في عام 1991م شهد العالم انهيار وتفكك الاتحاد السوفيتي بذهول شديد ، قام الغرب بالاحتفال بتفكك 15 دولة من دول الاتحاد السوفيتي وصفوها بإنها نصره للحريات وغلبت الأنظمة الديمقراطية الأنظمة الشمولية ، أيضًا دليلًا على فشل الاشتراكية في مواجهة الرأسمالية ، وفرحت الولايات المتحدة بركوع الاتحاد السوفيتي عدوتها الأولى وانتهت الحرب الباردة .قبل الكريسماس عام 1991م اجتمع كل من ممثلو الجمهوريات السوفيتيه على رأسهم روسيا الاتحادية ، وأوكرانيا وأرمينيا وأذربيجان وكازجستان وتركماستان وأوزبكستان وقرغيزستان بمدينة ألما – آتا بدولة كازجستان وأعلنوا انفصالهم عن الاتحاد السوفيتي وكان قد سبقهم في الانفصال دول البلطيق الثلاث استونيا وليتوانيا ولاتفيا ، ولم يبقى من الدول إلا جورجيا وانهار الاتحاد السوفيتي .يرجع ذلك بسبب القوانين الجامحة التي أقرها رئيس الاتحاد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف في فترات حكمه الستة ، استقال قبل تفكك الاتحاد بيوم واحد وكانت تلك هي البداية المتوقعة لعهد اعتمد على الدموية والعنف ضد شعوبه .قصة بداية الاتحاد السوفيتي :
تكون الاتحاد السوفيتي عام 1917م عندما ثار الشيوعين لكي يسقطوا الحكومة الروسية المؤقتة ويعلنوا الدولة الاشتراكية على أراضي الإمبراطورية الروسية بزعامة فلاديمير لينين ، من المفترض أن يكون هو مجتمع الديمقراطية بعد قيام الثورة البلشفية ، ولكن كان مجتمع القمع أكثر من عهد القياصرة ، حكم الحزب الشيوعي والذي طالب المواطنون بتقديم الولاء له ، وبعد لينين اعتلى ستالين الحكم ، وأصبحت الدولة متحكمة في كل الاقتصاد والموارد .وكانت هي التي تدير المصانع والمزارع والحياة الاجتماعية ، وتم بزج المعارضة بالسجن واجبروا للعمل في معسكرات العمل ، لما مات ستالتين عام 1953م استمر قادة الحزب الشيوعي بنفس السياسات واستمروا بتعزيز قوة الحزب الشيوعي ، وما لبث أن انشغل الحكام السوفيت بالحرب الباردة مع قطب العالم الولايات المتحدة ، وانخرطوا في حرب مكلفة ومدمرة مع الغرب ، واستعملوا القوة العسكرية لهدم أي معارضة تتحرك ضد المبادئ الشيوعية وبدؤوا في توسيع نفوذ الحزب لأوروبا وعدة مناطق بالعالم .وعندما تسلم الحكم ميخائيل غورباتشوف وهو السياسي الشيوعي التي تولى رئاسة الاتحاد السوفيتي عام 1985م ، عمل على إصلاح الاقتصاد ويصلح من السياسية المتهالكة ، وأعلن سياسته والتي كانت على أمل لجعل السوفيت أمة مزدهرة ، السياسة الأولى كانت الانفتاح السياسي حيث عمل على إزالة كافة سياسات ستالين القهرية .وقدر الحرية لجميع المواطنين وحرر السجناء السياسيين ، وحرر الصحف حتى أصبحت قادرة على انتقاد الحكومة ، سمح بتعدد الاحزاب السياسية وأنهى سياسية الحزب الواحد ، وسمح للأحزاب بالمشاركة في البرلمان فرأى أن تلك الوسيلة هي المناسبة لإحياء وانتعاش الاقتصاد المتهالك وسمح للعمال أن يحتجوا ويضربوا عن الأجور ، ولكن الاصلاحات كانت بطئيه ولم تؤتي ثمارها ، قال في خطابة لقد انهار النظام القديم قبل أن يبدأ النظام الجديد .وكان يرى أن تحسين الاقتصاد يعتمد على علاقات أفضل مع دول العالم وخاصة مع الولايات المتحدة ، اعلن أنه يسحب قواته من افعانستان ، وأنه سوف يوقف التسليح وخفض قواته بأوروبا الشرقية ، وأصبح الحلفاء في أوروبا الشرقية يعانون من سياسة عدم التدخل وحدثت الثورة الأولى في ايرلندا عام 1989م .وتحركت الاحزاب والنقابات غير الشيوعية واتفقت مع الشيوعية على انتخابات حرة ، ونجحوا فيها وأشعلت البداية لثورات السليمة وسقط جدار برلين واندلعت الثورة المخملية في تشيكوسلوفاكيا وتم سقوط الحكومة الشيوعية وتم اعدام الديكتاتور الروماني نيقولا تشاوشيسكو وزوجته رميًا بالرصاص .كان الاحباط الاقتصادي بسبب الحالة السيئة وسياسات عدم التدخل هي التي ألهمت حركات الاستقلال في الجمهوريات المتعددة لتعلن انفصالها فأعلنت دول البلطيق استقلالها الرسمي عن موسكو ثم بعدها روسيا الاتحادية وبلاروسيا وأوكرانيا وبعدها بثماني أسابع ثمانية دول وانهار الاتحاد الدمي الجبار .