في زمن تخللت به التقنية حياتنا اليومية ، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من كافة مناحي الحياة ، لا يمكنك أن تتنبأ بما يمكن أن تنتجه التطبيقات الإلكترونية الحديثة التي تتزايد يومًا بعد يوم ، ولعل من أكثر الأمور التي أنتجتها التكنولوجيا جدلية ، هي العملات الافتراضية كعملة البتكوين التي شاع انتشارها في الآونة الأخيرة .فقد حازت عملة البيتكوين الافتراضية على الكثير من الاهتمام خلال الأسابيع الماضية ، خاصة بعد أن كسرت قيمتها حاجز الـ19 ألف دولار ، وقد أثار هذا الارتفاع الرهيب الكثير من التساؤلات ، فأصبحت المتصفحات الإلكترونية تعج بالكثير من المعلومات عن تاريخ تلك العملة ، وبدايتها والكيانات التي تنتجها وكيفية تداولها واستخدامها ؟تاريخ البيتكوين:
بدأ تداول عملة البتكوين الإفتراضية لأول مرة عام ٢٠٠٩م ، إلا أنها اختفت عام 2010م ، لتعود مرة ثانية بقوة في الأعوام التالية ، حيث أنه شاع تداولها عبر الانترنت ، ووقفت في موقع الصدارة بنهاية عام ٢٠١٧م .طريق عملها :
رغم شيوع تلك العملة الإفتراضية وانتشارها ، إلا أنها لا تشبه العملة التقليدية ، فهي لا تخضع لسيطرة البنوك أو تتأثر بالارتفاع والانخفاض الذي يأثر على تداول العملة النقدية التقليدية ، فهي لا تطبع ولا يتم صكها ويتوافر منها عدد غير محدود يمكن تداوله .من هو مؤسس بيتكوين؟
ظل مؤسس العملة الرقمية بيتكوين غير معروف للملأ لسنوات طويلة ، فقد أعلن عن نفسه قديمًا تحت اسم مستعار يدعى ساتوشي ناكاموتو ، ولكن تم الكشف عن هويته الحقيقية تحت اسم كريج رايت ، وهو رجل أعمال استرالي الجنسية ، تمكن من التدليل على صحة كلامه ببعض التقنيات المتطورة .حيث قال إنه استخدم مفتاح التشفير وقام ببعض العمليات الحسابية المعقدة لانتاج البيتكوين الأولى ، إلا أن الأمر مازال محلًا للجدل والشكوك ، حول هوية المطور الأول لتلك العملة الرقمية .كيف يتم إنتاج البيتكوين :
يتم انتاج عملة البتكوين من خلال عملية حسابية معقدة ، تعرف بالتعدين ويقصد بالتعدين استخراج البتكوين والتنقيب عنه ، وهي عملية تستنفذ وقت كبير وطاقة أكبر ، ولا تتم بصورة صحيحة إلا في وجود جهاز كمبيوتر قوي ، وبرنامج خاص بعملية التعدين .يقوم بإجراء العديد من العمليات الحسابية التي يتم من خلالها حل بعض الشفرات بواسطة الكمبيوتر ، فالأمر يشبه استخراج الذهب الذي يحتاج لمعدات قوية من باطن الأرض ، وهناك بعض المواقع التي تتيح فرصة كسب البتكوين دون عناء وهي مواقع الكابتشا والفوسيت .محفظة بتكوين :
وهي أشبه بالحساب البنكي الذي يتم فيه حفظ الرصيد من عملة البتكوين ، ولا يشترط فيها معرفة بيانات المستخدم ولكن كل ما يهم هو العنوان المرسل إليه أو المستلم ، لذا يتمتع تداول البتكوين بسرية عالية ومن المحافظ الشهيرة للبتكوين Arabchain .وهناك طريقتان للحصول على تلك المحفظة ، وهما إما بواسطة برنامج يتم تثبيته على الجهاز ، وهو مجانى يسهب الحصول عليه أو من خلال بعض الشركات المتخصصة فى خدمات بيتكوين ، وتعد تلك أضمن طريقة للحفاظ على البتكوين من الضياع والقرصنة ، وتعتبر شركة البتكوين coin base أحد أهم الشركات التى توفر خدمات فتح الحسابات وشراء بيتكوينصرف وتداول البتكوين :
حاليًا لا يملك مقتني العملة الافتراضية بتكوين فرص كثيرة في انفاق أموالهم خلالها عبر الانترنت ، فبعضهم قد يشتري الكتب أو بعض المنتجات التي تباع عبر الصفحات الإلكترونية ، لذا يلجأ كثير منهم لاستبدالها مقابل العملات التقليدية من دولار ويورو وغيرهم ، وعادة ما يتم ذلك عبر منصات خاصة ، فيتم تبادل المستخدمين مع بعضهم ببيع البتكوين وشراء عملات واقعية .والجدير بالذكر أن تلك العملة أخذت منحى كبير في التداول بعد دعم العديد من شركات التكنولوجيا لها ، أمثال جوجل وياهو اللذان كانا من أول الداعمين ، حيث أعلنتا فى عام 2014م عن إضافة ميزة جديدة إلى خدمتيهما الماليتين .وهي جوجل فينانس وياهو فينانس ، ليتيحا من خلالها امكانية اطلاع المستخدمين على قيمة عملة البيتكوين الرقمية في مقابل بقية العملات العالمية الأخرى ، كما صرح المسئولون في جى إم أواليابانية عن أن الشركة ستبدأ في دفع جزء من رواتب الموظفين باستخدام عملة البيتكوين الرقمية المشفرة ، ولم تختلف عنها شركة أبل حينما فتحت الدفع عبر متجرها الالكتروني .أما روسيا فقد هاجمت استخدام العملة فى البداية بعد شرائها من قبل الأغنياء وتحويلها إلى الخارج، فشعرت بالخوف على اقتصادها ، إلا أنها بعد ذلك فكرت في تنظيم عملية تداولها .وبخلاف البتكوين ظهرت عملات افتراضية أخرى كاللايتكوين ، نيموكوين ، نوفاكوين ، دوجوكوين ، والواضح أن تلك العملات الافتراضية قد تستطع سحب البساط من تحت أقدام العملات المطبوعة والمصكوكة لتتربع هي على عرش العملات .