بدأ الإنسان في معرفة المواقيت من خلال ملاحظة مراحل ظهور القمر فبدأ من خلالها التميز بين الليل والنهار ، ثم ربط تلك المراحل بتحديد الشهور لكي تساعده على معرفة بداية الفصول ومن خلال تتبع أوقات الفصول عرف السنوات ، وأصبح البشر يتعقبون الظلال لتحديد ساعات الليل والنهار بسبب القدرة على ربط دور الشمس وموقعها بمرور الوقت ، وبدأ في تحديد ساعات النهار من خلال الاستعانة بالساعة الشمسية .ولكن ما لبث أن أصبحت الحياة أكثر تعقيدًا بمتطلبات كثيرة فأعقب ذلك الحاجة الماسة لتحديد الوقت بشكل دقيق جدًا ، فذهب الاغريق لابتكار فكرة Clepsydras لحساب الوقت في العام 325 قبل الميلاد ، والتي تعتمد على تدفق المياه من حاوية لأخرى تدفق ثابت للمستوى ثم يتم قراءة الوقت باستعمال العلامات الظاهرة خارج وعاء الماء .وما لبث مع حلول الألفية الأولى أن بدأت عملية تزويد الساعات المائية بقطع ميكانيكية لتحسن العمل وفي النهاية ظهرت الساعات الميكانيكية للنور ، وتم صناعة أول ساعة في انجلترا وكان ذلك من أعظم الانجازات التقنية ولكن ظل مخترعيها وتاريخ صناعتها مجهول ولم يتبقى أي جهاز من المستخدم لقياس الوقت قبل عام 1300م إلا داخل كاتدرائية القديس بول في لندن والتي تم بناءها عام 1275م .ومع بداية عصر النهضة الأوروبية ومع ظهور العديد من التطورات على المستوى الثقافي والفكري ، ظهر اهتمام خاص بالساعات وأدى ذلك لولادة تشكيلة واسعة من نماذج الساعات النقالة ، وظهرت صغيرة الحجم لسهولة وضعها في الجيب ، ولكنها لم تصل للمستوى المطلوب بالرغم من كفائتها ، ثم مع حلول القرن السادس عشر تم استبدال أجزاء من داخل الساعة وتزويدها بنوابض وفرت دقة أفضل في تحديد الوقت ، وأصبحت النماذج الحديثة من النماذج التي تدل على المكانة الرفيعة للشخص ثم تحولت إلى موضة في جميع أنحاء القارة الأوروبية للمفاخرة .وصمم المخترع غاليليو غاليلي نموذج لساعة مزودة بنواس ولكنه وافته المنية قبل إكمالها عام 1642م ثم سجل العالم الهولندي كريستيان هيوجينس نموذج شبيه بنموذج غاليليو وسجل براءة اختراعه عام 1656م وكان ذلك بمثابة أعظم نقطة ، ومع حلول القرن الثامن عشر الميلادي زادت الاختراعات ، فصمم صانع الساعات السويسري أبراهام لوي بيرلي ساعة دائرية يتم فتحها من جهتين بواسطة مفتاح دوار وسموها ساعة الجيب وكان هي النواة الأولى لظهور ساعة اليد الآلية .ثم ظهر الصانع أبراهام لويس بريغو والذي ابتكر ما يُعرف بميزان الساعة وتعمل تلك القطعة على تعويض الأخطاء في ضبط الوقت والتي تتسبب في فعل قوى الجاذبية عند وجود الساعة في أماكن متنوعة ، ومع حلول القرن التاسع عشر والذي كان مميزًا جدًا في صناعة الساعات المنزلية وظهرت عدد من الماركات مثل كارتيير و باتيك فيليب ، ولعبت الثورة الصناعية دورًا هامًا في تطوير صناعة الساعات .أما عن أول ساعة يد فظهرت عام 1790م على يد جاك دروز و بول ليسكوت السويسريين ، ولكن لم يكن في تلك الفترة محببًا ارتداء الساعات ولكن يرجع الفضل لاستخدمها لطيار برازيلي في الحرب برهن على اهمية لبس الساعات باليد ، ففي عام 1908م طلب الطيار البرتو سانتوس دومونت من صانع الساعات لويس كارتيير أن يقوم بتصميم ساعة له لكي يرتديها في يده وذلك ليسهل عليه معرفة التوقيت أثناء الطيران فصنع له الساعة وأطلق عليها اسم الطيّار سانتوس وكان ارتدائها أثناء الحرب العالمية الأولى أمر شائع حتى أصبحت موضه في كل أنحاء أوروبا بعد ذلك .وتطورت الساعات حتى عام 1957م قامت شركة هاملتون ووتش بإنتاج أول ساعة الكترونية مزودة ببطارية واختلفت المواد المستخدمة في صناعة الساعات وظهرت نماذج أكثر تقنية وتميزًا ومازالت الساعات تتطور بشكل جديد كل يوم ..