تميز الزعيم المصري “أحمد عرابي” بقوة عزيمته وشجاعته غير المسبوقة في مواجهة الخديوي توفيق والانجليز ؛ حيث كان يسعى إلى تحقيق العدالة وحقوق الإنسانية ، فكان لا يخشى في الحق لومة لائم حيث وقف أمام الخديوي بكل شجاعة قائلًا “لقد خلقنا الله أحرارًا ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا” ، وقد تسبب له ذلك في المعاناة الشديدة حيث تم نفيه إلى جزيرة سيلان عام 1882م ، وهناك قال مقولته الشهيرة “من باع اسمه فقد باع دينه”.قصة المقولة :
فشلت الثورة التي قادها عرابي ضد الانجليز ، وتمكنوا من هزيمته في المعركة المعروفة باسم “كفر الدوار” ، وقام الانجليز على إثر هذه الهزيمة بنفيه من مصر إلى سرنديب بسريلانكا (في جزيرة سيلان) ، وهناك عانى من الفقر والغربة المؤلمة التي كانت تشعره بالحزن الشديد ، غير أنه لم ييأس ولم يكن ضعيف النفس .علم أحد تجار الشاي بالجزيرة عن وجود الزعيم المصري الشهير أحمد عرابي هناك ؛ حيث كان مشهورًا بشعبيته الكبيرة ، فذهب إليه ذلك الرجل ليعرض عليه عرضًا مغريًا ، حيث عرض عليه أن يقوم باستخدام اسمه ليكون وسيلة من أجل الترويج لمنتجه داخل مصر ، وعرض عليه مقابل ذلك مبلغًا ضخمًا من المال آنذاك .عرض عليه الرجل في ذلك الوقت حوالي 50.000 جنيه يأخذهم من الذهب ، لكن أحمد عرابي كان زعيمًا فارسًا يتميز بعزة نفسه ، فجاءت إجابته واضحة صريحة “نحن مسلمون ومن باع اسمه ؛ فقد باع دينه” ، حيث لم يهتم بحالة الفقر الشديدة التي يعيشها هو وأسرته وأصحابه بعد تحالف الخديوي مع الانجليز ضده ، لم يكن المبلغ الذي يُصرف لهم يكفي طعامهم ؛ فكانت المعاناة شديدة ولكن لم يلتفت عرابي إلى كل ذلك ، بل كان عزيز النفس شجاعًا وأصبحت هذه المقولة هي حدث تاريخي تتداوله كتب التاريخ .