قصة الطيور مهندسون صغار

منذ #قصص منوعة

لابد أننا جميعًا قد مر علينا مشاهدة عشًا من أعشاش الطيور إما على أشجار أو في أماكن قريبة من مساكن البشر ، وقد اختلفت أنواع الطيور والعصافير ولكنها تشابهت في أشكال أعشاشهم وتشابهت في براعتهم وكأنهم مهندسون صغار ، ولكن هناك نوع من أنواع الطيور تميز في هذا الموضوع وبرع فيه كثيرًا وهو طائر الحباك .يعيش طائر الحباك في منطقة جنوب إفريقيا وفي بعض أجزاء قارة آسيا ، وهو من الطيور صغيرة الحجم فلا يتعدى حجمه الـ 19 سم فقط ولذلك فهو يتشابه في حجمه بالعصافير .وقد سمي هذا النوع بالحباك وذلك لقدرته على بناء الأعشاش بمنتهى المهارة والإتقان ، ويقوم ذكر الحباك ببناء العش وذلك ليجتذب أنثاه ، ويقوم ببناء العش هذا من ألياف النباتات وذلك بقيامه بعمل حلقات من القش ويقوم بتعليقها على الأشجار ليحملها ومن ثم يقوم ببناء العش الخارجي ليشكل بعدها مأوى وله امتداد بمدخل .وقد عرف طائر الحباك وخاصة الذي يعيش في جنوب إفريقيا بأنه يقوم ببناء أعشاش ضخمة ويندرج تحتها مجموعة أعشاش مما يجعلها تشبه المستعمرات ، حيث يقوم ببناء سقف كبير على شكل مظلة ويندرج تحت هذه المظلة أعشاش كثيرة يسكن بكل عش زوجين من الحباك ويصل عدد الأعشاش في المستعمرة الواحدة هذه إلى 400 عش ، وعند التزاوج تضع الأنثى حولي من 2 إلى 4 بيضات ، ويفقس البيض بعد 15 يوم .وكما قلنا أن طائر الحباك يقوم ببناء أعشاشه بطريقة معقدة حتى أن البشر لا يستطيعون تقليده ولكل نوع من هذه الطيور طريقة خاصة به في بناء عشه وتصميم وتخطيط مختلف عن الثاني وذلك حسب البيئة التي يعيش فيها .ويقال أن سبب بناء طائر الحباك لأعشاش معقدة كهذه أنه يخاف على صغاره من الطيور الجارحة ولأن ظروف الطقس في البيئة الموجود فيها تكون قاسية ، كما أنهم يراعوا أن تكون أعشاشهم دافئة حتى يفقس البيض .لدى طائر الحباك خاصية غريزية تجعله يستطيع أن يعرف أى المواد تصلح لبناء عشه ويميزها بمهارة شديدة وفقًا لاحتياجاته كما أنه يقوم باستغلال جميع أجزاء الأشجار في بناء عشه ، ويفضل هذا النوع من الطيور الأعشاب الطويلة الخضراء الطرية ، وأحيانًا أوراق النخيل وذلك لتساعده في التشكيل والبناء بسهولة وبعد ذلك تجف وتصبح قوية .ولا تبني طيور الحباك أعشاشها بعشوائية ولكنهم يدرسون كل تفصيلة في البناء وتخطط للخطوات بدقة في كل مرحلة من مراحل البناء ، فعمليه البناء عند طائر الحباك تتعدد إلى مراحل ، فيبدأ أولًا بجمع المواد التي يحتاجها في بنائه ومن بعدها يقوم بتشكيل المدخل ثم الجدران ، ويحتوي العش أيضًا على نفق ضيق في نهايته المدخل ويفتح من أسفل ثم يدخل العش لأعلى مما يصعب الأمر على الطيور الجارحة والحيوانات المفترسة ولا يستطيعون المرور لداخله .تبني طيور الحباك أعشاشها على فروع الأشجار الموجودة على ضفاف الأنهار وبعد أن يقوم بإتمام عملية البناء الخارجي يقومون بنسج جدران العش ، ويستمروا بالعمل إلى أن ينتهوا منه بالكامل ، كما أن طيور الحباك تقوم بعمل عقد معقدة جدًا من مواد بناء أعشاشها مما يزيد العش قوة ويجعله أكثر أمانًا ، وبغريزتهم يستطيعون معرفة المقدار المناسب من شد هذه العقد فيعرفون إن كان العش ضعيفًا أم أصبح قويًا ومناسب لهم .وتستطيع طيور الحباك أن تعرف بدقة الأجزاء السميكة والأجزاء الرقيقة في أعشاشها وتقوم بعمل منحنيات وتتخيل الشكل النهائي للعش وفي أى اتجاه سيمتد فيما بعد ، وكل ما ذكرناه سابقًا يدل على ذكاء هذا النوع من الطيور ومهارته الفطرية التي فطرها الله عليها فسبحان الله .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك