قصة تماثيل نسائية

منذ #قصص منوعة

جسد النحاتون العديد من التماثيل ، التي خلدت ذكرى الكثير من الشخصيات ، ولكن أن يجسد سيدات حاربن من أجل قضايا اقتنعن بها ، فهذا هو الأمر الغريب ، لأنه من المعتاد أن يجسد التمثال الذكور بشكل أكبر ، فهم القادة والمؤثرون مقارنة بالنساء ، وقد حدث ذلك في العديد من التماثيل على مستوى العالم ، منها ما سوف نروي قصصهم .الشجاعات الكنديات الخمس :
شيد هذا الصرح في مدينة أوتاوا الكندية ، في ذكرى كل من هنريتا إدواردز ، وايرين بارلبي وايميلي مورفي ، ونيلي مكلنج ولويس مكيني ، تلك النساء الخمس اللاتي طالبن بتغيير القوانين ، المتعلقة بالترشح لمجلس الشيوخ ، والتي كانت قاصره على الرجال فقط في مثل هذا الوقت .وقد حدث هذا الأمر في عام 1927م ، حيث طالبن بإعادة تعريف كلمة أشخاص في قانون شمال أمريكا ، وإذا ما كان للمرأة الحق في الترشح مثل الرجال ، أم أن الكلمة قاصرة على الرجال فقط ، وأحقية النساء في الترشح مثل الرجال أيضًا .وقد استمرت تلك القضية ، حوالي عام كامل قرر القاضي على إثرها ، أن الشخص المقصود في القانون والمتعلق بالترشح لمجلس الشيوخ هي النفي وأن النساء لسن مقصودات بتلك الكلمة ، مما زادهن إصرارًا وحماسًا للمطالبة بالترشح للمجلس مثل الرجال ، واستمرت الشجاعات الخمس في المطالبة بحقوقهن ، فيما عرفت بقضية الأشخاص وحصلن على حقهن بالترشح في أكتوبر عام 1929م ، عقب أن استمرت القضية في أروقة المحكمة لمدة عامين متواصلين .وتم تخليد تلك النسوة ، من خلال تشييد صرح عام 2000م أمام قبة البرلمان الكندي ، والذي صنعته الفنانة الكندية باربرا باترسون بدعم من مؤسسة الشجاعات الخمس ، والتي كانت قد تأسست عام 1996م .نساء الأنقاض الألمانيات :
عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945م ، واجهت ألمانيا فترة عصيبة للغاية ، في مواجهة الواقع المرير الذي عاشته ، في أعقاب هزيمتها المدوية أثناء الحرب ، حيث صارت ألمانيا بقعة كبيرة من الخراب والدمار ، يسكنها الكثيرون من الجوعى والمشردين ، حيث كانت بنية البلدة التحتية قد تدمرت ، بنسبة أعلى من 40% منها ، إلى جانب أكثر من أربعمائة مليون مترًا مكعبًا من الأنقاض .ومن بين تلك الأطلال السوداء القاتمة ، ظهرت لويزا شرودر أحد أعضاء الحزب الاشتراكي ، والتي نادت بنهضة البلاد وتخلصها من هذا الوضع المتردي ، وقد كان نقص الرجال عدديًا هو السبب في هذا التراجع ، حيث قتل أكثر من خمسة ملايين شخصًا في تلك الحرب ، إلى جانب الكثير من الأسرى والمصابين ، مما ألهم لويزا بضرورة تواجد المرأة ، في ساحة الحياة الواقعية ، من أجل التغيير والنهوض بألمانيا كما كانت من قبل ، وقامت بتكوين حركة نسائية لنهضة ألمانيا ، وعرفت باسم نساء الأنقاض .ولاقت تلك الحركة الحماسية ، تأييدًا كبيرًا من نساء ألمانيا ، اللاتي خيم الحزن عليهن عقب الهزيمة ، فشاركت كل النسوة بها سواء أكانت أرملة ، أم مطلقة أم طفلة صارت يتيمة ، إلى جانب من تعرضن للاغتصاب من قبل جنود الاحتلال أثناء الحرب ، فلم يجدن أمامهن سوى العمل في رحاب تلك الحركة ، من أجل استعادة حياتهن ، وانطلقت شرارة تلك الحركة من برلين لتنتشر في كافة أنحاء ألمانيا ، وقد شاركت فيها أكثر من ثمانين ألف امرأة ألمانية .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك