من منا لم يطلب أصابع البطاطس المقلية يومًا ما في أحد المطاعم ، من منا لم يشتهي تلك الرائحة الذكية التي تنبعث من قطع البطاطس الغارقة في الزيت الغزير ، من منا لم يلبي رغبة صغاره ويقم بطهيها له ، إنها بلا شك ملكة المقبلات وزائرة كل الموائد .فالبطاطس على اختلاف طرق طهيها وتقديمها ، لا يختلف عليها أحد ، من لا يحبها مقلية قد يحبها مسلوقة أو مغطاة بالصلصة اللذيذة ، ولكن هل تعلمون أن لظهور البطاطس المحمرة أكثر من قصة ، حيث يعود أصلها بالدرجة الأولى إلى كل من بلجيكا وفرنسا .ففي عام 1680م وقف البلجيكيون بمدينة نامور حائرون بعد تجمد نهر لامور ، الذي كانوا يعتمدون عليه في صيد الأسماك ومن ثم تحميرها في الزيت ، إحياءً لعيد القلي السنوي الذي كانوا يلتهمون فيه الأسماك الصغيرة بعد إلقائها في الزيت ، وقد كانت تلك هي وجبة الطعام الرئيسية التي يعيش عليها فقراء بلجيكا .ولكن بعد تجمد النهر بات البحث عن وجبة رئيسية أخرى أمرًا لا مفر منه ، وكانت هي أصابع البطاطس التي قاموا بتقطيعها بالطول ومن ثم قليها وأكلها ، ليسدوا بها رمقهم تعويضًا على الأسماك المتجمدة في قاع نهر لامور ، وقد دونت تلك القصة في وثيقة يرجع تاريخها إلى عام 1781م .أما فرنسا فقد دلت الكتب والروايات أن ظهور البطاطس المقلية فيها سبق عام 1680م حسب كتاب الطهي الفرنسي الذي ألفه الشيف Hanore Julien ، أي قبل الظهور البلجيكي .لم يقف تاريخ البطاطس المقلية عند هاتين الدولتين ، فألمانيا كان لها حادثة شهيرة تخص هذا الطبق ، وهي حرب البطاطا في ألمانيا ، وقعت هذا الحرب ما بين عامي 1777م ، 1779م ، وسميت بهذا الاسم لأن الغذاء الوحيد الذي كان متوفر حينها كان البطاطا أي البطاطس .والجدير بالذكر أن البطاطس المقلية أحدثت خلافًا كبيرًا بين بلجيكا وفرنسا ، لأن كل منهما كان ينسب نشأتها لمطبخه ، وتعتبر سلسلة مطاعم ماكدونالدز من أشهر الماركات العالمية ، في صناعة أصابع البطاطس المقلية لأنها ارتبطت بالوجبات السريعة التي تقدمها السلسلة إرتباطًا وثيقًا .