تتخطى الموسيقى القارات والثقافات فهي مثل اللغة تُمكنا من التواصل ، وقد شهد العالم الحديث ظهور عددًا من الفنانين الذي هيمنوا على الموسيقى العربية والعالمية كذلك ، فهل يعلم فنانو القرن العشرين والحادي والعشرين أن كثيرًا من أصول تلك المهنة تكمن في أيدي مسلمي القرن التاسع ، وأن أولئك الفنانون أمثال الكندي وكانوا قد استعملوا التنويط الموسيقي ، أي نظام كتابة الموسيقى.ليس هذا فحسب فقد وضع مسلمو القرن التاسع السلم الموسيقي ، ووضعوا أسماءً من المقاطع بدلًا من الحروف التي عُرفت باسم الصلفجة ، وتشكل تلك المقاطع السلم الموسيقي في موسيقى اليوم ، فكان التماثل بين السلم والألفباء العربية المستخدمة ” الدال والراء والفاء والصاد واللام والسن ” تماثل مدهش.فقام المسلمون بتطوير بعض الآلات الموسيقية فقد اقترح الكندي بالتفصيل عملية صقل العود ، وناقش الدلالات الكونية للموسيقى ، واستخدم في ذلك الحاشية الألفبائية للثُمن الواحد ، ليكون بذلك قد أضاف على موسيقى الإغريق وطورها .وكان الكندي أول من أدرك قيمة الموسيقى العلاجية ، وحاول بواسطتها علاج صبي أصيب بالشلل الرباعي ، كان والده قد فقد الأمل في علاجه فقرر اللجوء إلى الكندي في محاولة أخيرة ، فدعا تلاميذه الذين أخذوا عنه الموسيقى وطلب منهم أن يعزفوا للصبي حتى استرخى الصبي ثم تكلم الصبي وأخذ يتحسن ، ولكن بعد ما توقفت الموسيقى عاد الصبي لحالته الأولى ، فأراد والد الصبي أن يستمروا فقال له الكندي تلك حادثة عارضة في حياته فلا يستطيع أحد أن يطيل عمر أحد .ثم جاء الفارابي بعد الكندي بحوالي سبعين عامًا ، فعمل على تطوير الربابة والكمان ، وقام باختراع وابتكار طاولة القانون الموسيقي ، وعمل على تأليف خمسة كتب عن الموسيقى ، حتى تم ترجمة كتابة في القرن الثاني عشر بعنوان كتاب الموسيقى الكبير للغة اللاتينية واستمر تأثيره على الموسيقى ظاهرًا للقرن السادس عشر الميلادي .كثير من الآلات الموسيقية المستخدمة في الموسيقى التقليدية التي تستخدمه فرق الروك والأوركسترات اليوم ترجع أسماؤها وقواعدها إلى الأصول العربية الإسلامية ، فآلات lute اللوت من العود وrebec الربيك من الربابة وguitar الجيتار من القيثارة وnaker النيكر من النقارة و هي عبارة عن طبلة خشبية ذات غطاء من جلد الماعز .أيضًا ساعد الموسيقيون المسافرون والتجار والرحالة ، في أن تشق الموسيقى العربية طريقها إلى أوروبا وهو ما أسهم في تشكيل الحياة الفنية والثقافية في البرتقال وأسبانيا في فترات الحكم الإسلامي الذي دام 800 عام ، أيضًا لعب أفراد عديدون في نشر الموسيقى في أوروبا و الوحيد الذي كان له نفوذ أسطوري هو زرياب لقب بالطائر الأسود بسبب صوته الشجي ولون بشرته السمراء ، والذي كان تلميذًا لموسيقي بغدادي مشهور وتفوق على أستاذه .ولذلك استدعاه الخليفة الأموي إلى الأندلس واستقر في قرطبة عام 822م ، عند الخليفة عبدالرحمن الثاني الذي كان يُنفق بسخاء على الفنون حتى ازدهرت وخاصة فن زرياب حتى أصبح مغني للبلاط الملكي ، وكان من أهم انجازاته أنه أسس أول معهد للموسيقى في العالم لتعليم الإيقاع والتأليف الموسيقي .وقام بإدخال آلة العود إلى أوروبا و قام بإضافة وتر خامس لها واستبدل بريشة الغرف الخشبية ريشة من قوادم جناح النسر ، وقام بإعادة تنظيم النظرية الموسيقية كلها ووضع لها معايير إيقاعية ، فقد أوجد طريقًا للموشح .وكانت الخلافة العثمانية أول دولة لها فرقة موسيقية عسكرية ، وكانت فرقة مهترهانة الموسيقية التي تأسست عام 1299م تلحق الخليفة في حملاته العسكرية لرفع الروح المعنوية للجنود وتخويف العدو ، وكانت تتألف من ستة إلى تسع أعضاء يستخدمون آلات الطبول والزورنا والمزامير والصنجات .