تعد مدينة بصرى من المدن التراثية الهامة دخلت المدينة لمنظمة اليونسكو لتراث الإنساني العالمي عام 1980م يرتبط اسم المدينة بعدد من الأفكار والمعتقدات الدينية ، كما أن لها مكانة في التراث الإسلامي بسبب زيارة الرسول صلّ الله عليه وسلم لها صغيرًا ومقابلته لراهب بصرى .ظهر اسم بصرى لأول مرة على الألواح التي تم العثور عليها في مصر في منطقة تل العمارنة لأول مرة ، ويعود ذلك للقرن الرابع عشر قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام ، وتمثل هذه الألواح المراسلات الملكية بين الفينيقيين والعموريين والفراعنة ، وتم ذكرها في الكتاب المقدس داخل العاصمة التابعة للمملكة النبطية عام 106م في المقاطعة الشمالية الرومانية من أرض العرب .وقد احتلت تلك المدينة المتفردة أهمية كبرى نابعة من الأهمية الدينية بوصفها إحدى أكبر المدن الدينية في الإمبراطورية الرومانية كما أنها كانت مركزًا لقوافل الحجاج لأنها كانت على طريق الحج لمكة ، يوجد بها أقدم المآذن كمآذنه المربذعة الموجودة بها وهي من الشواهد الأولى عن تاريخ الإسلام هناك .استمر ازدهار المدينة كمدينة دينية كبرى حتى القرن السابع عشر الميلادي وبعد ذلك أصبحت المنطقة غير آمنة وبدأ الحجاج في اتخاذ طرق أكثر أمان من طريق بصرى لأن المنطقة أصبحت غير آمنة ، أما بالنسبة للمباني والمعالم الأثرية فيها فقد تم بنائها على فترات متباعدة ولذلك اكتسبت بصرى أهمية عالمية وقيمة جمالية فريدة ، ولم يتبقى منها سوى قرية جميلة وسط الأطلال يوجد بها المسرح الروماني الذي يعود للقرن الثاني الميلادي والذي ينى في عهد الإمبراطور تراجان ويعد من التحف المعمارية .يحتوي هذا المسرح على غرفة علوية تحتها رواق الأعمدة القائمة ، وأيضًا يوجد بها أبراج القلعة المحصنة والتي تبدو من الخارج كحصن عربي مشابه لغيره ، وترتفع الأبراج على واجهة نصف دائرية وهي مبنية على كتل ضخمة من الصخور ويمتد الجسر فوق الخندق على نحو ستة أقواس ، والقلعة محاطة بخندق عميق يوجد بها مجموعة من الغرف والممرات المتبقية والتي تعطي الطابع الدفاعي للقلعة .ويرجع تاريخ الأسوار المحيطة بالمسرح للقرن الثالث عشر ، أما عن قصة وجود المسرح مع القلعة فعند دخول العرب للمدينة قاموا بسد كل الأبواب من الفتحات الخارجية للمسرح بواسطة أسوار منيعة جدًا ، وقاموا بتحويل المسرح لقلعة حصينة لكي يسهل الدفاع عن القرية ومع الزحف الصليبي للمشرق في منتصف القرن الحادي عشر أدى لتدعين الدفاع أكثر وأكثر عن المدينة .فتم بناء ثلاث من الأبراج الدفاعية وتلى ذلك بناء تسع أبراج إضافة من 1202م لـ 1251م وتم تغطية المسرح الروماني بالركام من الداخل مما أدى لحفظها بحالة جيدة ، وتم الكشف عنها كاملًا يتسع المسرح لـ 15000 متفرج والذي يعود للقرن الثاني الميلادي .تجمع المدينة الراقية العديد من الآثار النبطية والرومانية والمسيحية مثل كاتدرائيّة الشهيدين سرجيووس وباخوس والتي تم الانتهاء منها عام 515م بواسطة المطران يوليانوس والتي كان لها تأثير على العمارة المسيحية ، أيضًا يحتل المسجد العمري مكانة كبيرة تم بناءه في القرن الأول الهجري وتم ترميمه عام 1950م ، ولكن المدينة عانت كثيرًا مع أواخر القرن التاسع عشر الميلادي من الدمار والإهمال حتى تم وضع قانونًا يحمي الممتلكات الأثرية بالمدينة وضمها لمنطقة التراث الإنساني العالمي ..