قصة انتشار الإسلام في غانا ومالي

منذ #قصص منوعة

نشأت وتطورت العديد من الإمبراطوريات الإسلامية في القارة السمراء ، خاصة في منطقة الغرب الإفريقي ، وما لا يعرفه الكثيرون أن الإسلام قد ساهم بشكل قوي في التأثير على ثقافة شعوب تلك الإمبراطوريات ، مما ترك بصمة واضحة لا يمكن أن تخطئها الأعين في ثقافة تلك المناطق ، ولذلك توجد العديد من الدول الأفريقية التي ينتشر بها الإسلام وتمتلك الكثير من المسلمين .الإسلام في غانا :
انتشر الدين الإسلامي خلال فترة القرن السابع الميلادي ، وذلك في منطقتي شمال أفريقيا والشرق الأوسط ، وبحلول القرن الثامن ساهمت التجارة مع الدول الأفريقية وكبار التجار من المسلمين في انتشار الرقعة الإسلامية ، خاصة مع دول غرب أفريقيا ، مما جعل لتلك الديانة بصمة واضحة في ثقافة المنطقة.الرواية :
بدأ الأمر من خلال إقبال التجار المسلمون على اتخاذ بعض الدول في غرب أفريقيا موطنًا لهم لفترات متقطعة في البداية ، ثم التعايش جنبًا إلى جنب مع السكان المحليون بتلك المناطق ، فبدأ التجار المسلمون بالوفود إلى غانا خاصة بعد تمكّن المسلمون من غزو الشمال الأفريقي ، في الفترة ما بين عامي 369م و708م حيث كان يرغب المسلمون في الدخول إلى تلك المنطقة من غرب أفريقيا ، ولكنهم لم يستطيعوا ذلك ؛ نظرًا لبعد المسافة بينهم وبين غانا ، فالأخيرة محمية طبيعيًا بوجود صحراء شاسعة تحيط بها.وعقب وصول الإسلام إلى غانا عن طريق التجار والمبشرين وغيرهم ، لم يتجه ملك غانا إلى الإسلام مباشرة ، بالإضافة إلى رقعة واسعة من الشعب الغاني ، ولكن وافق الملك على السماح لمن أسلموا من شعبه ببناء مستوطنات مسلمة داخل غانا ، مما دفع العديد من التجار المسلمين للاستقرار في مدينة كومبي ، وهي تعد مدينة التسوق الكبرى في غانا .وبمرور الوقت ، تزايد عدد المسلمون مع تزايد الوفود التجارية من شمال أفريقيا إلى غربها حيث قطن المسلمون في غانا ، وامتلك مسلموا كومبي حوالي اثني عشر مسجدًا ، مع وجود بعض العلماء المسلين الذين قدموا لنشر تعاليم الدين الإسلامي ، وتدريس القرآن بها.وبحلول القرن الحادي عشر انطلق المسلمون المرابطون بمناطق الشمال ، نحو غرب أفريقيا وتم الاستيلاء على مدينة كومبي عام 1067م ، ولكنهم لم يتمكنوا من التحكم بها طويلاً ، إلا أنهم قد بذلوا الجهد في نشر الإسلام بشكل أكبر مما سبق .وكانت غانا من أغنى الدول اقتصاديًا وتقدمًا في عام 1068م ، مما دفع ملك غانا آنذاك إلى الاستعانة بالمترجمين المسلمين وتقريبهم من السلطة الحاكمة ، وكان معظم الوزراء والأمناء من المسلمين أيضًا ، فهم يشكّلون جزء قويًا من العالم الإسلامي ، فهم أداة التعامل مع الحكام الآخرين .الإسلام في مالي :
وانطلاقًا نحو الجنوب من غانا ، نجد شعوب الماندي التي أقبلت بدورها على الاتجاه نحو الدين الإسلامي ، وساعد في ذلك التسامح من قبل التجار المسلمين وممن اعتنقوا الديانة الإسلامية في التعامل معهم ، حيث تم السماح لكافة القبائل المتواجدة في تلك المنطقة بالقيام بصلوات خاصة من أجل أرواح من سبقوا ورحلوا عن عالمنا .الرواية :
في عام 1240م ، قامت قبائل الماندي التابعة لمالي بغزو مدينة كومبي المسلمة ، وذلك من أجل الاستيلاء على البضائع والسلع القادمة من شمال أفريقيا إليهم ، ومن ثَم يقومون ببناء إمبراطورية مالي .وفي تلك الأثناء تقبل قادة مالي أن يدخل الإسلام إلى إمبراطوريتهم ، ولكنهم لم يتبعوا تعاليم الدين الحنيف ، ولكن بحلول عام 1312م تزعم القائد مانسا موسى دفة الحكم في مالي ، وكان أول حاكم أفريقي في غرب أفريقيا ينفذ ممارسات شعائر الإسلام بالشكل الصحيح في تلك المنطقة.وبهذا تحولت مالي إبان فترة حكم مانسا موسى إلى مفترق طرق رئيس بالعالم الإسلامي ، في منطقة غرب أفريقيا وجنوبها ، وأتى التجار من شمال أفريقيا بالإضافة إلى علماء المسلمين من أجل الربح والتجارة ، ونشر تعاليم الإسلام الصحيحة .وقام القائد موسى في رحلة لأداء مناسك الحج مثله مثل بقية المسلمين حول العالم ، وكانت رحلة هائلة بلغ طولها حوالي 1.5 ألف كيلو مترًا ، ورافقه خلال تلك الرحلة حوالي ثمانون ألف مسلمًا من موطنه لأداء شعائر الحج ومناسكه .ولعل تلك الانطلاقة تمثل كيف انتشر الإسلام في تلك المناطق ، واتخذ موضعه الصحيح وبالكيفية الصحيحة في القارة السمراء ، من دون قتال أو سلاح وبسماحة الدين الحنيف ، وليس كما يدعي البعض أنه قد انتشر بالترهيب .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك