قصة النمل الأبيض

---

من المعروف عن النمل الأبيض أنه حشرة صغيرة جدًا وهي في نفس حجم مثلياتها من باقي أنواع النمل ضارة للإنسان ، وتعد من أخطر الحشرات على وجه الأرض حيث تتسبب في تتلف المباني والمكتبات والأوراق والكتب والأخشاب .وتتسبب في أضرار خطيرة وخسائر كبيرة للإنسان بالمساكن ، وعلينا أيضًا أن نذكر أيضًا براعة هذه الحشرة في بناء أعشاشها ولن تصدق إنها من صنع هذه الحشرة فهي تشبه القلاع في جدرانها وهيئتها .وتسمى هذه الأعشاش بالقرى ، وتقسم القرى من الداخل إلى عدة غرف ، يوجد غرف للصغار وغرفة للملكة والملك ومجموعة أقسام لإنتاج الفطر ، كما يوجد بها أماكن مخصوصة للتهوية لأن هذا النوع من النمل يحتاج إلى هواء ورطوبة ، وذلك لأن جلودهم رقيقة وعادة ما يظهرون في وقت دخول فصل الربيع من كل عام  .ويحتاج عش النمل إلى درجات حرارة معينة وجو رطب أيضًا ، وحدوث أي خلل بالجو أو الرطوبة قد يُعرض حياة هذا النوع من النمل للخطر والموت ، ويبني النمل الأبيض مجموعة من القنوات داخل هذه القرى وتسمح تلك القنوات بدخول الهواء إلى العش ويستخدموها أيضًا في مرور الماء ، الذي يدخل عبر الأنفاق المشيدة مما يجعل الجو أكثر رطوبة ، ولكي ينجز النمل الأبيض تلك المهام الثقيلة الصعبة وإخراجهم لأعشاش عظيمه بهذا النظام المحكم فلابد من أنهم قاموا بإتباع تخطيطات متقنة .وترتفع أعشاش النمل الأبيض كثيرًا ومن الممكن أن تصل إلى حوالي سبع أمتار ، وحينما يحدث كسر بإحدى جدران العش ، ينطلق إنذار من الحراس لينبهوا الجميع إلى هذا الأمر ، فيتم إبعاد الصغار ويضعونهم في أماكن أمنة ويغلقون الممرات المؤدية لغرفة الملكة والملك ، ويقوم الحراس بمحاصرة المكان المكسور ، وفي خلال بضع ساعات يقومون بغلق الفتحه بالتراب ومن بعدها يتحرك النمل ويقومون ببناء الجزء المتهدم إلى أن ينتهو منه دون تسديد أي أخطاء .وفي اللغة العربية تسمى هذه الحشرة بأسماء أخرى مثل دابة الأرض كما ذكرت في القرآن أو الأرضة ، وقد ذكرها الله تعالى في القران الكريم فقال :{فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14)} سورة سبأ .والغذاء الوحيد لهذا النوع من الحشرات هو مادة السليلوز الموجودة بالأوراق والأخشاب والمخدات والمراتب والملابس والكثير من استعمالات الإنسان الأساسية .ويقال عن هذا النوع من الحشرات أن لديه القدرة على القيام بكل الأعمال المطلوبة منه في فترة بسيطة جدًا كما أنه يوجد لديهم نظام تخابر بين الأفراد ، وهذه الحشرات التي صممت وقامت ببناء كل هذه المباني التي يمكننا أن نسميها ناطحات سحاب بالنسبة لحجم هذه الحشرة ، وقامت بوضع إجراءات أمنية شديدة وفعالة لتحمي صغارها وبعد كل هذا ، فالمفاجأة هنا أن هذه الحشرات في الأصل عمياء لا ترى ، فسبحان الله .