الأساطير أو علم الميثولوجيا من أهم العلوم التي تدرس الثقافات والفلكور الشعبي للشعوب والدول من خلال تلك الأساطير نتعرف على الطبيعة الاجتماعية للأمم ، بعض الأساطير حقيقة وبعضها محض خرافة ، بعض الأساطير نمت من الدين والاعتقادات المتوارثة على مر الأزمان ، وتخدم الأساطير أهداف نبيلة هي المحافظة على القيم الدينية والأخلاقية للشعوب ، ولعل اليابان من أشهر الدول التي تعج بالأساطير .كوشيساكي أونا أو المعروفة باسم أسطورة الرعب اليابانية ، أو السيدة ذات الفم الممزق Slit-Moth Woman ، من أهم قصص الأساطير اليابانية ، تحكي الأسطورة أن سيدة ذبحت على أيدي زوجها الغيور جدًا ولكنها عادت من جديد بروح شريرة لكي ترتكب نفس الأفعال التي تعرضت لها وهي حية .الأسطورة :
تحكي الأسطورة عن سيدة شابة عاشت قبل مئات الأعوام ، بالتحديد في عهد سلالة هيان اليابانية ، وكانت تلك السيدة زوجة لأحد مقاتلي الساموراي ، كانت السيدة الشابة تتمتع بجمال خارق ولكنها كانت مغرورة ، ومن المحتمل أنها كانت تخون زوجها ، وكان زوجها المقاتل غيور عليها كثيرًا ، ويشعر بإهانة إذا رأي أحدًا ينظر إليها .وفي أحد الأيام هاجم زوجته وقام بشق فمها بسيفه من الأذن إلى الأذن ، وقال لها وهو يصرخ من يظن أنك جميلة الآن ، تقول الأسطورة أن السيدة تحوم في الليل وخاصة في الأمسيات الضبابية وعلى وجهها قناع أعتاد اليابانيون على ارتداءه في الليالي الباردة ، لمنع انتشار الأمراض فعندما تلتقي السيدة بأحد المارة سواء كان رجلًا أو طفلًا تقول له هل أنا جميلة لو كانت الإجابة بنعم تخلع السيدة القناع وتسأل السال نفسه ولو كانت الإجابة لا تقوم بذبح الشخص الذي أمامها .والسلاح الذي معها عبارة عن زوج من المقصات ، وهناك العديد من القصص التي تُروى عن تلك الأسطورة اليابانية ، ففي ربيع عام 1979م انتشرت الإشاعات في جميع أرجاء اليابان عن مشاهدة المرأة كوشيساكي أونا ، وهي تصيد الأطفال وتسألهم نفس الأسئلة .وفي عام 2007م عثر المحققون على سجلات قديمة تعود لأواخر السبعينات من القرن المنصرم عن سيدة كانت تطارد الأطفال ولكنها لقت حتفها بسبب الاصطدام بسيارة ، وفي عام 2004م انتشرت نفس الإشاعة ولكن في كوريا الجنوبية عن سيدة ترتدي قناع أحمر ، حتى قررت اليابان إنتاج فيلم يحكي عن تلك الأسطورة اليابانية التي تعتبر مادة خام للخيال الخصب .فأسطورة أوشيساكي أونا بالطبع تثير الخوف والرعب في نفوس الاطفال ، ولكنها في الوقت نفسه تجنبهم الابتعاد عن المنزل ، وخاصة في الأوقات المتأخرة من الليل حتى لا تقوم بعض العصابات باختطافهم ، وكذلك هو الحال مع أسطورة أم الدويس من الموروث الشعبي في الإمارات العربية ، فهي أيضًا تجنب الشباب المراهق الاندفاع نحو الرذيلة والأفعال المشينة والخروج عن الأسرة ، وهذا هو هدف الأسطورة .