قد تكون فكرة الحياة داخل منزل بلا أبواب ، أمر جنوني للغاية لدى الكثيرون ، فكيف تعيش في مكان بلا أبواب ، وكل من تسول له نفسه بأن يدلف إلى منزلك ، يأتي ويذهب دون أن يمنعه شيء ، وإذا كان الأمر كذلك مع منزل صغير ، فهل تصدق أن هناك قرية ، كافة منازلها بلا أبواب !قرية شاني شينجنابور :
تقع قرية شاني شينجنابور في الهند ، وذلك على بعد 300 كم شرق العاصمة ، تلك القرية التي لا تعرف معنى كلمة جريمة ، فأصحاب المحال التجارية بها ، يتركون محالهم مفتوحة ليلاً ونهارًا دون رقيب ، كما يتركون أموالهم داخل الخزائن بلا خوف ، لا يفكر مواطن بالقرية في حراسة ما يملك ، حتى أن ما تمتلكه النساء من مجوهرات ثمينة ، لا توضع في خزائن خاصة أو مغلقة ، ولا يوجد على الأبواب سوى ستائر ، تحافظ فقط على خصوصية المواطنين داخل المنازل .بلا أبواب :
يكمن السبب خلف هذا الأمان البالغ ، لسكان القرية إلى درجة إيمانهم بالإله شاني ، ذلك الإله الذي يصب غضبه على كل من تسول له نفسه أن يسرق الغير ، وهو إله قوي في الديانة الهندوسية ، إذا ما غضب فإنه يستطيع أن ينتقم ممن أغضبه بقسوة ، ولعل هذا المعتقد هو ما صرف عن القرية ، ارتكاب الجرائم طيلة ثلاثمائة عام متصلة .أسطورة الإله شاني المنتقم :
تروي الأسطورة الهندية أنه في إحدى الليالي عثر سكان القرية ، عقب فترة من الأمطار الغزيرة والفيضانات والسيول ، على حجر أسود لفظته مياه البحر ، فتجمع حوله سكان القرية ، ولمسه أحد المواطنون منهم ، فنزف دمًا .في نفس الليلة نام كاهن القرية ، ليحلم بأن هذا الحجر هو الإله شاني ، وقد أخبره أنه قد أتى للقرية ، في هيئة حجر ليحميهم ، ولكن يجب عليهم ، أن يضعوه في مكان مفتوح ، حتى يستطيع النظر إليهم ومراقبتهم .وفي اليوم التالي ، تجمع سكان القرية ، وسحبوا الحجر حتى وضعوه في مكان مكشوف ، ومن ثم قاموا بإزالة كافة الأبواب من منازلهم ، حتى يستطيع الإله مراقبتهم ، ومنذ ذلك الحين ، صارت تلك عادتهم .روايات غامضة :
تداول السكان المحليون أيضًا ، فيما بعد قصصًا كثيرة عن محاولات فاشلة للسرقة ، كان بعدها اللصوص يجوبون القرية طيلة الليل ، في محاولة للهرب والخروج منها ، إلا أنهم يجدون أنفسهم داخلها فيما بعد ، وكأنهم يمشون في حلقات مفرغة ، بينما تحدث آخرون بأن أحد القرويين ، قد قام بوضع باب على منزله ، فتعرض لحادث باليوم التالي .كشف الغموض :
ظل الغموض يحيط بتلك القرية لسنوات طويلة ، حتى تحدثت بشأنها السينما البوليودية ، في التسعينات من القرن المنصرم ، وأتى إليها السائحون من كل مكان ، إلا أن بعض السكان أقروا بوقوع الجرائم الصغيرة ، والسرقات إلا أن كهنة المعبد ، يتعمدون إخفائها حفاظًا على سمعة القرية .وعقب إقامة مركزًا للشرطة داخل القرية ، ذهب أحد الصحفيين إليه ، ليكتشف وقوع أكثر من 46 حالة جنائية ، منها 11 جريمة سرقة ، وقعت كلها على مدار ستة أعوام ، مما هدم للعالم صورة القرية ، النقية بلا سرقات أو جرائم .بالطبع تبدل الحال ، واعتمدت المنازل على الأبواب مؤخرًا ، ووضعت المحال أبوابًا زجاجية ، والتزمت الفنادق بنفس الأمر ، إلا أن محاولات المعبد في الحفاظ على سمعة القرية ، ظلت مستمرة ، وادعوا أن مركز الشرطة ما هو إلا تواجد ، من أجل حماية السائحين فقط .