قد يُولد الإنسان مريضًا أو معاقًا أو ربما يكون ملتصق مع توأم آخر ، وهو ما قد يجعل المهمة معقدة بالنسبة لحياتهما وكيفية التعايش والحركة والنوم وكل ما يقوم به الإنسان في حياته ، إن الأمر يبدو غاية في الصعوبة ، ولكن هناك العديد من الحالات التي عاشت أعوام طويلة على هذا الوضع ، وذلك لأن عمليات الفصل قد تكون مستحيلة أو معقدة في بعض الأحيان ، وهناك من يرفض خوض تجربة الجراحة .توأمتين ملتصقتين من تنزانيا :
ومن التوائم الذين اشتهروا عبر العالم توأمتين ملتصقتين من تنزانيا ، وقد وُلدت الفتاتان المعروفتان باسم ماريا وكونسولاتا مواكيكوتي وهما ملتصقتين من مكان أسفل السرة ، وكان بينهما أعضاء مشتركة عاشتا بهم مثل الرئة والكبد ، ولكنهما كانتا تمتلكان قلبان ورأسان كما كان لكل واحدة منهما ذراعان .لقد نالت الفتاتان شهرة واسعة على مستوى عالمي ، وتمت استضافتهما في لقاء تليفزيوني ، والذي تحدثتا من خلاله عن رغبتهما في العمل كمعلمتين بعد أن تنتهيا من دراستهما الجامعية ،وهو ما يؤكد إصرارهما على النجاح ، حيث قد تفوقتا في المرحلة الثانوية وقد تلقتا حينها وابل من رسائل التهنئة القادمة من شتى أنحاء البلاد .وقد أضافت التوأمتان خلال لقائهما التلفزيوني أنهما ستتخصصان في مجال تدريس استخدام أجهزة العرض الضوئية والكمبيوتر ، وقد عهد الناس منهما إصرارهما على النجاح على الرغم من وجود عقبات وتحديات في طريقهما بسبب ظروفهما الخاصة .ولقد تمكنت هاتان التوأمتان من مواصلة دراستهما طوال المراحل الدراسية حتى وصلتا إلى الجامعة ، وهو ما يرجع إلى حد ما إلى حصولهما على الدعم من الحكومة المحلية ، كما كانت هناك بعض التبرعات الخاصة .ولم يكن التصاق الفتاتان هو العائق الوحيد في حياتهما ، حيث أنهما نشأتا يتيمتين حيث توفي والديهما وهما في سن صغيرة ، فقامت جمعية “ماريا كونسولاتا” بالتكفل بهما ، وهي جمعية خيرية كاثوليكية ، كما قامت بمنح التوأمتين اسم الجمعية .وكان الزواج حلمًا يراود التوأمتين اللتين رفضتا فكرة الانفصال عن بعضهما جراحيًا ، حيث قالتا أنهما تأملان في الزواج في يوم ما من رجل واحد يقبلهما كما هما ، وهكذا بدا طموح التوأمتين كبيرًا بالنسبة للتعليم والزواج وإقامة حياة أسرية .مأساة وفاة التوأمتين :
لم تتمكن التوأمتان الملتصقتان من مواصلة أحلامهما حيث شعرتا بالألم يداهم جسديهما الملتصقين ، فدخلتا المستشفى بسبب ألم يتعلق بمرض القلب ، وبقيتا هناك لما يقرب من ستة أشهر .لم تنجح الفتاتان في الصمود كثيرًا أمام المرض ، حيث أنهما توفيتا داخل المستشفى عن عمر يناهز 22 عامًا ، وقد تسبب نبأ وفاتهما في حالة من الحزن انتابت جميع أنحاء تنزانيا التي كانت تحتفي بهما وبصمودهما .قام العديدون من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بنشر برقيات التعازي للأصدقاء وأفراد العائلة ، كما قام رئيس تنزانيا “جون ماغوفولي” بكتابة تغريدة على موقع تويتر أعرب من خلالها عن مدى حزنه على وفاة التوأمتين ، كما ذكر أن الفتاتان ماريا وكونسولاتا كانتا تحلمان بخدمة الأمة .وهكذا تنتهي واحدة من القصص المأساوية لحياة شقيقتين ولدتا ملتصقتين ، وهناك العديد من أمثال تلك الحالات المعقدة على المستوى الطبي والاجتماعي ، غير أن معظم هذه الحالات تستطيع الصمود والمقاومة والتعايش لأعوام طويلة حتى تنتهي رحلة هؤلاء التوائم في نهاية المطاف بنهاية طبيعية وهي الموت ومفارقة تلك الحياة بعد أن يتركوا بصمتهم داخل المجتمع الذي يحتفي بصمودهم وتعايشهم .