على الرغم من أن شخصية كريستوفر كولومبوس لا تزال شخصية تاريخية بارزة في جميع أنحاء العالم ، وقد تم بحثها والكتابة عنها منذ قرون إلا أن هناك العديد من تفاصيل حياته ، التي لا تزال غامضة ويتفق العديد من الباحثين على أنه ولد في جنوة التي هي الآن جزء من إيطاليا ، وهذا على الرغم من وجود بعض النظريات التي تفيد بأنه نشأته قد تكون في إسبانيا أو حتى في بولندا أو اليونان ، ويُعرف كولومبوس بالإيطالية باسم كريستوفورو كولومبو ، ويُعتقد منذ فترة طويلة أنه اسم ميلاده وهناك نظرية تقول أيضًا أنه اعتمد الاسم من قرصان يدعى كولومبو .كان تلاميذ المدارس يعرفون أن سفن كولومبوس كانت تحمل اسم نينا وبينتا وسانتا وماريا ومع ذلك ، فإن اثنين على الأقل من هؤلاء الأسماء كانوا أسامي مستعارة في زمن كولومبوس ، فقد كانت العادة في أسبانيا هي تسمية السفن بأسماء القديسين وتسمية الألقاب بدلاً منها .ومن المحتمل أن يكون نينا لقبًا لسفينة تسمى سانتا كلارا ، و يُعتقد أن الاسم المستعار قد جاء من اسم مالك السفينة خوان نينوى ، ومن غير المعروف ما الذي يمكن أن يكون عليه اسم بينتا الأصلي أو سانتا ماريا ، فقد يعود لاسم القديس الثالث الذي كان يلقب أيضًا لا جاليغا و هو الذي قام بأربع رحلات إلى “العالم الجديد”.صورة كولومبوس :
في عام 1492م أبحر كولومبوس في المحيط الأزرق وأبحر أيضًا في أعوام 1493م ، 1498م ، و1502م ، وعلى الرغم من أن العديد من الناس قد يكون لديهم صورة لكولومبس أثناء زرعه العلم في النصف السفلي من ولاية فلوريدا ، إلا أنها في الحقيقة صوره لاستكشاف منطقة صغيرة من منطقة البحر الكاريبي ، والتي شملت جزر البهاما وكوبا وجامايكا وأجزاء من أمريكا الوسطى .حياة مليئة بالسفر والترحال ولكن :
بعد وفاة كولومبوس في عام 1506م دفن في بلد الوليد باسبانيا ، وبعد ثلاث سنوات تم نقل رفاته إلى ضريح عائلته الذي كان في اشبيلية في عام 1542م ، وذلك وفقًا لإرادة ابنه دييغو ، وتم نقل رفات كولومبوس إلى سانتو دومينغو ، هيسبانيولا (الآن في جمهورية الدومينيكان) وقد تم التنازل عن هيسبانيولا تلك إلى فرنسا من قبل إسبانيا ، وفي عام 1795م تم نقل عظام كولومبوس إلى هافانا في كوبا ، وبعد أكثر من مائة عام تم شحنها عبر المحيط الأطلسي وعادت إلى اشبيلية في عام 1898م .كولومبوس لم يكن بارعًا في الرياضيات :
في الوقت الذي قطع فيه كولومبوس رحلته الشهيرة ، كان الكثير من السفر إلى الخارج أمرًا غامضًا فقد كان حجم كوكب الأرض الدقيق غير معروف ، وكانت هناك طريقتان رئيسيتان لقياس درجات خط العرض ، الطريقة التي طورها الفيلسوف اليوناني بوسيدونيوس والطريقة التي طورها العرب في العصور الوسطى ، و في إجراء حساباته الخاصة جادل كولومبوس بأن المحيط الذي أسفر عنه كلا الطريقتين كان هو نفسه .وتجاهل أو نسى أن الأميال العربية كانت أطول من الأميال الرومانية ، وباستخدام تلك البيانات التي جعلت الكوكب أصغر حجمًا بنسبة 25 في المائة ، أكد كولومبوس لمؤيديه أن سفنه الخشبية الصغيرة يمكن أن تصل من إسبانيا إلى اليابان خلال 30 يومًا، ويعتقد بعض العلماء أن كولومبوس أساء تمثيل المسافة عن عمد ، لكن الجدل سيستمر حول كل أسفار ورحلات واستكشافات الرحالة كريستوفر كولومبوس التي دونها التاريخ .