قصة الرجل في الحديقة

منذ #قصص منوعة

إن الأموال بكل سطوتها وقوتها لا تستطيع جلب النجاح وإحرازه ، فقط هي التصرفات والثقة بالنفس ، فهما اللتان يمنحانا السلطة لتحقيق كل ما نريد ، يُحكى أن رجلاً من رجال الأعمال يدعى السيد مارك ، كانت شركته على وشك الإفلاس بسبب دين كبير استدانة ولم يستطيع سداده ، لم يكن لدى السيد مارك القدرة على التفكير في تلك المشكلة ، أو ايجاد أي طريقة تسمح له بالخروج من هذا الدين .لذا قرر في أحد الأيام الخروج والسير في مكان هادئ ، وحينما اقترب من الحديقة جلس فيها ليفكر في طريقة لإنقاذ شركته من الإفلاس ، وفي أثناء جلوسه بالحديقة جاء رجل يبلغ من العمر حوالي 60 عامًا ، واقترب منه قائلًا : هل تسمح لي بالجلوس معك يا بني ، فأنا ألاحظ أنك في حالة من الحزن والقلق ، احكي لي مشكلتك فربما أستطيع المساعدة ، فلا توجد مشكلة في الوجود بلا حل .حكى السيد مارك للرجل العجوز قصته ، وأخبره أن شركته ستفلس إذا لم يسدد دينه ، فابتسم الرجل العجوز وقال له : إنها مشكلة بسيطة وأعتقد أن بإمكاني المساعدة وعلى الفور وضع الرجل العجوز يده في جيبه وأخرج دفتر الشيكات ، وسأل الرجل عن اسمه .فقال له مارك هنري لوسويو ، فكتب الرجل لمارك شيكًا بقيمة القرض وقاله له : رجاءً اقبل مساعدتي ، هذا شيك بمبلغ الدين وأعطاه العجوز المال وانصرف ، ولكن قبل أن يغادر طلب منه أن يقابله في نفس الحديقة بعد عام واحد لسداد المبلغ .غادر العجوز الحديقة وسط ذهول مارك وهو ممسكًا بالشيك الذي أعطاه إياه ، فمنذ دقيقة واحدة كان مارك يأس ليس لديه رغبه في العيش ولا الحياة ، ولكنه الآن صار يملك الحل لكل مشاكله .نظر مارك إلى الشيك الذي كان يبلغ قيمته خمسمائة ألف دولار ، ووجد توقيع الرجل العجوز بالأسفل ، تحت اسم وارن بوفية وهذا الاسم يعود لأغنى رجل في العالم ، فأدرك مارك أنه بهذا المبلغ يمكنه بسهولة الخروج من دينه وسداد ما عليه .ولكنه رغم ذلك قرر ألا يستخدم هذا المبلغ إلا في حالة الطوارئ ، وأصبح لدية ثقة كبيرة في نفسه وقدرة على تخطي الأزمات ، فبدأ في التفكير بشكل أفضل وقام بالتفاوض على بعض الصفقات الجديدة التي منحته أملاً جديدًا ، وبدأ السيد مارك في إعادة بناء شركته من جديد .وعمل بكل حماس لفترة من الوقت استطاع فيها أن يثبت وجوده ، وحصل على العديد من الصفقات المربحة ، حتى استطاع في غضون أشهر قليلة سداد كل ما عليه من ديون ، وبدأ في كسب المال والوقوف على قدميه مرة ثانية ، ومرت السنة وعاد مارك إلى الحديقة في نفس المكان الذي أتفق فيه مع الرجل العجوز على موعد اللقاء وسداد الدين .وبالفعل ذهب الرجل العجوز كما وعد مارك ، وكان مارك سعيدًا للغاية برؤيته مرة ثانية ، وأخبره عن قصة نجاحه وأنه لم يستخدم الشيك بل عافر وثابر حتى استطاع الاعتماد على نفسه في الخروج من الأزمة ، كما شكره كثيرًا على ما فعله معه منذ عام مضى .وبينما كان مارك يخرج من جيبه الشيك ليعطيه للعجوز ، جاءت ممرضة وأمسكت بالعجوز من يده ، وهي تقول : أنا سعيدة جدًا أنني قبضت عليك ، فتعجب مارك من المشهد ولكن الممرضة قطعت حبل دهشته قائلة : أمل أنه لم يزعجك فقد هرب من المستشفى العقلي ، وأخبر الناس أنه هو وارين بوفية المليونير المعروف .وفي هدوء تحركت الممرضة بالرجل العجوز لتعود إلى المستشفى ، تاركه مارك في حالة من الذهول التام فقد كان طوال كل هذا الوقت ، يعتقد أن لديه نصف مليون دولار والحقيقة أن هذا لم يكن صحيحًا .ولكنه أيضًا لم يحتاج لذلك المبلغ واستطاع بالثقة في النفس والإصرار الذي منحه اياه العجوز المريض ، الخروج من الفشل وتحقيق النجاح لدرجة كبيرة جعلت قدرته أقوى كثيرًا من قدرة المال .القصة مترجمة عن The man in the park

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك