سردنا من قبل بعض القصص المتعلقة بأماكن تمثل فوهات للجحيم على سطح الأرض ، واشتهرت تلك الأماكن باسم بوابات جهنم ، حيث تشتعل الأرض فجأة بلا مبرر ، وتظل مشتعلة بمرور السنوات ولم تنطفئ حتى الآن ، على الرغم من مرور العديد من القرون عليها إلا أنها مازالت حتى يومنا هذا مستعرّة بنيرانها.ومن بين بوابات الجحيم القليلة الموجودة على سطح الأرض ، وادٍ يدعى وادي جهنم ، وهو يقع في القدس بالجنوب الغربي منها ، وهو مكان شديد الوعورة والعمق في آن واحد ، وتم إطلاق أسماء عدة عليه مثل وادي جهنم أو وادي النار ، أو وادي هنوم باللغة العبرية ، كما يشتهر الجزء الجنوبي من هذا الوادي بوادي القتل ، ولهذا الوادي قصص عدة تغلغلت في الوجدان مع اختلاف الديانات.قصة الوادي في الفترة الوثنية :
كان وادي جهنم في الفترة الوثنية مركزًا للتضحيات من أجل الآلهة ، وكان أكثر عمقًا مما هو عليه الآن ، حيث كان يتم اقتياد الأطفال الصغار إلى هذا الوادي ويتم إجبارهم على السير فوقه بعد إشعال النيران فيه! وبالطبع لم يكن الأطفال يعبرون عليه وهم أحياء ، وأثناء عبورهم كانت تقرع الطبول وتتعالى أصواتها بشدة ، بواسطة الحرس الموجود في المكان ، لإخفاء صرخات الأطفال عن ذويهم ، وظلت تلك العادة لفترة زمنية طويلة ، إلى أن حل زمن الديانة اليهودية.قصة الوادي في الفترة اليهودية :
وفقًا للقصة اليهودية ، كان أحد الملوك يسكن تلك المنطقة المميزة في الفترة بين أعوام 641 قبل الميلاد ، و609 قبل الميلاد ، وكان هذا الملك ويدعى يوشيا يؤمن أنه يوجد إله واحد ، عن طريق كتاب وجده في هيكل سليمان ، وهذا هو ما دفعه لمنع عمليات الأضحيات الوثنية بالأطفال داخل الوادي المشتعل.بالطبع قصة هيكل سليمان وحيرام آبي ، هي قصص يهودية ولكن المعلومة المسجلة ، هي أن الملك يوشيا قد أمر بتحويل الوادي إلى مكب لنفايات القدس ، ويذكر البعض أنه قد أتى في سفر أشعيا جملة تقول أن نار الله تفور بين صهيون والقدس ، وهو عمليًا موقع وادي جهنم بين جبل صهيون والقدس بالفعل ، ولا يدري أحد هل كانت تلك إشارة إلى أن أحد أبواب جهنم يقع أسفل هذا الوادي تحديدًا ؟ لا أحد يعلم.قصة الوادي في الفترة المسيحية :
في الديانة المسيحية لم تختلف القصة كثيرًا ، ففي العهد الجديد وتحديدًا في سفر أعمال الرسل ، توجد قصة تدور حول يهذوا الإسخربوطي الخائن ، والذي كان قد وشى بالمسيح لدى اليهود ، أنه كان قد استخدم الثلاثين عملة الفضية التي كان قد حصل عليها ، مكافأة لخيانته في شراء قطعة من الأرض .وتلك الأرض التي قام بشرائها وأثناء سيره عليها ، سقط يهوذا وانفجرت بطنه ، وأغرقت دمائه وأمعائه أرض الوادي ، وأطلق على الوادي فيما بعد وادي الدم ، وهو نفسه وادي جهنم المعروف حاليًا.وبالنهاية إذا ما كان وادي جهنم هو أحد بوابات الجحيم التي ذكرنا اثنين غيرها ، أم أنه مجرد رواية عن وادي اكتسب سمعة سيئة ودارت حوله القصص الأسطورية أو الحقيقة ، فالحقيقة أن هذا المكان موجود حتى الآن ويحتفظ بالعديد من الأسرار في باطنه المشتعل.ويقول البعض أن يوم القيامة سوف يبدأ من الجهة الغربية للقدس ، ومن غير المعروف حتى الآن هل هذا الأمر من الإسرائيليات أم أن لها مصدرًا دينيًا ، ولكن الجهة الغربية المذكورة هي المكان الذي يقع فيه وادي جهنم.