رواية عروس الثأر للكاتبة سارة علي الفصل التاسع عشر


اتجه شاهين نحو ليلى التي كانت تتعارك مع جابر...
ماذا يحدث هنا؟!
هتف بهذه الكلمات بصوته الرجولي الخشن لتتطلع ليلى اليها بتعجب بينما يلتفت جابر نحوه ويقول بنبرة عدائية: نعم!
من أنت؟! وماذا تفعل هنا؟!
سأله شاهين بنبرة حادة ليتطلع اليه جابر من فوق الى تحت ويهتف بتهكم مقصود: عفوا، انا من يجب أن يسأل سؤال كهذا...
نعم! هل تمزح معي أم ماذا؟!

قالها شاهين مستغربا من طريقة حديثه معه، لتتدخل ليلى في الحوار قائلة: حسنا يكفي الى هنا، اذهب انت يا جابر...
الا ان جابر كان مصرا على البقاء فرد عليها بإصرار: كلا لن اذهب يا ليلى قبل أن أسمع منك ما اريده...
ثم عاد والتفت نحو شاهين وقال بسخرية مقصودة: ولأفهم ماا يريد مني حضرة السيد المصون...
جابر يكفي...
هتفت به ليلى بصرامة بينما قال شاهين: اتمنى أن تترك الانسة ليلى وتتحدث معي انا...
انسة!

قالها جابر متهكما قبل ان يردف بقوة: انها زوجتي يا هذا وليست انسة...
شعر شاهين بالإحراج فهاهو قد تدخل بين زوج وزوجته، هم بالإعتذار منه الا ان ليلى سبقته قائلة: زوجة من يا هذا؟! نحن تطلقنا يا هذا أم يبدو أنك نسيت هذا أيضا...
طليقك اذا...
هتف بها شاهين اخيرا وهو يفكر بأن الحسناء الغاضبة مطلقة ليهتف مشيرا الى جابر: تفضل واذهب حالا...
ما علاقتك انت؟! ولماذا تتدخل.؟!

قالها جابر بنبرة مستهجنة ليرد شاهين ببرود: اذهب حالا والا سترى ما لا يعجبك...
شعرت ليلى بتأزم الوضع فقررت ان تتدخل بين هذين الاثنين فقالت محاولة انهاء الموضوع: حسنا يكفي، اذهب انت يا جابر، واذا لم تذهب فإنني سأتصل بجدي ليتصرف معك على طريقته الخاصة...
هكذا اذا يا ليلى، تهدديني بجدك...
هكذا يا جابر...

قالتها ليلى بتحدي لينظر الى شاهين الذي يرميه بنظرات ساخرة متحدية فيبادله نظراته النارية قبل ان ينسحب من المكان تاركا ليلى مع شاهين لوحديهما...
تطلعت اليه بنظرات حادة قبل ان تهتف بضيق جلي: هل لي أن أفهم ما علاقتك أنت ولما تتدخل فيما لا يعنيك؟!
اندهش شاهين من طريقتها معه فقال بعدم تصديق: هل هذا جزائي لأني حاولت أن أبعده عنك.؟!
وهل تجدني غير قادرة على ابعاده عني؟!

زفر أنفاسه بقوة وقال بملل: أنت حقا لا يؤثر معك أي شيء، الخطأ مني لأنني حاولت مساعدتك...
لترد ليلى بعجرفة: نعم الخطأ منك لأنك تدخلت فيما لا يعنيك...
ثم تحركت من أمامه تاركة اياه يتابعها بذهول غير مصدق أنه أصبح المخطأ بعدما حاول مساعدتها...

استيقظت فرح من نومها لتجد الفراش خاليا بجانبها...
تنهدت فرح بإستمتاع وهي تتذكر الساعات القليلة النائمة بين احضانه، كم تمنت لو تستمر هذه الساعات الى الابد، وتبقى هي مستمعة بين احضانه التي تحيطها بأمان...
اعتدلت في جلستها حينما وجدته يخرج من الحمام مرتديا بنطاله فقط ويجفف شعره بالمنشفة...
استيقظتي اذا...

قالها وهو يقترب منها لتومأ برأسها بخجل وهي تتأمل صدره العاري أمامها...
جلس بجانبها وقال: ما رأيك أن أخذك ونهرب سويا.؟!
ابتسمت على استيحاء وقالت بتردد: إلى أين.؟!
أجابها وهو يحيط وجنتيها بكفي يديه: إلى أي مكان تريدين؟! إلى اوروبا مثلا...
سيكون شيء رائع...

قالتها بسعادة لينحني نحو شفتيها ويلامسها بشفتيه برقة...
ابتعد عنها قليلا فوجدها تغمض عينيها بإنتظار قبلته ليعاود تقبيلها برغبة شديدة...
استجابت فرح له واستسلمت كليا، غرقت بين ثنايا قبلته، حتى ابتعد عنها اخيرا ليقول من بين أنفاسه المتقطعة: فرح، لم أعد أستطيع الاحتمال...
فتحت عينيها وابتلعت ريقها ثم قالت بنبرة متوترة: ماذا تقصد.؟!
أجابها بجدية بعدما طبع على شفتيها قبلة خفيفة: أنتِ تعلمين جيدا ماذا أقصد؟!

تنهدت وقالت: أدهم...
فرح، انتِ زوجتي على ما أظن...
اومأت رأسها ثم قالت: أدهم أنا خائفة...
لماذا؟!
سألها مدهوشا لترد بجدية: أخاف منك...
ابتسم على جديتها ورقتها حينما تتحدث ليقترب منها ويهتف بصدق: أنا اخر شخص قد تخافين منه...

يعني أنت لن تؤذيني، ولن تتخلى عني...
سألته بلهفة وترقب ليرد من أعماق قلبه: ابدا، لن أؤذيكِ أبدا...
صمتت ولم تتحدث بينما نهض هو من مكانه ينوي الخروج من الغرفة ليتوقف في مكانه على صوتها: أدهم انتظر...
التفت نحوها ليجدها تتطلع اليه بنظرة لم يفهمها...
موافقة...

عاد واقترب نحوها، أحاط وجنتيها بكفي يديه وقال: فرح، هل تعنين ما تقوليه؟!
اومأت برأسها وقلبها يكاد ينفجر من شدة الخجل ليرفع وجهها نحوه يتأمل عينيها اللامعتين ووجهها الاحمر...
انحنى قليلا يطبع قبلة خاطفة على جبينها، ثم قبلة اخرى على ثغرها، مددها على السرير برقة وانحنى نحوها يقبل كل انش من وجهها قبل ان يعاود تقبيل شفتيها برقة بالغة جعلتها تستجيب له بكامل حواسها...

كانت الاء تجلس على سريرها وهي تتأفف بضجر...
دخل كاظم الى الغرفة والقى التحية عليها بإقتضاب...
نهضت من مكانها واتجهت نحوه قائلة بجدية: كاظم اريد الحديث معك...
ماذا هناك؟!

سألها متعجبا من نبرتها الجامدة لترد بضيق جلي: انا أشعر بالضيق والملل، والدتك ترفض ان اتحرك من على السرير ظنا منها أنني حامل، حتى لا تقبل أن أساعد سلسبيل في أعمال المنزل...
تعجب كاظم من تضايقها من موضوع كهذا، فمنذ متى والاء تحب أن تقوم بأعمال المنزل وتساعد سلسبيل بها؟!
لم يستطع أن يخفي اندهاشه وهو يقول: غريب، منذ متى وأنت تحبين أن تساعدي سلسبيل بأعمال المنزل؟!
أجابته ببرود: منذ وقت طويل، أساعدها في أعمال المنزل أفضل من أن أجلس هنا لوحدي...
حسنا، سأحل أنا هذه المشكلة...
كيف؟!

سألته بلهفة ليرد بجدية: سنخرج انا وانتي سويا كأننا سنذهب الى المشفى لنجري تحاليل اختبار الحمل ،، ونعود لنخبرهم بأن نتيجة التحاليل سلبية، وهكذا والدتي ستنهي حصارها عليكِ...
لكن...
لكن ماذا؟!
أجابته بعد تفكيرر: والدتك فرحة جدا بهذا الخبر، وأنا لا أريد أن أعكر فرحتها به...

هل تمزحين معي يا الاء؟! أنت لستِ حاملا، عاجلا أم أجلا ستعرف الحقيقة...
صمتت الاء ولم ترد ليقول كاظم: لماذا لم تقولي شيئا؟! تحدثي...
وماذا سأقول.؟!
سألته بحدة غير مقصودة ليقبض على ذراعها بقسوة قائلا بنبرة غاضبة: لا تتحدثي معي بهذه الطريقة، كم مرة على أن أنبهك بهذا؟!
حررت ذراعها من قبضته القاسية وقالت بألم بينما يدها تفرك ذراعها: حسنا انا اسفة، لم انتبه لطريقة كلامي...

رد عليها بحدة: انتبهي مرة اخرى...
اومأت برأسها ثم قالت بنبرة مترددة: اذا ماذا سنفعل الان؟!
أجابها بلا مبالاة: لن نفعل شيئا، انتِ من تريدين هذا، لنترك الوضع كما هو...
هل لي بأن اطلب طلب صغير منك؟!
تفضلي...

ابتلعت ريقها وقالت: انا اريد الخروج قليلا من المنزل، حقا أشعر بالاختتناق عندما ابقى هنا لفترة طويلة، ما رأيك أن نخرج سويا الى أي مكان تريده؟!
تعجب من طلبها الغريب، هي تريد الخروج معه، هو دونا عن الجميع، لكنه لم يجد حلا أمامه سوى الموافقة، فأومأ برأسه لتبستم هي بسعادة غريبة...

انت متمددة بين أحضانه تستمع الى دقاب قلبه العالية تستمتع بملمس بشرته ونبضات قلبه التي توحدت مع نبضات قلبها...
ابتسمت بسعادة وهي تتذكر لحظاتهما التي قضوها سويا، كم كان رقيقا معها!
فرح...
سمعته بهتف بإسمها لتغمغم: امممممم...
ظننتك نائمة...
ابتسمت بخجل وقالت بنبرة خافتة: كلا ما زلت مستيقظة...
بماذا تفكرين اذا؟!

سألها بفضول لتجيبه: بك...
رفع وجهه نحوها وقال بدهشة: بي أنا...
اومأت برأسها على استيحاء ليعاود سؤالها: ولماذا كنتِ تفكرين بي؟!
هزت كتفيها قائلة: لأنني أحب التفكير بك...
ابتسم لها وطبع قبلة على جبينها قبل ان ينزل برأسه مرة اخرى على المخدة...
ادهم...
نعم...
هل أحببت من قبل؟!

كان سؤالها غريبا لم يفهم سببه لكنه أجابها بصدق: كلا، لم أحب من قبل...
تنهدت براحة فهو على الاقل لم يحب قبلها ابدا، اما هو فظل يفكر في سؤالها وغايتها منه...
اعتدل في جلسته وقال: ما رأيك أن نحتفل بما حدث اليوم؟!
كيف؟!
سألته بحيرة وهي ترفع جسدها قليلا ليرد: ألم أقل لك دعيني أخطفك؟! نسافر سويا الى أي مكان تريدنه..
اومأت برأسها ليكمل بحماس: لنسافر الى اي مكان تختارينه، ونقضي به عدة ايام...
ولكن ماذا عن عملك؟!

أجابها بجدية: اجازة لمدة اسبوعين لن تؤثر كثيرا على عملي، كما أنني سأنظم وقتي قبلها، المهم ما رأيك انت؟! إلى أين ترغبين أن نسافر.؟!
أخذت فرح تفكر في المكان الذي ترغب فى الذهاب اليه قبل ان تقول: اختر انت المكان الذي تحبه ولنذهب اليه...
ابتسم وقال: ما رأيك بروما...
ايطاليا! جميلة بالطبع...

قالتها بإعجاب شديد في اختياره ليومأ برأسه ويكمل: جيد أنها أعجبتك، سأحجز تذكرتين الى هناك، ونسافر، هل لديك شيء مهم الاسبوع القادم؟!
هزت رأسها نفسا وقالت: كلا لا يوجد شيء مهم عندي...
تمتم بدوره: جيد، سأحجز التذكرتين في اقرب وقت ممكن...

ارتدت الاء ملابسها وصففت شعرها ثم وضعت مكياجها الناعم وعطرها المفضل...
خرجت من غرفتها واتجهت الى صالة الجلوس حيث ينتظرها كاظم هناك ليخرجان سويا...
نهض كاظم من مكانه ما ان دلفت الاء الى صالة الجلوس بينما ابتسمت حماتها وقالت بإعجاب واضح: ماشاءالله، ما كل هذا الجمال...
ابتسمت الاء على استيحاء وقالت بإمتنان: أشكرك خالتي...
هل أنت جاهزة لنذهب؟!

سألها كاظم لتجيبه بإيماءة من رأسها فسار أمامها بخطوات سريعة لتلحق هي به بسرعة...
ركب الاثنان سيارة كاظم الذي اتجه بهما الى احد المطاعم القريبة...
وصلا بعد وقت قليل ليهبط الاثنان من السيارة والاء تفكر بأن كاظم لم يهبط ويفتح الباب لها حتى تنزل كما يجب ان يفعل أي رجل أخر مكانه...
اتجه الاثنان الى داخل المطعم وجلسا على أحد الطاولات التي تتوسط المكان...

أخذت الاء تقلب بصرها داخل المكان برضا فالمطعم كان فخما وراقيا...
عادت ببصرها ناحية كاظم الصامت لتهتف فجأة به: ألن تقل شيئا؟! أم ستبقى صامتا هكذا؟!
سألها كاظم بدوره: وماذا يجب أن أقول؟! اذا كان لديك شيء ترغبين بقوله فتحدثي به...
زمت الاء شفتيها بعبوس وقالت: كلا لا يوجد شيء أرغب أن أتحدث به ولكن أردت أن يجمعنا أي حديث مشترك سويا...
لماذا.؟!

سألها فجأة لترد بإستفهام: عفوا!
أوضح سؤاله: لماذا تريدين أن يجمعنا أي حديث مشترك؟!
أجابته ببساطة: لأننا زوجين، ومن الطبيعي أن يكون بيننا حديث مشترك...
نحن لسنا زوجين طبيعيين يا الاء، وأنت تعلمين هذا جيدا..
ابتلعت ريقها بألم وقالت: نعم أعلم، ولكن فكرت بأنه من الممكن أن نصبح مثل اي زوجين طبيعيين...
ليرد. فجأة: لا تفكري، من الأفضل ألا تفكري بشيء كهذا...
أدمعت عينا الاء لا اراديا من نبرته وطريقة كلامه القاسية معها لتشيح بوجهها بعيدا عنها في محاولة لاخفاء دموعها...

وقفت دارين أمام الفستان الذي طلب منها مديرها أن ترتديه تتأمله بملامح غير مصدقة...
هل جن ليطلب منها أن ترتدي فستان كهذا؟! ألم يعدها مسبقا بأنها لن ترتدي هذا النوع من الفساتين...
التفتت نحو مايكل مساعد المدير الذي اخذ يبتسم لها بحرج...
انا لن أقدم عرضا خاصا بعد الآن، لقد اكتفيت من العروض الخاصة...
قالتها بنبرة حازمة جعلت الأخير يتوسلها قائلا: لأخرة مرة يا دارين، البسي هذا الثوب، ارجوكِ.!

تأملت دارين الثوب بملامح مترددة، كان ثوب شبه عاري بفتحة صدره الكبيرة وتنورته القصيرة للغاية...
ارجوك يا مايكل، لقد وعدتوني بأنني لن أقدم هكذا نوع من العروض مرة اخرى...
أخر مرة يا دارين، وبعدها لن تقومي بأية نوع من هذه العروض...
صمتت دارين بينما أكمل مايكل بخبث: ستأخذين مبلغا أضعاف المبلغ الاصلي...
اخذت دارين نفسا عميقا ثم قالت أخيرا: موافقة...

واكملت وهي تشير بإصبعها نحوه: ولكن اخر مرة سأرتدي شيئا كهذا...
اومأ مايكل برأسه بينما اتجهت دارين لإرتداء الفستان وتجهيز نفسها للعرض الذي سيتم بعد ساعتين...
وبعد ساعتين تجهزت دارين للعرض، ارتدت فستانها وصففت شعرها ووضعت مكياجها...
لم تخجل كثيرا من شكلها فهي كانت معتادة على هذا النوع من العروض كما انها ارتدت اشياء اكثر عريا من هذا بمراحل...
اتجهت الى الغرفة المخصصة للعرض حيث ينتظرها الضيف هناك...

دلفت الى الداخل وسارت بخطوات احترافية حينما تصنمت في مكانها تستوعب الضيف الذي جاء لرؤيتها...
كان هو أيهم حبيبها واستاذها...
التقت عيناها المصدومتين بعينيه الباردتين ولكن رغما عنه لمحت وميضا من الأسف يمر بهما...
نهض من مكانه وكأنه لا يتحمل أن يراها بهذا الشكل المؤسف...
تحرك مارا من جانبها لتلحق هي به وتصرخ بإسمه قبل ان تقف امامه وتقول بنبرة باكية: أيهم توقف...

توقف في مكانه وعيناه ترفضان النظر اليها لتكمل بنبرة مرتجفة: انا اسفة...
قبض على ذراعها بقوة وقال بنبرة كارهة مشمئزة بينما عيناه تتأملان جسدها العاري: أنت، أنت أسوأ شخص عرفته في حياتي، ولا اريد أن أراكِ مرةاخرى ابدا، هل فهمت؟!
ثم تركها ورحل لتنهار باكية على ارضية المكان...

يتبع...

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك