قصة لعبة الموت

منذ #قصص منوعة

اعتمدت العديد من الألعاب في معظم دول العالم ، على اللعب بالكرة في الأساس  ، سواء أكانت كرة قدم أم كرة سلة أم كرة تنس ، ولعل البداية الأشهر لكرة القدم تعود إلى انجلترا إبان فترة القرن التاسع عشر ، ولكن ما لا يعلمه العديد منا بأن الهنود الحمر ، هم أول من لعبوا بالكرة ، وكانت الخسارة تعني فقدان الحياة ، فمن يخسر يتم قتله وتقديمه قربانًا للآلهة ، وهذه هي قصة لعبة الموت.هاجم القائد الإسباني كورتيز في عام 1519م ، مدن الأزتيك متجهًا صوب العاصمة المعروفة باسم مكسيكوسيتي الآن ، وبدأت مدن الأزتيك العظيمة في السقوط بين يديه ، واحدة تلو الأخرى بصور غريبة حيرت المؤرخين عبر العصور .وخلال تلك الرحلة تعرف الأسبان على العديد من معالم حضارة شعب الأزتيك ، ولعل أهم ما أثار انتباه الأسبان هو انتشار الملاعب بطول مدن الأزتيك وعرضها ، والتي كانت تقم بها العديد من المباريات ، وكانت المباراة عبارة عن فريقين متنافسين بحضور عدد كير من المتفرجين ، للمشاهدة والتشجيع ولكنها لم للترفيه فقط ، مثل اليوم وإنما كان لها جانبًا دينيًا ، حيث كان كهنة المعابد يقومون بالإمساك بالفريق الخاسر ، ويفتحون صدورهم في مشهد مهيب ، ثم ينتزعون قلوبهم النابضة ويرفعونها نحو الآلهة ، في طقوس دينية لها علاقة بالعبادة لديهم .يعتقد العلماء والباحثون في التاريخ ، بأن بدايات لعبة الكرة تعود إلى حضارة الأولمك التي نشأت وازدهرت في قلب أمريكا الوسطى ، كما عُثر على الكثير من الملاعب التابعة للحضارات المختلفة مثل التولتك والمايا والأزتيك ، وبعضها لا تتجاوز مساحته ملعب صغير لكرة السلة ، بينما يصل طول وعرض البعض الآخر منها  إلى مائة مترًا .وكانت عملية اللعب بالكرة تشبه لعبة كرة السلة ، ولكن مع وجود الهدف بشكل عمودي وليس أفقيًا مثل كرة السلة التي نعرفها اليوم ، بالإضافة إلى أن ارتفاع الهدف يبلغ حوالي ستة أمتار وهو ارتفاع شاهق يجعل من عملية التصويب ، أمر خارق وأكثر صعوبة .وكانت الكرة المستخدمة في اللعب هي كرة المطاط ، حيث نجح الأمريكان في استعباد الأفارقة في جلب المطاط لهم ، ولكنهم لم يستخدموه بشكل واسع ، في حين تم استخدام المطاط لتصنيع الكرة التي يتم بها اللعب .حاول المؤرخون تكوين صورة واقعية وقريبة عن قواعد لعبة الكرة ، ولكنها كانت غير معروفة إلا أن الصورة الأقرب هي أن الرهبان الكاثوليك الذين تم جلبهم من أوروبا ، إلى الأزتيك من أجل محاولة تنصير شعب الأزتيك .قد انغمسوا بالسكان المحليين ونقلوا عنهم طقوسهم وعاداتهم إلى أوربا ، فنقلوا عنهم أن شعب الأزتيك همجي وبربري نظرًا لما كان يتم فيما بينهم من أضحيات بشرية ، حيث كان اللاعبون يرتدون ملابسًا سميكة نظرًا لثقل الكرة التي كانوا يلعبون بها ، فمن كانت تصيبه الكرة بمعدته أو رأسه كان يتعرض للموت الفوري ، وكان الأزتيك حريصون على تعليم أطفالهم تلك اللعبة ، نظرًا لشعبيتها الجارفة لديهم ، ومن كان يحترفها كانت تدر عليه الشهرة والمال مثل ألعاب اليوم .وتذخر معابد الأزتيك بنقوش ، تصور كيفية لعبهم بالكرة وملابسهم بالإضافة إلى العديد من النقوش التي صورت عمليات التضحية بالخاسرين ، وتقديمهم قربانًا للآلهة .ولم تتوقف أهمية تلك اللعبة عند الجانبين الترفيهي والديني فقط ، بل كانت تقوم مقام المحاكم في الفصل بين طرفين متنازعين ، فكانت تتحول ساحة الخصومة إلى مباراة ، يتم الحكم فيها لصالح الفائز باللعبة ، وأيضًا استخدمت كثيرًا لمنع الحروب ، فكانت ساحة المعركة تتحول إلى ملعب كبير ، يتنافس فيه الطرفين ومن ينتصر يحق له المطالبة بما كان سيحصل عليه في حالة الحرب .وتروي بعض القصص التاريخية دخول أحد الملوك في مباراة مع اثنين آخرين للبت في من بصلح من ثلاثتهم لحكم المملكة ، ولم تكن التضحيات البشرية تقام في كافة المباريات ، بل كانت تصاحب فقط مباريات الفصل بين المدن التي ينشأ بينها نزاع ، حيث كانت تستخدم اللعبة كساحة للمعركة وذلك في حقنًا للدماء بطريقة شعب الأزتيك .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك