لا شك أن لتقدم العلم أثرًا بليغًا على تفكير الشعوب ، فما قد تراه اليوم أمرًا مستحيلًا قد يكون هو الأكثر اعتيادية في الغد ، ولعل قصة تجميد الأجنة كانت محض خيال منذ سنوات مضت ولكن ها هي الآن تحدث ، ومن كان لا ينجب قديمًا لأسباب علمية لا تتعدى إرادة الله ، أصبح بفضل الله وتقدم العلم يحقق حلمه بالإنجاب بواسطة زرع الأجنة والتلقيح الصناعي .ولكن في تلك الطرق يشترط وجود الأب والأم ولكن أن يولد الطفل دون وجود أبويه لهو أمر غاية في الغرابة ! ولكن في الصين لا داعي للتعجب خاصة مع تلك الديانات التي تدين بها طوائف تلك الدولة هي وغيرها من التي لا تحرم وجود الأم البديلة !ففي سابقة هي الأولى من نوعها ولد طفل صيني منذ أشهر قليلة لأم بديلة قام أجداده باستئجار رحمها وزرع الجنين به ، ففي عام 2013م قام كل من شين جي وليو شي بتجميد بعض الأجنة عند درجة حرارة 196 تحت الصفر بوعاء من النيتروجين السائل وذلك بمستشفى نانجينغ الصينية على أمل إنجاب طفل بطريقة التلقيح الصناعي ، ولكن القدر لم يملهما الوقت لذلك وتوفيًا معًا في حادث سيارة رهيب في نفس العام .بعد وقوع الحادثة لم يحتمل والدا الزوجين فراقهما ففكرا باستخدام تلك الأجنة التي تم تجميدها ، وخاضا معركة قضائية طويلة من أجل السماح لهما بولادة هذا الطفل ، وبالفعل بعد مداولات كثيرة منحت المحكمة الصينية الحق للأجداد الأربعة المحتملين في استخدام تلك البويضات المخصبة التي تم تجميدها بنانجينغ .ورغم موافقة القضاء على السماح للأجداد بأخذ الأجنة إلا أنه كان هناك عقبة كبيرة في انتظارهم ، إذا أنه لا يمكن السماح بخروج تلك الأجنة إلا إذا تيقنت المستشفي من وجود مستشفى أخرى مجهزة لديها كافة الإمكانيات لحفظ الأجنة ولكن نظرًا للغموض القانوني الذي يحاوط قضايا الأجنة المجمدة كان من الصعب العثور على مستشفى لديها الرغبة في المشاركة داخل الصين .فكان الخيار الوحيد أمام الأربعة أجداد هو العثور على مستشفى أخرى خارج حدود الصين بسبب الحظر القانوني على تأجير الأجنة هناك ، وبالتواصل مع وكالة لتأجير الأرحام في لاو كان يكمن الحل ، فنظرًا لانتشار الفقر هناك يتم استغلال الأرحام والأجنة لأغراض تجارية تقوم فيها الوكالة بتأجير رحم أم بدبلة يزرع فيه الجنين مدة تسعة أشهر ، بعدها يتم تسليم الجنين لأقاربه المحتملين وينتهي دور الأم البديلة بعدها .وبالفعل نظرًا لإباحة القانون تأجير الأرحام في لاو توجه الأجداد إلى نقل الأجنة بالسيارة ، بعد رفض شركات الطيران قبول نقل هذه الزجاجة الصغيرة التي لا يتعدى حجمها حجم الترمس الحراري ، وبعد رحلة طويلة وصلت الزجاجة بسلام إلى لاو وبها البويضة المخصبة وهناك تم زرع الجنين في رحم أم بديلة ، وظل ينمو بداخلها كأي جنين أخر حتى منتصف ديسمبر عام 2017م ، حيث وضعت الأم البديلة الطفل الصيني تيانتيان .وشكلت جنسية هذا الطفل الرضيع عقبة أخرى واجهت الأجداد ، ولكنهم تغلبوا عليها بفكرة منح الأم البديلة تأشيرة سياحية إلى الصين لتلد هناك ولا تلد في لاو ، وبعد الولادة كان لوفاة الوالدين عقب كبيرة في إثبات النسب ولكن من أجل تذليل تلك العقبة قام الأجداد الأربعة بعمل اختبارات الدم والحمض النووي لإثبات نسب الطفل لهم ، وهكذا استطاعا الأجداد الاحتفاظ بطفل أبنائهم الراحلين ، والذي قالت عنه والدة ليو أن عينيه كبيرة الشبه بابنتها ولكنه بشكل عام يشبه أبيه .