قصة جعجعة ولا أرى طِحنًا


جعجعه ولا أرى طِحنًا ، مثّل عربي شهير منتقى من تراثنا العربي الأصيل ، وأساس معنى المثّل هو الوفاء بالعهد ، والوفاء بالوعد والعهد من أرقى الصفات التي يتحلى بها الإنسان السوي المعطاء ، وهي من الصفات التي تقرب الإنسان من الناس وتزيده احترامًا ، بعكس الغدر والخيانة وعدم احترام الوعد .شرح المعنى اللغوي للمثّل العربي :
جعجعة ولا أرى طحنا : أي أسمع جعجعة ، والطحن هو الدقيق ، فعل بمعنى مفعول كالذبح والفرق بمعنى المذبوح والمفروق .. ويضرب هذا المثّل العربي الشهير للشخص الذي يعد ولا يفي بوعده .قصة المثّل العربي الأصيل :
وأصل المثّل مأخوذ من الآيات القرآنية الكريمة ، قال تعالى :

وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ

صدق الله العظيم ، وقوله تعالى :

وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) صدق الله العظيم ، وقوله تعالى :  (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا

صدق الله العظيم ، وقوله تعالى (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا

صدق الله العظيم ، وقوله تعالى (وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا

صدق الله العظيم.وأيضا كان الوفاء بالعهد من أهم صفات رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، فكان إذا وعد قام بتنفيذ وعده ، لهذا يجب أن نتخذه قدوة حسنة في الوفاء بالعهد، وسيدنا إسماعيل وسيدنا إبراهيم عليهما السلام كانا يوفون بما عهدوا أيضا ، كما بين الله لنا ذلك في القرآن الكريم.أمثلة للوفاء بالعهد من الصحابة :
وبالفعل اقتدى صحابة رسول الله رضوان الله عليهم بهذه الصفة وأخذوا بتطبيقها في حياتهم اليومية ، واعتبروها أسلوب حياة بالنسبة لهم معتبرين أنفسهم  مسئولين أمام الله عن أي وعد يوعدون به غيرهم .ومن المواقف التي أثبتت الوفاء بالوعد ، موقف سيدنا عمر بن الخطاب عندما جاء إليه عبيده بن الجراح ، يخبره بأن أحد من جنوده عندما ذهب إلى بلده في العراق أمن أهلها ووعدهم بالأمان ، ونحن نخشى في أن تنقض علينا هذه البلدة في أي وقت فما نحن بفاعلين ؟ أجابه أمير المؤمنين أوفو بعهدكم .وموقف عوف بن مالك رضي الله عنه ، عندما جلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وسبعة معه ، فقال لهم رسول الله صلّ الله عليه وسلم  ألا تبايعون رسول الله ؟ .. فقالوا له : بايعناك يا رسول الله فعلام نبايعك ؟!.. قال على عبادة الله ولا تشركوا به شيئاً فعاهدوا النبي على ذلك وأوفوا بعهدهم هذا .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك