قصة الاستحمام بنفط النفتالان العجيب

منذ #قصص منوعة

النفط هو أحد مقومات الحياة التي لا غنى عنها ، ومن المعروف أنه بمثابة المحرك الرئيسي للمعدات والأجهزة ووسائل المواصلات المختلفة ، ولكن أغرب ما يمكن أن يُعرف عن النفط هو استخدامه كحمّام دافئ يستخدمه الأشخاص من أجل الاستمتاع بوقتهم ، حقًا هذا هو ما يحدث في أذربيجان .استخراج نفط غريب :
اشتهرت أذربيجان منذ العام 1847م بالمخزونات الكبيرة التي يتم استخراجها هناك من الذهب الأسود ، حتى بلغت شهرتها إلى أمر آخر غير متوقع على الرغم من أنه منذ عصور قديمة ، وهو ذلك النفط الفريد من نوعه الذي يتم استخراجه من بلدة صغيرة تُدعى “نفتالان” والتي تبتعد نحو 320 كيلو متر غرب مدينة باكو .يتم استخراج النفط الذي عُرف اسم “نفتالان” أيضًا نسبةً إلى اسم تلك البلدة التي يُستخرج منها ، وليس هذا هو الغريب في الأمر إنما ما يثير العجب هو استخدام الأشخاص لهذا النفط بشكل مختلف ، حيث أنهم يقومون بغمس أنفسهم فيه منذ العصور القديمة ، وذلك بسبب تميزه بالعديد من الفوائد الصحية .السياح يذهبون من أجل النفتالان :
تميز نفط النفتالان بكثافته الشديدة التي جعلته غير صالح للاستخدام في الأغراض التجارية ، وهناك بمنتجع وفندق قرة باغ الذي تم تأسيسه خلال عام 1926م يوجد نحو 15 ألف سائح من شتى أنحاء العالم يملؤون جميع الفنادق التسعة ، وذلك من أجل غمس أجسادهم داخل الأحواض التي تحتوي على النفط الدافئ ، والمعروف لدى المواطنين المحليين باسم “الدم السميك للأرض”.وبعد القيام بفحص ذلك النفط الغريب تبين أنه بإمكانه تخفيف أعراض العشرات من الأمراض الجلدية ، كما أن له القدرة على تخفيف العديد من الآلام العظمية والمفصلية ، كما يتم استخدامه كمضاد للالتهابات ومُطهر ، ويُستخدم كذلك كمخدر ، وقد أكد الأطباء أنه يعمل على علاج أمراض النساء وأمراض المسالك البولية ، كما أنه يتميز بنتائجه الجيدة في علاج الروماتيزم .أسطورة النفتالان :
تم تداول أسطورة شهيرة بين الناس حول سبب اكتشاف فوائد ذلك النفط ، حيث تقول تلك الأسطورة أنه اكُتشف لأول مرة حينما قامت إحدى القوافل بترك جمل مريض ليمشي خلفها ، فانفلتت أقدام الجمل حتى تدحرج ليسقط داخل بركة من النفط ، وبعد مرور عدة أسابيع ، تم التوصل إلى الجمل وقد أصبح بكامل صحته وكأنه لم يكن مريضًا ، وهو ما جعل الناس تنتبه إلى السبب وراء ذلك ، حتى تم اكتشاف هذا النفط الغريب بفوائده السحرية .سبب تميز النفتالان :
يعود السبب وراء فعالية ذلك النفط العجيب إلى امتلاكه تركيزًا عاليًا من مادة النفثالين التي بلغت نسبتها به 50 % ، وهي مادة هيدروكربونية موجودة بصابون قطران الفحم ، حيث يتم استخدامها عادةً في علاج الأمراض الجلدية مثل مرض الأكزيما وداء الصدفية .ويُعتبر متوسط عمر المرضى الذين يرغبون في العلاج بهذا النفط 40 عامًا ، كما يتم السماح للأطفال الذين بلغت أعمارهم ستة أعوام باستخدام النفط في العلاج ، وهناك كذلك العديد من الفحوصات الطبية الشاملة التي يخضع إليها المرضى قبل أن يخضعوا للعلاج بالنفط .يجلس الوافدون في حوض النفط كأنهم في حوض ممتلئ بالشكولاتة الساخنة ، حيث تبلغ درجة حرارة النفط إلى 39 درجة مئوية ، وبعد استخدامه يتم إعادة تدويره ، لأنه من السلع الثمينة بعد انتهاء اليوم العلاجي ، وقد تم عمل نحو 1500 بحث علمي حول النفتالان وتأثيره ، حيث أن الولايات المتحدة تعتبر النفثالين مادة مسرطنة ، وهو ما لم يتم اكتشافه مطلقًا بعد استخدام حمامات النفط العلاجية .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك