منذ القدم أراد الإنسان رؤية الأشياء الصغيرة عن قرب أوضح مما قد يمكن إدراكها بالعين المجردة ؛ فراح يستخدم الزجاج كجزء بسيط من حل اللغز ، والآن يتم استخدام عدسات أحدث من تلك القديمة .فقد عرف الإنسان منذ أكثر من ألفي عام الزجاج باسم ضوء منحنيات العدسة ؛ وفي خلال القرن الثاني قبل الميلاد اكتشف كلاودس بطليموس التصاق في المنحنى والذي يظهر بحوض المياه فقام بتسجيل الزوايا بكل دقة .تم اختراع الزجاج خلال القرن الأول الميلادي ، وأصبح الرومان ينظرون من خلاله ويختبرونه ؛ حيث تم اختباره في أشكال مختلفة ، ومن الزجاج النقي بدت الأشكال أغلظ من الوسط ورقيقة الحواف ؛ فاكتشفوا أنه حينما يتم تعليق هذه العدسات فوق جسم ما ، يبدو هذا الجسم أكبر من هذه العدسات البدائية ، والتي سُميت مكبرات أو العدسات الحارقة ، ومن الوارد ذكره أن كلمة عدسة أُخذت عن الكلمة اللاتينية lentil ، وهي تشير إلى حبة العدس وذلك لتشابهها مع تلك الحبة اللاتينية .وفي نفس التوقيت اكتشف سينيكا المكبرات الموجودة حاليًا ؛ فعلى الرغم من أن الرسائل تبدو صغيرة وغامضة إلا أن رؤيتها تمت بشكل أوضح عبر كرة الزجاج المليئة بالمياه ، وفي الحقيقة لم تكن العدسات تُستخدم كثيرًا حتى نهاية القرن الثالث عشر ، وفي عام 1600م تم اكتشاف صناعة الأدوات البصرية عن طريق تجميع العدسات .أول ميكروسكوب :
كان عبارة عن عدسات مكبرة لها قدرة واحدة فقط وعادة كانت تتراوح بين 6x إلى 10x ، وكانت البراغيث هي الأكثر شيوعًا في اختبار النظر خلال العدسات ؛ ولذلك سُميت هذه المكبرات بعدسة البرغوث ؛ وكان هناك أيضًا بعض الحشرات الصغيرة جدًا والتي تمت رؤيتها عن طريق المكبرات .وفي خلال عام 1590م قاما مخترعان هولنديان هما : زاتشارياس جانسين ووالده هانز باختبار تلك العدسات ؛ فوضعا العديد منها داخل أنبوبة ليجدا اكتشاف مهم للغاية ، وهو أن الجسم حينما يقترب من نهاية الأنبوبة يصبح كبير للغاية أكبر من أي شيء ، وبدأ في المكبرات البسيطة التي وجدت بالصدفة .وأصبح ميكروسكوب الهولنديين هو الأكثر حداثة في ذاك الوقت ؛ وبالرغم من ذلك لم يكتب له البقاء وسط التطور المستمر لهذه الأداة العلمية ، أما أنطوني فان ليونهويك وهو عالم هولندي وأحد الرواد في مجال المكبرات 1632_1723م .وقد أصبح أول رجل يستخدم الميكروسكوب الحقيقي ؛ حيث صنع الميكروسكوب البسيط الخاص به ذات عدسة واحدة وحامل معلق ، ولقد حقق فإن نجاح عظيم فاق معاصريه ؛ حيث قام بتطوير العدسات العليا بصناعة لوح زجاجي صغير بمكبر 270x وهو أحدث ما تم الحصول عليه في تلك الآونة ، (وكان هناك ميكروسكوب آخر نال الكثير من الحظ حيث بلغت قدرته 50x في ذاك الوقت) .واستخدم ميكروسكوب فان عدسة واحدة محدبة الشكل مرفقًا بها حامل معدني مثبت بالمسامير ؛ ومن خلال هذا الميكروسكوب أصبح فان هو الأكثر معرفة بهذا العلم وتطوره حيث أصبح له القدرة على رؤية الأشياء التي لم يستطيع الإنسان أن يراها بعينه المجردة من قبل ، استطاع فان رؤية البكتيريا ، وخلايا الدم ، والحيوانات صغيرة جدًا التي تسبح داخل قطرات الماء .الميكروسكوب المركب :
زيادة قدرة العدسة الوحيدة بالميكروسكوب تحتاج إلى تقليل الطول البؤري مما يُؤدي إلى تقليل قطر العدسة ؛ وذلك يؤدي إلى صعوبة الرؤية خلالها ؛ ولحل هذه المشكلة تم اختراع ما يعرف باسم الميكروسكوب المركب أو المجمع وذلك في خلال القرن السادس عشر ؛ وتم إدراج أكثر من عدسة في هذا النوع ليتم استخدامهم جميعًا لتكبير الصورة .ويستخدم مصطلح الميكروسكوب اليوم ليشير إلى ذلك الميكروسكوب المركب ، ويُطلق على الجسم المراد تكبيره اسم الهدف بينما ما يُستخدم لعملية التكبير يسمى عدسة العين .والميكروسكوب له وظيفة محددة وهي تحسين رؤية النتائج في تكبير جسم ما ، ليتم ملاحظة التفاصيل والتي لا يمكن رؤيتها بالعين البشرية ؛ وبسبب هذا التكبير تصبح النتائج عادة مشوشة وغير واضحة ، مما جعل هناك العديد من المعوقات في تصميم العدسة التي تستطيع التكبير دون تشويش وانقسام في رؤية الشيء إلى اثنين .عُرف الرجل الانجليزي روبرت هوك بالمعلم الميكروسكوبي ، حيث رأى الشبكة البنائية أثناء دراسته نموذج من الفلين ، وأطلق علي الخلايا اسم ميكرو جرافيا ، وهي تشير إلى الفحص بالمجهر ؛ وأصبح هوك هو أول من يستخدم الثلاث عدسات الأساسية والتي لازالت تستخدم حتى وقتنا الحالي .أحدث التطورات :
وُجد أن كل الميكروسكوبات الحديثة أنها ذات صورة مشوشة نتيجة قلة جودة العدسة وتكوينها الشكلي ؛ وقد كانت هناك الجهود القليلة في منتصف القرن التاسع عشر لتحسين جودة الميكروسكوب .وهناك بعض الشركات مثل الشركة الألمانية زيس والشركة الأمريكية والتي أسسها كارلوس سبينسر الذين قاما بصناعة وتطوير الأدوات البصرية ؛ كما ساهم إرنست آب بالدراسة النظرية للبصريات ؛ وقام أوتو سكوت بعمل بحث حول العدسة البصرية .وفي العصر الحالي قد تباطأت حركة تطوير الميكروسكوب منذ أن فهمت المبادئ الأساسية في هذا المجال ؛ ومن هنا اتبعت معظم المجاهر نفس المبادئ الهيكلية وهي الميكروسكوب الأحادي ، والثنائي ، والمتعدد .