يزعم العديد من الأشخاص حول العالم ، بأنهم قد رأوا في أحلامهم كيفية وفاتهم ، وأوقاتها ومنها بعض الأحداث التي حدثت في حياتهم ، وشعروا بأنهم قد رأوها سابقًا ، وقد يكون هذا الشعور تحديدًا مجرد وهم لا غير ، ولكن هناك بعض الناس ممن أشاروا إلى حدوث أحلامهم بالواقع ، وقد تحققت بالفعل .ولكن أحلام الوفاة تحديدًا ، قد تتسبب في نوع من الارتكاب للشخص ، فكم من شخص قد دون أحلامًا ، رآها في منامه دللت على اقتراب أجله ، ولها شواهد ورموز لا تعد ولا تحصى ، ومن هذه القصص قصة اغتيال الرئيس الأمريكي إبراهام لنكولن ، الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية ، وقصة هارون الرشيد .قصة حلم إبراهام لنكولن :
قبل حادث اغتياله بعشرة أيام ، ذهب السيد إبراهام إلى فراشه في وقت متأخر من الليل ، حيث كان لديه العديد من الأعمال يجب عليه إنهائها ، وينتظر وصول بعض البرقيات أيضًا .وعقب ألأن انتهى من عمله تمدد السيد إبراهام ، على فراشه وسرعان ما غاب في نوم عميق إثر ما تعرض له من إجهاد ، هنا بدأ يحلم بأن هناك أصوات نحيب حوله ، تنطلق وسط صمت مطبق من المكان حوله ، مع تنهيدات ألم وتأوهات حزن بالغة ، وخيل إليه بأنه قد غادر غرفته وهبط على الدرج إلى الطابق السفلي .هناك بدأ السيد إبراهام يسمع التنهيدات مجددًا ، دون رؤيته لأي شخص بالغرف ، ومع انتقاله من غرفة إلى أخرى كان يسمع صوت النحيب في كل مرة ، نحيب مؤلم وحزين بشدة ، واستمر تردد الأصوات الباكية في المكان وهو في حيرة من أمره ، فقد كانت كل الغرف مضاءة ولم يكن بها أحد ، وأخذ هو يتساءل أين هؤلاء ، الذين يبكون وكأن قلوبهم تتكسر ، هنا دخل السيد إبراهام إلى إحدى الغرف ، وهو عازم على معرفة الحقيقة ، هو يرغب في معرفة لم يبكي هؤلاء بتلك الصورة .وكانت المفاجأة عندما دخل إلى إحدى الغرف ، ووجد بها تابوتًا مهيبًا يقف الجميع حوله في مهابة ، وبداخله رقدت جثة ملفوفة بكفن أبيض اللون ، وكل من حولها يبكون بألم ، فسأل من مات ؟ وتلقى الإجابة بأنه الرئيس ، وأردف آخر بأنه قد اغتيل ، لينهض السيد إبراهام في فزع شديد ، وهو يتصبب عرقًا ، وعلى الرغم من مرور بضعة أيام على هذا لحلم ، إلا أن السيد إبراهام ظل مفزوعًا ومنقبض القلب ، حتى روى هذا الحلم قبيل وفاته بثلاثة أيام ، عندما كان بأحد العروض المسرحية برفقة زوجته .قصة حلم وفاة هارون الرشيد :
يعد هارون الرشيد أحد أشهر الخلفاء العباسيين ، وقد روي عنه أنه في عام ثلاثة وتسعين ومائة هجرية ، قد راود الخليفة هارون الرشيد حلمًا غريبًا ، أثناء تواجده بمدينة الرقة في الشام ، وقد رواه إلى طبيبه جبريل بن بختيشوع .حيث روى الطبيب بأنه قد ذهب في أحد الأيام ، إلى الخليفة هارون الرشيد فوجده عابس الوجه وبسؤاله عن سر عبوسه ، أخبره الخليفة بأنه قد رأى حلمًا أفزعه ، وروى أنه كان جالسًا فوق فراشه الذي يجلس عليه ، وفجأة وجد ذراعًا ويدًا تخرج من تحت فراشه ، من داخل حفرة ترابية وبها تراب أحمر ، وسمع صوتًا لشخص لا يراه ولا يعرف شخصه ، يخبره بأن تلك هي التربة التي سوف يدفن بها ، ثم غابت تلك اليد فجأة وانقطع لحديث عند هذا الحد ، واستيقظ هو من غفوته.وطمأنه الطبيب أن ما حدث ، ما هو إلا انشغال منه بالحروب وهمومها ، وأجابه الرشيد أنه كذلك بالفعل ، ثم حدث أن انطلق الرشيد في مسيره إلى خُراسان ، ومع اقترابه واجه علة ما تزايدت عليه حتى بلغ طوس ، فنزل في منزل رجل يدعى جنيد بن عبد الرحمن ، وبينما الرشيد يرقد في فراشه بقصر جنيد ، حتى تذكر الرؤيا والتربة الحمراء .فخرج وهو لا يكاد يقف على قدميه ويقع كلما تحرك ، وطلب من أحد الحراس بأن يأتيه بشيء من تربة بستان القصر ، وما لبث الحارس أن أتاه بها بالفعل ، وقد كشف عن ذراعه فلما رآه الرشيد ، أخذ يبكي ويردد والله تلك هي الذراع وتلك هي الكف وهذه هي الرتبة الحمراء ، وظل على تلك الحال ثلاثة حتى مات ودفن بتربة هذا البستان .