هناك العديد من الأمثال الشعبية الشائعة في منطقة الخليج العربي ، بعضها عام يخص الشعب العربي عمومًا وبعضها خاص كتلك الأمثال التي تخص المملكة وأبنائها ومنها هذا المثل القائل : يهدي الملح على أهل القصب ، والقصب مدينة من المدن الواقعة في إقليم الوشم ، ومن المعروف عنها إنتاج الملح بكثرة .ولهذا المثل قصة وقعت منذ القدم حيث وقفت سيارة وسط بلدة القصب لرجل قادم من خارج المكان ، كان مقصده أن يبيع الملح لأهلها ولأنه لا يعرف المدينة ولا أنها منبع إنتاج الملح ظل واقفًا لفترة طويلة دون أن يقبل عليه أحد للشراء منه ، فاستغرب موقف أهل المدينة الغريب فهم حتى لم يقتربوا لرؤية الملح ويعرفوا إن كان جيد أم لا ؟ولكن بعد فترة سأل عن السبب وعلم أن القصب تنتج الملح ، فزال استغرابه وقرر الرحيل عنها لمدينة أخرى لا يكثر بها وجود الملح حتى لا يضيع وقته هباءً ، ومثل هذا المثل ينطبق أيضًا على مثل: يهدي التمر على أهل هجر ، وهجر بلدة تقع في شرقي المملكة وتشتهر كثيرًا بزراعة النخيل وكثرة التمور المنتجة ، كما أن غالبية المشتغلين فيها يعملون بزراعة التمور ، فمن يهديهم تمرًا كمن أهداهم شيئًا لا حاجة له لأن بالفعل يكثر لديهم .لذا يضرب هذا المثل عندما يقدم الشيء لمن لا يبغاه ولا ينتفع به ، أو حينما يعمل أحدهم عملًا لا ينتفع به ويظن أنه بذلك قد أصاب ، ويوصينا هذا المثل بإتيان الأفعال في أوقاتها حتى يكون تصرفنا نافعًا وذا فائدة بدلًا من أن نضيع جهدنا هباءً ودون أي قيمة تذكر وننتظر ثمرة ما فعلناه مع الآخرين وبالطبع لا نجني شيئًا .