إذا لم تحافظ الشركات على بقائها بتجديد أسلوبها في الإدارة والإنتاج سيكون الفشل حليفاها بكل تأكيد في كثير من الأحيان تخسر الشركات القوية أرباحها وأسهمها بشكل وحشي ، وخاصة في مجال صناعة التكنولوجيا ، فلم يكن فشل شركة نوكيا الرائدة في صناعة هواتف المحمول الأول من نوعه بل هنالك العديد من الشركات الأوربية الأخرى ، والتي كانت مل السمع والبصر وانتهى بها الحال لسقوط لقاع الهاوية .في العام 2007م كانت شركة نوكيا تمتلك نحو 40% من مبيعات الهواتف المحمولة في العالم بعد ذلك تحولت تفضيلات المستخدمين للهواتف الذكية التي تعمل بتقنية اللمس وقامت شركة آبل في منتصف عام 2007م بإنتاج جهاز أيفون مما أدى لتقلص حصة نوكيا في الأسواق سريعًا وتراجعت الإيرادات بشكل ملحوظ حتى انتهى المطاف للشركة العريقة والأولى في صناعة هواتف المحمول بأن باعت صناعة الهواتف لشركة مايكروسوفت .لم تصل شركة نوكيا لهذا المصير المؤسف إلا بعد سلسلة من القرارات التي اتخذها الرئيس التنفيذي للشركة ستيفن إيلوب ، منذ أكتوبر عام 2011م مع كل قرار كان يتخذه ستيفن إيلوب كان يخفض من القيمة التسويقية للشركة حتى جعلها تنخفض بنحو 23 مليون دولار مما تم تصنيفه كواحد من أسوء المديرين التنفيذيين بالعالم ، وكان أهم خطأ ارتكبه ستيفن هو اختيار نظام تشغيل ويندوز مايكروسوفت واعتبره المنصة الوحيدة لهواتف نوكيا.فقد اخطأ عندما اختار نظام تشغيل مايكروسوفت على اعتباره طوق النجاة للشركة ، بجانب أن مجلس إدارة الشركة قاوم التغير فكان من الصعب أن تتكيف الشركة مع التحويلات السريعة التي طرأت على صناعة الهواتف فقد كان غورما أوليلا والذي حول نوكيا لعملاق صناعة الهواتف أحد من آمنوا التغير وكان مغرمًا بنجاح الشركة السابق وكان المطلوب تمكين الشركة من أجل المحافظة على قيمتها التنافسية.بدأت الشركة في تنفيذ برنامج لخفض التكاليف وتسريح آلاف الموظفين مما أدى لتدهور ثقافة الحماس والنشاط لدى الموظفين فلا يوجد حافز يمدهم بالنشاط والحماس المعهود مما أدى أن أمهر القادة تركوا الشركة وبالطبع أخذوا معهم حُسن الرؤية والاتجاه وبالطبع ترك معهم العديد من أصحاب المواهب في البرمجة والتصميم الشركة ورفضت نوكيا تجاوز الحلول فمثلًا زعمت أنها لا تستطيع استخدام نظام أندرويد من دون استخدام تطبيقات جوجل .وقد قامت نوكيا بالفعل بعمل خط إنتاج لإنتاج هواتف تعمل بنظام أندرويد وأطلقت عليه نوكيا إكس واستخدم محرك بحث مايكروسوفت وخرائط نوكيا فقط وكان ذلك قبل استحواذ ميكروسوفت عليها ، وهنا يأتي السؤال الأهم لماذا رفضت نظام أندرويد ، في وقت سابق وعدتها ميكروسوفت بدفع مليارات مقابل استخدام الويندوز على الهواتف لأن جوجل توزع برنامج الأندرويد مجانًا فلن تتمكن من مجاراة العرض ولكن لم تستطيع أموال ميكروسوفت انقاذها .وبعد اختيارها لنظام ميكروسوفت نشر مدير جوجل فيك جوندوترا على موقع توتير وقال لا يمكن أن تصنع نسرًا بدمج ديكين روميين ، حملت تجربة نوكيا درسًا هامًا للقائمين على التنظيم وخاصة في دول الإتحاد الأوروبي فحملات مكافحة الاحتقار ليست الحل ولا تستطيع أن تحمي الشركات فهذا النهج من شأنه إلحاق الضرر بالمستهلك ولا تقضي على منافسة الأسعار ، والدرس الهام من فشلها لا تستطيع الشركات تحقيق النجاح من خلال إرضاء مجالس إداراتها بل إسعاد المستهلك ورضاه عن المنتجات فلو غفلت الشركات تلك النقطة كان الفشل حاليفها الأول ..