أن تتلصص على غيرك ، من خلف باب أو من زجاج نافذة ، لهو أمر غير مستحسن ، ويسمى تجسس أو تلصص ومراقبة ، وهو تصرف ينم عن انحراف بالغ في السلوك ، ولعل جيرالد فوس ، المتهم بالتلصص على نزلائه طيلة تسع وعشرين عامًا ، هو خير نموذج على تلك العادة المنحرفة .يروي قصة جيرالد فوس ، الصحفي جاي ترايس ، الذي طلب منه فوس أن يقص سيرته ، ويروي قصته بشأن مراقبة النزلاء ، على ألا يذكره كمنحرف جنسيًا ، وإنما كباحث في علم النفس ، يراقب كيفية ممارسة البشر للجنس !عاش جيرالد فوس فترة طفولته ومراهقته ، برفقة والدته وخالته حيث تركهم والده ، ولم يعرفوا عنه شيئًا منذ أن كان جيرالد طفلاً صغيرًا ، وفي مرحلة المراهقة ، بدأ جيرالد يكتشف هوايته في التلصص على الغير ، حيث خرجت والدته للعمل في أحد الأيام ، بينما كانت خالته في المنزل ، وجيرالد نائمًا .استيقظ جيرالد ، وأثناء تجواله بالمنزل ، شاهد خالته أثناء الاستحمام وظل يراقبها ، من خلف الستار حتى انتهت ، وأصبح الأمر بالنسبة لجيرالد ، هواية تحولت إلى عادة ، إلى أن ضبطته والدته أثناء مراقبته لخالته وهي عارية ، فتوقف فترة عن هذا الأمر ، كانت خالته قد انتقلت للسكن ، في منزل مجاور لهما وحدها ، إلا أن فوس لم يتوقف عن عادته ، حتى افتضح مرة أخرى ، عندما شاهده كلب خالته ونبح بشدة ، لتكتشف خالته وجوده يراقبها .عندما بلغ فوس العشرين عامًا ، كان قد انتقل برفقة والدته إلى ولاية أخرى ، وفي هذا الوقت كان يمتلك مبلغًا من المال ، فقرر أن يشتري نزلاً ويحوله إلى فندق ، يستطيع من خلاله ممارسة هوايته في التلصص ومراقبة النزلاء ، وهم عرايا يمارسون الجنس ، فاشترى نزل مانور هاوس ، وقام بعمل أرفف في أسقف الغرف ، تمكّنه من مراقبة النزلاء عن كثب ، دون أن يشعروا بوجوده .في تلك الفترة تزوج جيرالد ، وبدلاً من قيام زوجته بإثنائه عما يفعل ، شاركته في هوايته ، حتى أنهما كانا يراقبان النزلاء أثناء قيامهم بممارسة الجنس ، ويمكن أن يمارسا هم أيضًا ، عقب شعورهما بالنشوة المطلوبة .كان جيرالد لا يحب نوعين من النزلاء ، من يحملون المخدرات ، لأن الأمر وصل في إحدى المرات ، إلى ارتكاب جريمة قتل ، حيث كان جيرالد يتخلص من تلك المواد المخدرة ، التي تضعف قدرات النزلاء ، ممن يحوزونها على ممارسة الجنس ، فكان يتخلص منها عقب خروج النزلاء من الغرفة .وفي إحدى المرات ، عاد النزيل إلى الغرفة ولم يجد المواد المخدرة ، فظن أن رفيقته قد تناولتها كلها ، وتشاجرا لينتهي الأمر بمقتل الفتاة ، ولم يهتم جيرالد سوى بعد أن كشفت عاملة النظافة ، عن الجثة باليوم التالي ، وكان جيرالد يظن أن الفتاة قد فقدت وعيها فقط .أما النوع الثاني ، فهم من يصطحبون معهم الحيوانات الأليفة ، فالأمر يذكره ، بكلب خالته الذي فضح مراقبته لها في المرة الثانية ، وكذلك فالكلاب تشم رائحته فورًا ، وهو بالأعلى وتبدأ بالنباح مما يدفع النزلاء لمغادرة المكان .كان جيرالد يضع بعض المجلات الإباحية ، وأشرطة الفيديو أيضًا بغرف النزلاء ، حتى يمكّنهم من إثارة شهوتهم ، إلا أن بعضهم كان يطلب منه إزاحة تلك الأشياء ، بينما كان آخرون يستمتعون بوجودها ، ويمارسون الجنس بالفعل ، عقب المشاهدة .اعتبر جيرالد نفسه باحثًا في شؤون الجنس ، حيث ظل في مراقبة نزلائه دون علمهم طيلة تسع وعشرين عامًا ، سجل خلالها كافة ملاحظاته أثناء ممارستهم الجنسية ، واهتم بتسجيل العرق والطول ولون البشرة ، وكل ما يتعلق بالعملية الجنسية أثناء الممارسة ، لذاك عندما تحدث إلى ترايس ، أخبره أنه قد قام بدراسة طويلة لم يسبقه إليها أحد .كان جيرالد قد التقى الصحفي ، ترايس في إحدى المناسبات ، ثم توطدت علاقتهما بمرور الوقت ، فاعترف له جيرالد بهوايته الغريبة ، وصاحبه إلى الفندق وجعله يشاهد من فوق الرف ، وكاد أمرهما أن ينفضح لولا أن انتبه جيرالد ، إلى خروج ربطة عنق ترايس من إحدى فتحات التهوية ، فقام برفعها .قام ترايس بنشر الكتاب ، الذي يحمل قصة جيرالد ، في مراقبة نزلاء الفندق ، وقامت شبكة نيتفليكس بتحويل لكتاب في عام 2013م إلى فيلم وثائقي ، وقد يتساءل البعض لماذا لم يقدم منحرف مثل جيرالد للمحاكمة ، فنجيب بأن جيرالد قد أقر بأنه توقف عن تلك العادة منذ عام 1996م ، والجريمة تسقط بالتقادم ، كما أن النزلاء لم يقدموا أية شكاوى ضده ، وعلى الجانب الآخر ، قام جيرالد ببيع الفندق وقام مالكه الجديد ، بهدمه وتحول المكان إلى أطنان من الأتربة فقط .