يُحكى أنه في الأراضي المظلمة المليئة بالسحرة والمتصيدون ، عاش هناك منذ زمن بعيد أفظع تنين ، هذا التنين العجيب الذي كان موجودًا في هذا الوقت مكنته قدراته السحرية من اتخاذ شكل سحابة ، حتى يتمكن من التحرك بسرعة الريح وكان يمكنه أيضًا أن يجعل نفسه نورًا كالريشة ، ويتخذ أي شكل من خروف بسيط إلى غول شرس .وكونه تنينًا سحابيًا فقد كان المخلوق الوحيد القادر على إطلاق النار ليس فقط من لهب فمه ، بل أيضًا كصاعقة عاصفة كان التنين السحابي يهاجم المدن والقرى لمجرد المتعة ، ومتعته هي سماع صراخ الناس من مظاهره الرهيبة ولكنه لم يجد المتعة الحقيقية إلا عندما أرسل البشر أحد فرسانهم وأبطالهم لمحاولة قتله .وفي تلك المواجهات كان يرفه عن نفسه عن طريق إسقاط أمطار لا نهاية لها على خصمه ، أو إرسال مسامير صاعقة صغيرة من شأنها أن تقذف الفرسان وتجعل كل شعرهم يقف ، وكان يحول نفسه إلى ضباب كثيف مما يجعل الفارس الذي يحاربه غير قادر على رؤية أي شيء من حوله ، حتى أنه لا يدرك حتى أن السحابة التي كان يقف عليها أصبحت ترتفع وبدأت في الطيران .وبعد اللعب مع الفارس في الهواء لفترة وجيزة ، وفي المرحلة التي يشعر فيها هذا الفارس بالدوار بالكامل ، سيعود التنين إلى شكله الطبيعي تاركًا البطل المسكين يعوم في الجو ، وهنا لا يتوقف التنين عن الضحك على الفارس لأنه سقط بسرعة كبيرة في الثلوج الجبلية ، وحينها يتوجب على الفارس أن يبحث عن الطريق الطويل المنزل وهو يجر أذيال الخيبة .وهناك بالمملكة كان يوجد شاب وحيد يدعى يالا وهو الابن الأصغر للملك ، اشتهر منذ فترة طويلة بعاطفته المستمرة تجاه التنين ، حيث أخبره شيء ما بداخله أنه لا يمكن أن يكون هناك أي شخص سيئًا للغاية لمجرد أن يكون شرير فقط ، وكما حصل له في سن مبكرة سيكون التنين قادرًا على تعلم التصرف بشكل جيد .لذلك قرر يالا البحث عن التنين وعندما ذهب للبحث فعل ذلك دون درع أو سلاح ، ذهب غير مسلح تمامًا وكله رغبة في معرفة ما الذي جعل التنين يتصرف كما فعل ، وبمجرد أن رأى التنين الأمير الصغير قادم بدأ يعد ذخيرته من الحيل والإثارة ، وجد يالا أن حيله كانت فريدة من نوعها حتى أنها مسلية .وكان يحاول الاستمتاع بتلك اللحظات التي قضاها مع التنين ، وعندما أسقط التنين يالا أخيرًا في الثلج نهض وغنى وظل يبتسم ، ويصرخ قائلًا للتنين : “هيا! مرة أخرى! ، تفاجأ التنين السحابي بما يفعله الأمير يالا ، لكنه بدا وكأنه كان ينتظر ذلك لقرون ، لأنه لم يتردد في تكرار حيله بل وإضافة المزيد ، من أجل متعة الأمير الصغير .كان التنين يتمتع بمثل هذه المتعة حيث بدأ في الاهتمام باللعب بشكل خاص مع زميله الجديد ، لدرجة أنه عندما توقف لبعض الوقت ، قاموا بذلك معًا مبتسمين مثل صديقين حميمين ، لم يكن يالا يعمل على ترك التنين يلعب معه ، بل كان هو نفسه يبادر باللعب واختراع الحيل حتى يستمتع التنين أيصًا .وخلقوا معاً العديد من الحيل الجديدة التي جعلتهم يلعبون بسعادة ، و أخيرًا تعرّف يالا على عائلة التنين ، وعلم أنه على الرغم من كونه عمره مئات السنين ، إلا أنه لم يكن أكثر من طفل ، إنه طفل كبير يريد أن يكون مطيعًا ويمرح ، وهكذا أصبح الأمير قادرًا على العودة إلى مملكته على سحابة كبيرة في شكل تنين ، وسط فرحة وإعجاب الجميع .وبمساعدة الأطفال والممثلين الكوميديين والممثلين والمصممين ، تمكنوا من جلب هذه المتعة إلى حياة التنين الشاب الذي لم يشعر مرة أخرى بالحاجة إلى إيذاء أي شخص لكي يرفه عن نفسه ، وكان التنين يقدم المطر والظل والنار إلى المملكة كلما دعت الحاجة إلى ذلك لأنه شعر أنه محبوب وسعيد بينهم .مترجم عن :
cloud-dragon