يمتلئ التراث العربي بالعديد والعديد من الأقاويل التي تتوارثها الأجيال جيل بعد جيل ، ويُطلق على تلك الأقاويل لقب الأمثال الشعبية ، ومن أبرز تلك الأمثال التي تتداول داخل المجتمع المصري ؛ المقولة الشهيرة “حسبة برما” ، والتي تعبر عن المواقف التي يجد فيها الإنسان صعوبة في حساب شيء ما .قصة المثل :
يرجع الأصل في تلك المقولة التي اشتهرت داخل المجتمع المصري إلى واحدة من القرى المصرية التي تتبع مركز مدينة طنطا بمحافظة الغربية ؛ وتُدعى هذه القرية باسم “برما” ؛ وهي تبعد عن مدينة طنطا بنحو 12 كيلو متر .وقيلت هذه المقولة في أحد المواقف حينما قام أحد الأشخاص بالاصطدام بامرأة كانت تحمل قفصًا مليئًا بالبيض والذي فقدته أثناء اصطدام الرجل بها ، أراد الرجل أن يعوض السيدة عن ذلك البيض الذي فقدته بسببه ؛ فقام الناس المحيطين بها بسؤالها عن عدد البيض الذي كانت تحمله معها في القفص .أجابت السيدة على سؤال الناس بطريقة غريبة حيث قالت لهم : إذا قمتم بإحصاء البيض بالثلاثة فستبقى بيضة واحدة ؛ وإذا أحصيتموه بالأربعة فستبقى بيضة واحدة أيضًا ؛ وكذلك بالخمسة ستبقى بيضة أيضًا ؛ وبالستة ستبقى أيضًا هي البيضة ؛ أما إذا أحصيتموه بالسبعة فلن يبقى شيء .كانت الإجابة التي وردت على لسان السيدة صاحبة البيض عجيبة للغاية ومحيرة ، وبعد الكثير من الحسابات عرف الناس أن القفص كان به 301 بيضة ، وقد جاء المثل القائل “حسبة برما” من ذلك الموقف ليعبر عن صعوبة حساب بعض الأشياء .