قصة الكرسي المشؤوم ” كرسي توماس بوسبي “

منذ #قصص منوعة

في أواخر القرن السابع عشر انتقل مزور للعملة يدعى دانييل أويتي Awety إلى بلدة كيربي الصغيرة ، التي تقع على طول نهر ويسكي  Wiske في الشمال الغربي من ثيرك Thirsk شمال يوركشاير بانجلترا ، كان الموقع الذي انتقل إليه أويتي أكثر هدوءًا من أي مكان أخر ، وكان مناسب كثيرًا لإجراء تجارته غير المشروعة التي تقوم على تزوير العملات ، حيث قام بشراء مزرعة قديمة قام بتحويلها إلى مكان ملائم لاحتياجاته ، فبنى فيها غرفة كبيرة مخفية تحت الأرض وركب عليها قفل قوي جدًا .بحيث يمنع أي أحد من الزوار غير المتوقعين من الإمساك به في أثناء عمله في تزوير العملة ، وأعاد تسمية المزرعة بمزرعة دانيتي هول ، وكان لدى أويتي ابنة تدعى إليزابيث ، وقع في غرامها رجل محلي يدعى توماس بوسبي فتزوج الاثنان على الرغم من أن والدها دانيال أويتي لم يكن متلهفًا على هذا الزواج ، ولكن لم يكن بيده شيء يفعله .وسرعان ما أصبح هو وبوسبي شريكين في لعبة التزوير التي أثبتت بلا شك أنهما كانا متشابهان ولديهما نفس الميول حيث كان بوسبي يشبهه بعض الشيء ، وعندما تزوج كل من إليزابيث وبوسبي سكنا بمسكن في النزل المحلي ، يقع على مسافة قصيرة من مزرعة دانتي هيل التي كان يملكها أويتي والد إليزابيث .بعدها بفترة ولأسباب لا نعرفها أبدًا عن دانيال أويتي ، جاء والد إليزابيث إلى النزل الخاص ببوسبي ليأخذ إليزابيث بعيدًا عن منزلها وعن زوجها ، ولكنها رفضت أن تذهب معه قبل أن يصل بوسبي إلى المنزل من المكان الذي كان به آنذاك ،  فجلسا معًا في النزل وانتظرا حتى قدوم بوسبي إلى المنزل .فلم يرغب أويتي في أن تتزوج ابنته أو ترتبط بأي شكل آخر برجل سكير مثل بوسبي ، وما هو إلا وقت قليل ودخل بوسبي وهو في حالة سكر شديدة ، وأخذ يتجادل حول شيء أخر فقد كان أويتي يجلس على كرسيه المفضل داخل النزل ، الأمر الذي أثار غضبه وأشعل جنونه .وبعد ذلك الجدال عاد أويتي إلى مزرعته دانتي هيل دون ابنته لكن بوسبي كان لا يزال غاضبًا ، فقام في وقت لاحق من تلك الليلة برحلة ثلاثة أميال إلى نزل أويتي وهناك ضربه حتى الموت على عنقه ، والبعض يقول أنه قام بشنقه وفي نهاية المطاف تم العثور علىجثة اويتي واتهم بوسبي بقتله ، وتمت محاكمته وثبتت إدانته بارتكاب جريمة القتل .وفي عام 1702م تم شنق بوسبي ولكن قبل إعدامه مباشرة ، لعن بوسبي جميع الأشخاص الذين سيأخذون مقعداً في كرسيه المفضل حتى الموت ، وبعد الإعدام تمت إعادة تسمية النزل الخاص ببوسبي بإسم باسم ‘Busby Stoop Inn’، هنا انتهت قصة بوسبي لكن بدأت قصة كرسي بوسبي المشؤوم .فإذا كنت تعتقد أن الأساطير لا يمكن أن تحدث على الواقع ،  فكرسي بوسبي أثبت العكس حيث أخذ هذا الكرسي حياة عدد كبير من الناس ، الذين وصل عددهم نحو 63 فردًا تجرئوا على الجلوس فيه ، حيث يقال أن الكثير من الناس الذين تجرئوا على الجلوس على الكرسي قد توفوا بعد وقت قصير جدًا من جلوسهم .ففي آخر الحرب العالمية الثانية توفي شاب قوي البنية في وقت قريب بعد تناول الغداء في النزل ، حيث تجرأ زملاءه على الجلوس على الكرسي ، وهو نفس ما فعله في وقت لاحق من ذلك اليوم حيث سقط من خلال السقف ومات.كما وقعت حادثة أخرى لرجل من العمال جلس على الكرسي في القبو بينما كان مخزنًا هناك  ، حيث أقصاه مالك الأرض بالقبو بسبب عدد الوفيات التي أحدثها وذلك بعد الاستفسار عن الأسطورة ، لقد توفي  هذا العامل في حادث سيارة في ذلك المساء عندما فقد السيطرة على سيارته وتحطمت ، فمات متأثرًا بجراحه في وقت لاحق من ذلك اليوم .وفقد العديد من الطيارين الذين يعملون بالمطار القريب حياتهم ، بعد أن جلسوا على الكرسي فلم يعودوا إلى الوطن من الحرب بعدها أبدًا  ، ومن أغرب الحوادث التي وقعت لمن جلسوا على ذلك الكرسي رجل جلس عليه في المساء وأخذ يسرف في تناول الشراب ، وعندما غادر في ساعة متأخرة من الليل لم يعد إلى بيته ، ولكن تم العثور عليه معلقًا على بوابة بالقرب من قبر بوسبي الذي يقع بجوار النزل .وقد جعلت هذه الحوادث السكان المحليون في السبعينيات يخافون من لعنة بوسبي وكرسيه المشؤوم ، فذات ليلة جلس طياران شابان في النزل لليلة واحدة ، وأخذا يمزحان مع بعضهما البعض للجلوس على الكرسي ، حتى انزلق أحدهما في نهاية المطاف ووضع مؤخرته على الكرسي لثانية واحدة فقط ، وفي طريق عودتهما إلى الميدان توفي كلاهما في حادث مروري !بعد كل تلك الحوادث التي وقعت بسبب كرسي بوسبي تم أخذه إلى المتحف المحلي ، وطلب منهم صاحب النزل أن يعرضوه على ارتفاع عالٍ ، وأن لا يسمحوا أبدًا لأي شخص بالجلوس فيه على الإطلاق ! حتى لا يقع جثة هامدة في نهاية اليوم ، وبالفعل حتى يومنا هذا ، مازال الكرسي مثبتًا على جدار متحف ثيرك ، ولم يُسمح لأحد بالجلوس فيه هذا بغض النظر عن مقدار ما يوفره التشويق والجذب .ومع ذلك قد يتبين أن كل هذا الكلام مشكوك فيه قليلاً ، فقد  يكون وجود الكرسي بالمتحف فقط لأنه قديمًا وأثريًا بعض الشيء كما يقول البعض ، وربما لم تكن هناك لعنة متعلقة بالكرسي وكل تلك الحوادث التي وقعت مجرد مصادفات ، أو حتى حدثت بها مبالغات  ، ولكن رغم كل تلك الشكوك لا أعتقد أنه من الصواب أن يجلس أحدنا على هذا الكرسي ولو لثانية واحدة .فلا بد أن هناك شيئًا حول تلك القصة فهذه الأسطورة تجعلني لا أريد أن أخاطر بحياتي من أجل الفضول ، من يدري ما هي الحقيقة في تلك المسألة ؟  هل حقًا هناك لعنة أم أنها كذبة كبيرة نعيش فيها حتى الآن ، كما أن هناك من يدعي أن بوسبي نفسه شوهد كثيرًا يحوم حول النزل في شكل ظل داكن ، لعله جاء يحرس كرسيه بنفسه ويطمئن على وجوده .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك