تمتلئ القصص الحكايات بقصص متنوعة عن شخصية السندريلا ولكن في الحقيقية تعود القصة الحقيقية لها منذ عصور غابرة ، في القرن السادس قبل الميلاد في مصر القديمة حيث ذكرها الجغرافي اليوناني سترابو قي الموسوعة الخاصة به قصة الفتاة الإغريقية المصرية هيرودوبيس والتي ذكرها المؤرخ أيليان أيضًا في كتاباته .ولكن أول من حكا لنا قصة السندريلا هي الفتاة هيرودوتس هو المؤرخ الإغريقي إيسوب المتوفى في العام 424 قبل الميلاد والذي اهتم بتأليف القصص الخيالية ، وفي تلك القصة كان أيسوب يعمل كعبد مع هيرودوبيس حتى تم بيعها لتاجر يسمى كاراكسوس والذي كان شقيق الشاعرة سافو وتعد قصة هيرودوبيس هي القصة الأساسية التي استمدت منها قصة سندريلا التي نعرفها اليوم باختلاف بعض التفاصيل .حكاية هيرودوبيس :
في الأيام الأخيرة في مصر القديمة قبل الاحتلال حكم مصر أحد الفراعنة ويسمى أماسيس وأراد أن تكون مصر قوية ضد هجمات كسرى حاكم بلاد فارس حيث قام بغزو كل البلاد المجاورة لذلك أعلنت مصر بأي إغريقي يأتي إليها للتجارة أو الإقامة وخصصت مدينة فيها للإغريق وأسمتها نكراتيس ، والتي كانت قريبة من مصب النيل والتي عاش فيها تاجر غني يدعى كاراكسوس جاء من جزيرة ليسبوس وقضى معظم حياته في التجارة داخل مصر حتى تقدم العمر به واستقر في نكراتيس ، وفي أحد الأيام بينما هو يمشي في سوق المدينة رأى حشد من الناس يجتمعون في مكان بيع العبيد .فدفعه الفضول واقترب وسط الحشود ليقع نظره على جارية جميلة واقفة على المنصة الحجرية تنظر دورها للبيع ودلت بشرتها على أنها جارية إغريقية وعندما فتح المزاد لشراء الجارية أراد شرائها لكونه الأغنى في المدينة نجح دون عناء وبعدما صارت الفتاة ملك له عرف أن اسمها هيرودوبيس وأن القراصنة قاموا بخطفها من شمال اليونان وهي طفلة صغيرة وباعوها لرجل غني يملك الكثير من العبيد في جزيرة ساموس ونشأت مع العبيد منها إيسوب صديقها الضئيل والذي كان لطيف معها واعتاد أن يحكي لها القصص والحكايات عن الأساطير القديمة والحيوانات والناس والطيور ولما كبرت وصارت جميلن تم بيعها .أصغى التاجر لحكايتها بإنصات شديد وأشفق عليها كثيرًا فأعطها بيت وسط حديقة ويرافقها الخدم والوصيفات وأغدق عليها بالعطايا والهدايا من ملابس وجواهر ثمينة وعاملها كابنه له ، ولكن ذات يوم حدث أمر غريب جدًا كانت الفتاة في مخبأها السري تسترخي في حوض الاستحمام والوصيفات حولها وفجأة ظهر لها شيء هادي ومسالم هو نسر في السماء كان على وشك مهاجمة المجموعة بجانب الحديقة فأسقطت الوصيفات الملابس وهرعن للاختباء خلف الأشجار ونهضت هي من الماء محدقة ، وانخفض النسر ولم يهتم بأي منهن وأخذ أحد فردتي الحذاء الأحمر بين مخالبه وحلق بعيدًا ناحية الجنوب فوق نهر النيل .حزنت الفتاة كثيرًا لخسارة الخف الأحمر وأيقنت أنها لن تراه مرة أخرى ، وطار النسر نحو مدينة ميمفيس حيث اتجه للقصر الذي يجلس فيه الفرعون أماسيس في حديقته الواسعة وأسقط الخف على حجر الفرعون ، صاع الناس وتأمل الفرعون الخف بإعجاب شديد وشعر أن الفتاة التي تمتلك هذا الخف من أجمل الفتيات فأصدر أمر بإرسال الرسل لكل مدن دلتا النيل ليعلنوا أن صاحبة الخف هي زوجة الفرعون ، وطاف الرسل المدن حتى وصلوا لمدينة نكراتيس وسمعوا عن الرجل الثري وقصة الفتاة الإغريقية .فذهب الرسل للبيت ليجدوا الفتاة في حديقتها الهادئة بجانب حوض الاستحمام ، وعندما رأت الخف الأحمر صاحت مدهشة ومدت يدها لكي تريهم أن الخف يناسبها وعلم الرسل أنها الفتاة التي أرسلهم الفرعون من أجل احضارها ، لم يكن في إمكانها غير إطاعة الأمر فودعت التاجر ولما رآها الفرعون سلبت لبه بجمالها وأعلنها الملكة وسيدة مصر الأولى وعاش معها بسعادة ومات قبل عام من غزو الحاكم الفارسي قمبيز لمصر ..