عندما عثر عمال الإنقاذ على سفينة عمرها 300 عام في الجزء السفلي من البحر الكاريبي بالقرب من ساحل كولومبيا قبل ثلاث سنوات ، زعموا أنها “الكأس المقدسة” لحطام السفينة الأسطورية سان خوسيه جاليون ، وهي سفينة إسبانية شاع عنها احتواءها على كنز كبير يقدر بـ 17 مليار دولار الآن ، وذلك حسب تقارير الأسوشيتد برس .وقد تم اكتشاف بقايا الجاليون الأسبان في كولومبيا عام 2015م ، ولكن لم يتم الكشف عن تفاصيل الاكتشاف إلا الآن ، فقط بإذن من الحكومة الكولومبية والوكالات التي عملت في عملية البحث ، تم إطلاق سان خوسيه في عام 1698م كجزء من أسطول الكنوز الإسباني ، وكإحدى قوافل السفن المكلفة بنقل مواد ثمينة من الإمبراطورية الإسبانية إلى إسبانيا ،.كان ذلك عملاً محفوفاً بالمخاطر في ذلك الوقت ، حيث تورطت إسبانيا وفرنسا في حرب الخلافة الإسبانية ، وهو صراع بين البلدين ضد إنجلترا ، وقد شمل الصراع هجمات على بعض السفن التجارية الإسبانية مثل سان خوسيه ، حيث تعرضت السفينة الضخمة المكونة من 64 طابق لإطلاق النار في عام 1708م وغرقت بالكامل وعلى متنها 600 شخص ، وبداخلها كنز كامل من الزمرد والفضة والأحجار الكريمة تقدر قيمته بحوالي 17 مليار دولار الآن .والجدير بالذكر أن البريطانيين لم يستطيعوا أخذ كنز السفينة الإسبانية العائد إلى مناجم بوتوسي في بيرو ، قبل أن يغرق وتسبب هذا الأمر في فقدان سان خوسيه وشحنتها وبالتالي حدثت صعوبات مالية كبيرة للتجار الأوروبيين ، وذلك وفقاً لحساب نشرتهSea Search Armada (SSA) على الإنترنت ، وهي مجموعة من المستثمرين الأمريكيين الذين يعملون في مجال الإنقاذ البحري .والآن وبعد سنوات طويلة تم تحديد الحطام أخيرًا بفضل مدافع السفينة ذات النقوش المميزة ، وقد تم اكتشافها باستخدام مركبة بدون طيار تدعى REMUS 6000 ، وهي تابعة لمؤسسة Woods Hole Oceanographic ، وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان صحفي لها : إن شركة ريمس قامت بمسح الموقع من على ارتفاع 30 قدمًا فوق الحطام ، وقد كان الحطام مغطى بالرواسب جزئيًا ، ولكن مع صور الكاميرا من البعثات منخفضة الارتفاع ، كنا قادرين على رؤية التفاصيل الجديدة في الحطام .كما قال مايك بورسيل قائد بعثة منظمة الصحة العالمية ، لوكالة اسوشييتد برس : “كان القرار جيدًا بما يكفي لتأكيد هوية السفينة ، وذلك بفضل النقوش الزخرفية على المدافع ، تلك النقوش التي تتميز بوجود الدلافين المتقنة هي التي ساعدتنا في تأكيد هوية سان خوسيه ، وباعتبارها واحدة من أهم الاكتشافات في التاريخ الأثري ، أشعل غرق السفينة على الفور معركة مريرة حول الكيان الذي اكتشفها أولاً ؟فعلى الرغم من أن إحداثيات السفينة لم يتم الكشف عنها لأسباب أمنية ، إلا أن الخلاف يشمل نزاعًا حول مكان العثور على سان خوسيه ومتى ؟ في الوقت الحاضر لا يزال نهب السفينة في قاع البحر أمر وارد ، لذا كانت اليونسكو تريد هي ووكالة الأمم المتحدة للثقافة أن تبقي الأمر على هذا النحو ، وقد ذكرت وكالة أسوشيتد برس ، أن وكالة الأمم المتحدة طالبت كولومبيا في الشهر الماضي بالحفاظ على الكنز بدلاً من بيعه .ولكن مع ما يُقال أن قيمة الكنز تصل إلى 17 مليار دولار ، فمما لا شك فيه أن المالك الشرعي للحطام لا شك أنه سيغامر بالاستفادة منه بغض النظر عمن يكون هذا المالك ، لأنه مازال هناك بعض الجدل الدائر حول هوية هذا المالك الحقيقي .