كذب المنجمون ولو صدفوا ، بالطبع نسافر جميعًا لأماكن مختلفة وجديدة ، في فصل الصيف تحديدًا ، رغبة منا في الاسترخاء وقضاء فترة من الوقت ، نفصل فيها بين حياتنا المهنية المرهقة ، وحياتنا الشخصية التي يتوجب علينا عدم إهمالها .وكثيرًا ما قابلنا على الشواطئ ، هؤلاء ممن يضربون الودع ، ويقولون أنهم يمكنهم التنبؤ بمستقبلنا ، ومنا من يبتسم لهم في مودة وينصرف ، وآخرون يجلسون إلى جوارهم ، حيث يحركهم الفضول في خوض التجربة ، ومعرفة ما ينتظرهم في المستقبل ، ولعل تشارلز كوجلان واجه تجربة فريدة ، في هذا الأمر ولكنها تحققت بفعل القدر فقط .تشارزل كوجلان :
ولد تشارلز كوجلان في إحدى الجزر ، الواقعة قبالة ساحل كندا الشرقي ، وهي جزيرة تسمى جزيرة إدوارد ، وذلك في عام 1841م ، وينتمي تشارلز لعائلة أيرلندية فقيرة للغاية ، وكان ابنًا وحيدًا لأبويه ، هنا قرر والده الاستعانة ببعض المساعدات من جيرانه ، حتى يتمكن من إرسال ابنه إلى المدرسة ، بالفعل ساعد الجيران وجمعوا المال ، وقام والد تشارلز بإرساله إلى انجلترا من أجل الالتحاق بالمدارس ، ومن ثم الجامعة التي تخرج منها بمرتبة الشرف .حقق تشارلز تفوقًا ملحوظًا بين أقرانه ، واستمر في دراسته وارتاد الجامعة ، وأثناء تلك الفترة بدأ تشارلز يكتشف شغفه الشديد ، نحو التمثيل وكشف أيضًا عن موهبته الفريدة .عندما صارح تشارلز والده ، بما ينتوي فعله في خوض مهنة التمثيل ، غضب والده بشدة ، وأخبره أن عليه الاختيار بينهم ، وبين هذا الأمر الذي سوف يقدم عليه ، فاختار تشارلز أن يرحل من المنزل إلى الأبد ، في سبيل تحقيق حلمًا يراوده .فاجأ تشارلز والده باختياره ، ورحل عن الجزيرة بأكملها ، ليبدأ في تحقيق حلمه الواعد ، وبالفعل استطاع تشارلز خلال فترة صغيرة للغاية ، أن يثبت موهبته ويقدم أعمالاً جيدة ، أحبه معها الجمهور كثيرًا .وفي أحد الأيام انطلق تشارلز صوب منزله ، عقب الانتهاء من عمله ، ليقابل إحدى سيدات الغجر ، وأخبرته أنها يمكنها قراءة مستقبله ، جلس إليها تشارلز وتحدثت إليه الغجرية ، بكلمات لم يستطع تشارلز نسيانها ، فقد أخبرته أنه سوف يتوفى وهو في ذروة شهرته ، وأن روحه لن ترقد بسلام حتى تعود إلى ديارها ، ارتبك تشارلز من تلك الكلمات وغادر الغجرية ، ولكن كلماتها لم تغادره قط ، فأخبر بعض رفاقه الذين أكدوا له ، أن ما قالته الغجرية لن يحدث .تحققت النبوءة :
في عام 1899م ، كان تشارلز يقف على خشبة المسرح ، في أوج شهرته يلعب دور هاملت ، بأحد مسارح تكساس حينما سقط ميتًا فجأة ، نتيجة مرض ألمّ به قبلها بوقت قصير ، في تلك الليلة تم حمل تشارلز ، ودفن في مقبرة بجالفستون .بعد وفاة تشارلز بعامين فقط ، ضرب المنطقة إعصارًا هائلاً ، كان من الشدة أن جرف المقبرة ، التي وري فيها جثمان تشارلز ، وأخذ في طريقة أكثر من ستة آلاف روح ، وفي اليوم التالي قامت السلطات ، بفحص الخسائر التي حدثت نتيجة الإعصار ، فوجدوا أن العديد من المقابر والنعوش ، قد فتحت وخرجت النعوش ، حيث جرفها الإعصار صوب البحر .من بين تلك التوابيت ، كان تابوت تشارلز ، وعندما علمت أسرته بما حدث لقبره ، قاموا بعرض مكافأة لمن يستطيع أن يدلهم على نعش تشارلز ، ويعيده إليهم إلا أن أحدًا لم يتمكن من العثور عليه ، على الرغم من الجهود التي بذلتها السلطات ، في فحص المياه لاستعادة ما تم فقده من توابيت .التابوت المفقود :
بحلول أكتوبر من عام 1908م ، أي عقب مرور ثمانية أعوام من فاجعة الإعصار المميت ، الذي فُقد على إثره تابوت تشارلز ، وجد بعض الصيادين بالقرب من جزيرة إدوارد ، تابوتًا ضخمًا يقف فوقه بعض الإوز ، وقد أخذ يبحر حتى طفا على سطح المياه ، ووصل إلى الشاطئ ، وبفحص التابوت تبين أنه التابوت المفقود للممثل تشارلز كوجلان ، وتبين أنه التابوت المفقود بالفعل ، قطع آلاف الأميال حتى يصل إلى مسقط رأسه ، كما أخبرته الغجرية ، قبل عشر أعوام من وقوع الحادث.