الكثير منا يسعى إلى المغامرة وخاصةً محبي هواية الصيد ، التي يكرسون لها الكثير من وقتهم بل أن هناك من يتفرغ لها تمامًا، والصيد هو النشاط الذي يحاول فيه الفرد الإمساك بالسمك ، وعادة ما يتم صيد الأسماك في البرية ، وتشمل تقنيات صيد الأسماك الجمع باليد ، والحبل ، والشباك ، والصيد .وقد يشمل “الصيد” صيد الحيوانات المائية بخلاف الأسماك ، مثل الرخويات ورأسيات الأرجل والقشريات وشوكيات الجلد ، ولا ينطبق هذا المصطلح عادة على صيد الأسماك المستزرعة ، أو على الثدييات المائية مثل الحيتان حيث يكون لصيد الحيتان تقنيات أخرى .وبالإضافة إلى اصطياد السمك من أجل الطعام ، يتم صيد الأسماك على أنها تسلية ترفيهية حيث تقام بطولات كثيرة في صيد الأسماك ، وتُحفظ الأسماك التي يتم اصطيادها في بعض الأحيان ، كجوائز محفوظة أو حية وعندما تحدث مسابقات يتم صيد الأسماك ، وتحديدها ثم يتم إطلاقها .وفي إحدى رحلات الصيد بايرلندا قام صياد يسمى ريمون ماكلروي ومساعد له يدعى شارلي كويل برحلة صيد كالعادة ، ليصطادوا الأسماك لكن انتظرته مفاجئة غريبة ، فقد اشتبكت بشبكات صيدهم جمجمة يعود تاريخها إلى 10 ألاف عام ، وهي جمجمة أيائل لها قرون كبيرة للغاية .وعلى الرغم من أن الأنواع القديمة ليس مكانها الأصلي في أيرلندا ، إلا أنه لم يتم العثور على المزيد من بقايا هذه الغزلان من أي مكان آخر في العالم ، لقد كان الصياد ومساعده متواجدين على ظهر بحيرة لاف نايج في أيرلندا الشمالية في الخامس من سبتمبر ، عندما عثروا على هذا الصيد .فقد صدم ريمون ماكلروي ومساعده شارلي كويل ، عندما اشتبكوا بزوجًا ضخمًا من قرون الأيائل مع جمجمتها المحفوظة تمامًا ، وكما اتضح لم يكن هذا صيدًا غير متوقع فحسب ، بل كان تاريخيًا حيث يعود تاريخ الجمجمة القديمة إلى أكثر من 10ألاف و500عامًا ،
لقد كان الرجلان يصطادان على بعد حوالي نصف ميل من الشاطئ ، حيث لا تزيد المياه عن 20 قدمًا ، عندما اكتشفوا جمجمة الأيائل .ويقول كويل : لقد اعتقدت أنها الشيطان نفسه لدرجة أني كنت أريد أن أرميها مرة أخرى ، كانت الجمجمة ذات القرون تعود في السابق إلى الأنواع القديمة المنقرضة الآن ، والمعروفة باسم “الأيائل الأيرلندية” ( Megaloceros giganteus) ، ويبلغ طول الجمجمة والقرون حوالي 6 أقدام (أو 1.8 متر) ، مما يعطي إحساسًا بمدى ضخامة هذه المخلوقات عندما كانت تجوب الأرض .وفي الواقع كانت هذه الأيائل الأيرلندية واحدة من أكبر أنواع الغزلان الموجودة في أي وقت مضى ، وقد انقرضت منذ ما يقرب من 10 ألاف عام ، ومع ذلك فإن اسم “الأيائل الأيرلندية” هو اسم مضلل لأن هذه المخلوقات ليست شبيهة بآلهة ، ولا هي من أصول أيرلندا .وتم تصنيف هذه الحيوانات الضخمة على أنها غزالان ، ويمكن العثور عليها في جميع أنحاء أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا ، وقد أتى اسم “الأيائل الأيرلندية” من حقيقة أن بقايا هذه المخلوقات توجد بشكل شائع في البحيرات ومستنقعات أيرلندا ، أكثر من غيرها في أجزاء أخرى من العالم .ولكن وفقًا لمايك سيمز عالم الحفريات في متحف أولستر في بلفاست ، كانت هذه الغزلان قادرة على العيش في سهول العشب الأيرلندية ، عندما كان الطقس والبيئة مناسبين لهم ، ولكن عندما بدأت الغابات في النمو لم تسمح لهم قرونهم الضخمة بالتنقل بسهولة ، مثلما كانوا فعلوا عندما يجوبون السهول المفتوحة .وقد قال سيمز أن “القرون العملاقة ليست كبيرة في الغابة” ، وفي النهاية “التغيير البيئي هو الذي تسبب في انقراضها” ، ولذلك كانت هناك بقايا أيرلندية أخرى موجودة في هذه البحيرة نفسها ، ففي عام 2014م عثر صياد آخر يدعى مارتن كيلي على عظم الفك السفلي من أحد الأيائل الأيرلندية في بحيرة لوف نيج ، التي قُدرت بحوالي 14ألف عام .وهو ليس بعيدًا عن نفس المكان الذي وجد فيه ماكليروي وكويل جمجمتهما الأيرلندية ، ويعتقد ماكليروي أن عظم الفك السفلي قد يتطابق بالفعل مع جمجمة الأيائل التي اكتشفها للتو ، وهذا على الرغم من أن الخبراء لم يؤكدوا هذه النظرية بعد ، وستظل تلك المنطقة مليئة بالاكتشافات الغامضة التي قد تتكشف مع مرور الوقت .