قصة مصادفات من الواقع والتاريخ

منذ #قصص منوعة

قد يحدث أمرًا ما ، أو يقع حادث ويشتهر ويعرفه الناس ، ثم تدور الأيام ليتكرر هذا الحادث مع أشخاص آخرين ، ولكن المدهش هو أن تقع نفس الحوادث ، في نفس الأماكن عقب مرور قرون فاصلة بينهم ، كأن يُقتل شخص ما ، وبعد مرور أكثر من مائة عام يُقتل حفيد له بنفس الكيفية ونفس التفاصيل ، في نفس المكان أيضًا! أليست مصادفة مدهشة ؟ والتاريخ ذاخر بمثل تلك الحوادث والوقائع التاريخية ، كما سوف نرويها .مصادفات روسية :
في روسيا وتحديدًا في عام 1707م ، اجتاح الجيش السويدي الأراضي الروسية ، وذلك بقيادة الملك السويدي تاشارلز الثاني عشر ، ولكن المفارقة الأكثر عجبًا هنا ، هو أن الجيش الروسي لم يواجه ذلك الهجوم ، أو يخوض في معارك ضده ، بل انسحبوا في هدوء تام بعدما جروا الجيش السويدي ، إلى داخل أراضيهم ليتوغلوا بها أكثر ، ويواجهوا مصيرهم المشؤم ! نعم فقد كان فصل الشتاء في هذا الوقت بالأراضي الروسية .هو الضيف غير المرغوب به ، للجيش السويدي حيث فُقد نصف الجيش السويدي ، بمجرد دخولهم إلى روسيا ومواجهتهم شتائها القاسي ، وهنا لم يجد الجيش الروسي بقيادة بطرس الأكبر ، صعوبة قط في مواجهة أعدائه والقضاء عليهم في معركة بولتوفا ، واضطر تشارلز الثاني عشر للتقهقر نحو الأراضي العثمانية ، وكانت تلك هي بداية انهيار الإمبراطورية السويدية .مصادفة روسية فرنسية :
وفي عام 1812م قام نابليون بقيادة جيشه المكوّن من أكثر من نصف مليون جندي ، بعملية غزو واضح للأراضي الروسية ، وللمرة الثانية يعيد التاريخ نفسه ، فينسحب الجنود الروس من ساحة المعركة ، ويتقهقروا نحو أراضيهم الروسية من الداخل ، بعد أن أضرموا النيران في الطريق إلى روسيا القيصرية ، وأتوا على الأخضر واليابس حتى العاصمة موسكو نفسها ، ليفنى بذلك نصف الجيش الفرنسي ، جراء الجوع الشديد طوال الطريق .وما أن أدرك نابليون خطورة هذا الموقف وقرر الانسحاب والعودة ، إلى حيث أتى كان فصل الشتاء قد فرد جناحيه على المنطقة ، ليموت ما بقي من الجيش بسبب البرودة الشديدة ، التي لم يتحملها جنود الجيش الفرنسي ، إلى جانب هجمات متفرقة من جانب الجيش الروسي ، وإصابة الجنود الفرنسيين بالأمراض ، فتساقط الجنود واحدًا تلو الآخر ليصل نابليون إلى الأراضي الفرنسية وهو لا يملك من جيشه ، سوى أقل من عشرين ألف جنديًا فرنسيًا ، لتصبح تلك الهزيمة هي بداية النهاية للإمبراطورية الفرنسية .مصادفة روسية ألمانية :
مازال التاريخ يعيد نفسه ، بالأراضي الروسية ففي عام 1941م كان حظ الجانب الألماني ، لتذوق الشقاء مع الدب الروسي ، حيث أطلق هتلر عملية بارباروسا التي كانت تهدف إلى غزو روسيا ، وذلك بالهجوم من الجانب الألماني بحوالي أربعة ونصف مليون جنديًا ألمانيًا ، من الرايخ الثالث والذين عبروا الحدود ، وتقدموا نحو الأراضي الروسية حيث واجه هتلر الشتاء الروسي القارص ، والذي يقف بالمرصاد لكل من فكر بغزو روسيا .فقد كان هتلر يفكر في عملية غزو سريعة للأراضي السوفيتية ، ولكن لسوء حظه داهمه الشتاء لتتوقف المعدات والآلات ويجوع الجنود ، ويموتوا بردًا مما أوقف الحملة الهجومية الألمانية ، وهذا الأمر منح الوقت الكافي للجيش الأحمر ، لاستعادة التنظيم وتجهيز النفس ، من أجل صد الضربات الألمانية وتسديد أخرى موجعة للجانب ، الألماني لتصبح بذلك تلك الأحداث ، هي بداية النهاية للإمبراطورية الألمانية أيضًا ، مثل من سبقوها .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك