كثيرًا ما يتردد هذا المثل على ألسنة وأفواه العرب ، فهو من الأمثال التي اشتهرت قبل زمان النبي صلّ الله عليه والسلام ، ويقال دائمًا في مواضع التحذير والإقدام على الهلاك ، انج سعد فقد هلك سعيد أي اهرب وابتعد بنفسك يا سعد فقد هلك من هو مثلك وفي نفس موضعك ويقصد به سعيد .قصة المثل :
في زمان الجاهلية كان هناك شقيقين أحدهما يدعى سعد والأخر سعيد ، خرجا ذات يوم للقتال مع بعض الأعداء ، وقد غلبت الحماسة على سعيد ومن معه فسبقوا سعد إلى قتال الأعداء ، وحينما اقتربوا منهم وجدوا أنفسهم محاصرين فقد نصب لهم الأعداء فخًا وأوقعوا بهم ، ومات سعيد ومن معه إلا واحد فقط استطاع الفرار ، وبينما هو يجري قابل سعد في الطريق ، فقال له تلك الجملة الشهيرة التي صارت مثلًا : ” انج سعد فقد هلك سعيد” ، وبالفعل هرب سعد مع الناجي فلم يكن عاقبته الموت مثل أخيه .وقد قال هذا المثل من قبل زياد بن أبيه في خطبته البتراء ، حينما ولاه معاوية بن أبي سفيان على البصرة ، التي كانت معقلًا للخارجين على الخلافة الأموية ، ولما عمت الفتن والثورات صعد زياد بن أبيه على منبر المسجد ، وخطب في الناس خطبته البتراء التي اشتهرت كثيرًا وتم نقلها وتدوينها حتى وصلت إلينا .وقد قال فيها ضمن ما قال : “إني رأيت آخر هذا الأمر لا يصلح إلا بما صلح به أوله : لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف. وإني أقسم بالله لآخذن الولي بالمولى، والمقيم بالظاعن، والمقبل بالمدبر، والمطيع بالعاصي، والصحيح منكم في نفسه بالسقيم حتى يلقي الرجل منكم أخاه فيقول :انج سعد فقد هلك سعيد، أو تستقيم لي قناتكم “.