قال المؤرخون : أنه لما استقرت سفينة نوح ، عليه السلام ، على الجودي ، بعث نبي الله تعالى ، الغراب ليأتيه بخبر الأرض هل جفت ، أم لا ، فوقع على جيفة ، فلم يرجع إليه ، فضرب به المثّل في البطء .الحمامة والإتيان بالخبر :
فبعث الحمامة فجاءت بورق زيتون في منقارها ، ولطخت رجليها بالطين ، فعلم نوح عليه السلام ، أن الماء قد ذهب .دعاء سيدنا نوح على الغراب ودعائه للحمامة :
ودعا على الغراب فغّلت رجلاه وخاف من الناس ، فلذلك لا يألف البيوت وإذا وقع لا يلبث أن يطير ، وطوّق الحمامة بالخضرة ، التي في عنقها ، ودعا لها بالأمان فمن ثم ألفت البيوت ، والله تعالى أعلى وأعلم بالحق في ذلك .قصة فند :
وأما فند ، فهو أبو زيد مولي عائشة بنت سعد بن أبي وقاص ، رضي الله عنه ، ومنشأه المدينة المنورة ، وكان خليعا متهتكًا ، وهو أحد المغنيين المجيدين ، وكانت عائشة مولاته أرسلته ليأتيها بنار فخرج لذلك ، فلقى عير تخرج إلى مصر فخرج معها .بعد مرور سنة :
فلما كان بعد سنة رجع فأخذ نارًا فدخل على عائشة ، وهو يعدو فعثر وقد قرب منها وتبدد الجمر ، فقال : تعست العجلة ! فأرسلها مثلًا ، فضرب به المثّل ، وقيل : أبطأ من فند كما قيل أبطأ من غراب نوح .أبيات شعر عن فند و بطئه :
وقد قيل في ذلك : ما رأينا لسعيد مثلاً .. إذ بعثناه يجيء بالمشملة .. غير فند بعثوه قابسًا .. فثوى حولاً وسبّ العجلة .. والمشملة بكسر الميم كساء دون القطيفة يشتمل به ، والله أعلم .