آخر نسور لقمان : اسمه لبد ، وكان لقمان كما تقول الأسطورة ، قد عُمّر عمر سبعة أنسر ، وكان يأخذ فرخ النسر ، فيحمله في جوبة في الجبل الذي هو في أصله ، فيعيش الفرخ خمسمائة سنة أو أقل أو أكثر ، فإذا مات أخذ آخر مكانه ، حتى هلكت كلها إلا السابع ، فأخذه فوضعه في ذلك الموضع ، وسماه لبدًا ، وكان أطولهم عمرًا ، فضربت العرب به المثل .أشعار عن لبد الأسطورة :
فقالوا : طال الأبد على لبد ، قال الأعشى :وأنت الذي أليهت قبلا بكاسه .. ولقمان إذ خيرت لقمان في العمر ..
لنفسك أن تختار سبعة أنسر ..إذا ما مضى نسر خلوت إلى نسر ..
فعمر حتى خال أن نسوره .. خلود وهل تبقى النفوس على الدهر ..لقمان ولبد :
فعاش لقمان ، زعموا ثلاثة ألاف وخمسمائة سنة ، قال النابغة : أخنى عليها الذي أخنى على لبد ، وقال لبيد : ولقد جرى لبد فأدرك جريه .. ريب المنون وكان غير مثقل ..لما رأى لبد النسور تطايرت .. رفع القوادم كالفقير الأعزل ..
من تحته لقمان يرجو نهضة .. ولقد يرى لقمان ألا يأتلي ..آخر نسور لقمان :
هو لقمان بن عاديا بن لجين بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح ، والعرب تزعم أن لقمان خير بين بقاء سبع بقرات سمر ، من أظب عقر ، في جبل وعر ، لا يمسها القطر ، وبين بقاء سبعة أنسر ، كلما هلك نسر خلف بعده نسر ، فاستحقر الأبقار ، واختار النسور ، فلما لم يبق غير السابع .طال الأبد على لبد :
قال ابن أخ له : يا عم ما بقي من عمرك إلا عمر هذا ؟ فقال لقمان : هذا لبد ، ولبد بلسانهم الدهر ، فلما انقضى عمر لبد رآه لقمان واقعًا ، فناداه : انهض لبد ، فذهب لينهض فلم يستطع ، فسقط ومات ، ومات لقمان معه ! فضرب به المثل ، فقيل : طال الأبد على لبد ، أتي أبد على لبد .