.، فأنا لدي موعد مهم..
تطلع إليه كامل بنظرات متشنجة بينما قد فهمت جيلان اللعبة وابتسمت بتهكم قبل ان تقول:
جيد، لا تقلق علي.. سوف أتعلم بسرعة..
رائع، عن اذنكما...
تحرك كاظم بعيدا عنهما وهو يبتسم في داخله على منظر كامل المضحك بينما أخذت جيلان ترمق كامل بنظراتها الباردة والتي قابلها بأخرى أكثر برودة منها..

فتاة، إنها فتاة يا أمي..
كان هذا صوت صراخ ملك التي ركضت مسرعة نحو الطابق السفلي حيث توجد والدتها وأختيها كي تبشرهما بهذا الخبر السعيد..
حقا..؟!
قالتها نجلاء بفرحه عارمة بينما قالت مريم:
الحمد لله كما تمنيت...
اخرجت ليلى هاتفها من حقيبتها وقالت بسرعة:
سوف أتصل بها...

في نفس الوقت دلف مازن الى الغرفة وهو يهتف بصوت عالي:
يا قوم، لدي مفاجئة لكم...
تطلع الأربعة إليه بترقب ليدلف شاب وسيم طويل الى الداخل لتصرخ ملك على الفور:
مروان...
بينما قفزت مريم نحوه واحتضنته بقوة...
أدمعت عينا الأم بينما اقترب مروان منها واحتضنها بقوة...
وأخيرا عدت يا مروان.. وأخيرا يا حبيبي..

قبل مروان كفيها وجبينها ثم قال بلهجة جذلة:
اشتقت لك يا أمي، اشتقت لك كثيرا..
ابتعدت والدته من بين أحضانه ليحتضن ليلى وملك...
بعدها جلس بينهم يحدثهم عن أخر أخباره وأوضاعه في امريكا..
لن تسافر مرة أخرى الى هناك.. أليس كذلك..؟!
سألته الأم بأمل ليومأ برأسه ويقول:
لن أسافر مرة اخرى..
ضحكت ملك وقالت بفرحة:
يبدو أن فرحتنا اليوم فرحتين...

ماذا تقصدين..؟!
سألها مروان بحيرة لترد ملك بشقاوة:
فرح ستنجب انا ملك الصغيرة..
حقا..؟!
قالها مروان بإبتسامة واسعة بينما رفعت ليلى حاجبها وقالت:
ملك..؟!
أومأت ملك برأسها لتردف مريم بضيق:
تقصدين مريم، سوف تسميها مريم..
كلا، سوف تسميها ملك...ا

أخذت الفتاتان تعاندان بعضيهما تحت أنظار الجميع الضاحكة ليهتف مازن أخيرا قاطعا شجارهما:
لا تتشاجران، سوف نسميها نجلاء على اسم والدتي...
حتى تقتلنا السيدة أسما..
قالتها ليلى بتهكم ليضحك الجميع بقوة بينما أخذت الأم تنظر إليهم بسعادة وهي تفكر بأن عائلتها اجتمعت حولها اخيرا...

جلس كاظم بجانب والدته التي أخذت تحدثه قائلة:
يا بني، اسمع كلامي واذهب بها الى الطبيب.. سوف يمر عام على زواجكما وزوجتك لم تحمل بعد..
رد كاظم بجدية:
لا داعي للإستعجال يا أمي، كل شيء سيأتي بأوانه..
ولكن...
قالتها الأم ليقاطعها كاظم:
لا داعي لفتح الموضوع هذا يا أمي كي لا نجرح الاء...
زمت الأم شفتيها بضيق بينما تقدمت سلوى اخت كاظم منهما وقالت:
كاظم أريد الحديث معك قليلا..
تطلع كاظم إليها بحنو وقال:
تحدثي يا سلوى، ماذا هناك..؟!

جلست سلوى أمامه وأخذت تفرك يديها الاثنتين بتوتر قبل أن تهتف بتردد:
أريد السفر الى المدينة، لقد وجدت عملا هناك...
عمل ماذا..؟!
سألها كاظم بدهشة بينما لطمت الأم على صدرها وقالت:
تسافرين وتتركينا يا سلوى..
محاسبة في شركة..
ولكن بإمكانك أن تعملي هنا معنا..

قالها كاظم بجدية لتومأ الأم برأسها بينما لعقت سلوى شفتيها وقالت:
ولكنني أريد العمل في هذه الشركة، إنها شركة كبيرة ومهمة..
شعر كاظم بالحيرة، هل يسمح لها أن تسافر الى هناك..؟! هو يشعر بضيقها وحزنها الواضح منذ طلاقها ولكن سفرها الى المدينة سيكون صعبا...
تطلع إليه ليجدها تنظر إليها بنظرات مترجية لم يستطع خذلها فقال:
ستذهبين الى هناك ولكن سوف تسكنين في منزل خالتي..
موافقة..
قالتها سلوى بسرعة ثم ابتسمت بفرحة دون تفكير ليشعر كاظم بالسعادة فهذه المرة الأولى التي يراها تبتسم بها منذ طلاقها...

أريد الذهاب الى ذلك الحفل يا جدتي..
قالتها تيماء بتوسل لتزفر الجدة أنفاسها وهي تقول:
المكان بعيد يا تيماء، إنه في إحدى القرى البعيدة..
أعلم هذا، ولكن أنا مللت من الجلوس في البيت وبحاجة للتغير قليلا..
تطلعت الجدة إليها بشفقة، هي تفهم رغبتها في الخروج والتطلع الى العالم الخارجي ولكنها تخاف عليها وبشدة...
ارجوكِ يا جدتي، جمان ستتضايق كثيرا إن لم أحضر عيدميلادها...
تنهدت الجدة وقالت:
متى العيد ميلاد...؟!

أجابتها تيماء بعدم تصديق:
هل وافقت..؟! إنه مساء الغد.. صديقاتي سيذهبن الى هناك منذ الصباح الباكر ويبقون لمدة يومين هناك..
تطلعت ا لجدة اليها وقالت على مضض:
حسنا موافقة..
قفزت تيماء من مكانها بسعادة وأخذت تقبلها عدة مرات قبل أن تتجه الى غرفتها لتحضير ملابسها..
...
في صباح اليوم التالي...
كان عمر يقود سيارته داخل القرية متجها الى منزل أقربائه حيث اليوم عيدميلاد جمان قريبته وقد طلب منه أخيها طارق أن يجلب لهم الكيك والعصائر فهو مشغول في عمله في المشفى كما أن مازن ومروان مسافران الى المدينة...
أوقف سيارته أمام المنزل وهبط من سيارته ليحمل علي الكيك والعصائر ويتجه بها الى الداخل..
ضغط على جرس الباب لتفتح له جمان الباب وهي تبتسم قائلة:
عمر اهلا بك..

دلف عمر الى الداخل وهو يحمل الأغراض معه بينما أخبرته جمان أن يتبعها ويضعها في المطبخ بعدما حملت جزءا من الأغراض...
وضع عمر الأغراض على الطاولة لتقول جمان بإمتنان:
شكرا كثيرا يا عمر..
ابتسم لها وقال:
العفو يا جمان وكل عام وانتي بخير...

ابتسمت جمان بينما سار عمر خارج المطبخ ليتفاجئ في طريقه بفتاة ترتدي فستان أحمر قصير وتدور حول نفسها بينما الفستان المنفوش يتطاير حولها...
تصنم عمر في مكانه محاولا إستيعاب ما يراه، كانت تبدو كجنية خرجت من احدى الأساطير لتتوقف الفتاة بعد لحظات عن دورانها وتنصدم بوجوده أمامها..
كادت أن تقع لولا أنه إتجه نحوها وأمسكها بسرعة كي تستعيد توازنها...
استعادت توازنها أخيرا لتنظر له بخجل وتقول:
شكرا..
ابتسم لها وقال:
العفو..

في نفس الوقت خرجت جمان من المطبخ لتقترب نحويهما وتنظر اليهما بفضول قبل أن تقول:
تيماء، عمر.. ماذا حدث..؟!
حاولت تيماء ان تتحدث فخرجت الكلمات متقطعة ليقول عمر بهدوء:
كادت أن تفقد توازنها وتقع لولا انني أمسكت بها..
تقدمت جمان نحوها وسألتها بقلق:
هل أنت بخير..
أومأت تيماء برأسها بينما تحرك عمر مبتعدا عنهما بينما صورة صاحبة الفستان الأحمر لم تفارق خياله..

دلفت الى داخل الشركة بخطوات واثقة، كانت ترتدي فستانا احمرا بسيطا للغاية وشعرها البني مرفوع على شكل ذيل حصان قصير...
اتجهت نحو موظفة الإستعلامات وسألتها عن مكان تقديم الوظائف لتخبرها ان تذهب الى الطابق السادس حيث مكتب السيد أدهم...
اتجهت بسرعة الى المكان المنشود لتتفاجئ بعدد كبير من الفتيات ينتظرن هذه الوظيفة، تبخرت ثقتها كليا وهي تشعر بأنها ستدخل تحدي خسارتها معروفة فيه... هي بحاجة لهذه الوظيفة اكثر من أي شيء ولكن كيف ستحصل عليها...؟!

اقتربت من السكرتيرة وأعطتها بيانتها ثم جلست على احد الكراسي تنتظر دورها..
اما في الداخل فكان أدهم يجري المقابلات مع الموظفات وأيهم بجانبه يتابع ما يحدث دون أن يتدخل، هو ما. زال جديدا في العمل ويحاول أن يتعلم من أدهم الكثير...

تقدمت احدى الفتيات منهما بعدما خرجت الفتاة التي كانت هنا، كانت فتاة قصيرة ترتدي فستان احمر طويل بسيط وشعرها بني غامق قصير...
ملامحها عادية اقرب للطفولية..لم يهتم أيهم بها كعادته بينما قال أدهم بصوته الجاد:
ما اسمك..؟!
أجابته بثقة:
داملا شاكر..

أخذ أدهم يسألها عن العديد من الأشياء التي تخص عملها لتجيبه داملا بثقة أعجبته، ثقتها بنفسها وبما تقوله جذبت أنظار أيهم أيضا فأخذت يتطلع اليها بتعجب فكيف لفتاة قصيرة وناعمة مثلها ان تمتلك كل هذه الثقة...
انتهت المقابلة وخرجت داملا من عندهما وهي تشعر براحة غريبة ورغما عنها ابتسمت وهي تتخيل أنها ستحصل على هذه الوظيفة...

في احدى شركات الانتاج الكبرى...
دلفت دارين الى مدير هذه الشركة والذي استقبلها بحفاوة فاجئتها...
جلست دارين أمامه وهي تشعر بتوتر شديد بينما قال مدير الشركة والذي يدعى فادي:
انا سعيد للغاية كونك ستنضمين إلينا يا أنسة دارين..
ابتسمت دارين وقالت بإحراج:
انا الأسعد..
هل أعجبتك قصة الفيلم..؟!

أومأت برأسها وقالت:
إنه فيلم جميل، أحببت قصته لولا وجود بعض المشاهد الجريئة فيه..
تنحنح فادي وقال:
هذه المشاهد لا بد منها، إنها أساسية في الفيلم..
زفرت دارين نفسا قويا وقالت:
أفهم هذا ولكن ألا نستطيع التخلي عن مشاهد القبلات والأحضان، إنها تبدو مزعجة بالنسبة لي..
نهض فادي من مكانه وتقدم نحوها جالسا أمامها، تحدث بلهجة ودودة:
أنستي، إنها مشاهد عادية تقوم بها أي ممثلة..

ثم أردف بنبرة ذات مغزى:
أنت كنت تعملين كعارضة للملابس الداخليه، يعني يجب أن تكوني متصالحة مع جسدك وتتقبليه كما هو..
احمرت وجنتا دارين رغما عنها بينما اكمل فادي:
أنت تأخذين دور أساسي في الفيلم، فأنتِ البطلة الثانيه فيه...كما إنك ستقفين أمام نجم كبير مثل تيام الشافعي...هذا لوحده يجعلك تحلقين عاليا وتحققين شهرة في وقت قياسي..
لم تستطع دارين ان تقول شيئا فالرجل كلامه صحيح وهي اذا كانت تريد الشهرة السريعة فعليها أن تتنازل عن أشياء كثيرة..

ماذا قلت..؟!
سألها فادي لترد:
موافقة..
ابتسم بسعادة قبل أن يقول:
ولكن قبل أن نوقع العقد هناك شيء مهم يحب أن نتفق عليه..
منحته دارين نظرة متسائلة ليردف فادي:
يجب أن تغيري اسمك...
ماذا...؟!
أومأ فادي برأسه وأكمل:
يجب ان نختار اسم فني لك..
لم تستوعب دارين ما قاله الا حينما هتف بعد لحظات:
أماليا، أماليا خطاب.. نجمة جديدة تضيء سماء الفن..

كانت شيرين تطعم ابنها الصغير وهي تدندن ببعض الأغاني حينما رن جرس الباب فنهضت من مكانها وهي تقول:
يبدو أن عمك قد جاء يا أدهم..
اتجهت نحو الباب وفتحته لتنصدم مما رأته أمامها..
أياد..
قالتها شيرين بعدم تصديق ليقول الأخير وهو يبتسم بشقاوة:
نعم أياد الهاشمي، بشحمه ولحمه يا شيري...

النهاية

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك