هو اكتشاف أكثر من استثنائي فهو واحد من تلك الاكتشافات التي تمثل تغير في مسار التاريخ ، وقد تم هذا الاكتشاف عن طريق الصدفة البحتة ، حينما اصطدم القائمون على الحفر بإحدى المباني بجرة ، وعندما تم كسرها عن طريق الخطأ عثروا فيها على مئات العملات الذهبية البراقة ، وهي عملات ذهبية رومانية قديمة كانت بداخلها .حيث فوجئ علماء الآثار الذين يقومون بالحفر تحت مسرح كريسوني في كومو بإيطاليا في الخامس من أيلول (سبتمبر) ، باكتشاف مذهل لمئات العملات الذهبية التي تعود إلى أواخر العصر الإمبراطوري الروماني في القرن الخامس ، وقد كان Teatro Cressoni أو مسرح كومو التاريخي مسرحًا قديمًا قبل أن يتحول فيما بعد إلى سينما ويغلق في سنه 1997م .تاريخ المبنى :
لقد ظهرهذا المسرح للنور بمبادرة من الشاعر جروسيني ، وهو شاعر وطني وصحفي ، وتم تصميم مبنى المسرح من قبل بيترو لوزاني ، وقبو القاعة تم تصويره على يد فينتشنزو دي بيرناردي ، بينما كان لوجي بورغيمونيرو مصممًا للزخارف الداخلية و جيوفاني بيسينا هو مصمم الأزياء الذي رسم المشاهد المميزة ، التي مثلت ميناء كومو القديم مع شخصيات مختلفة عبر الزمن .وتم افتتاح Teatro Cressoni الذي كان يسمى في بادئ الأمر مسرح نوفو في 30 ديسمبر 1870م ، ولكن الافتتاح الرسمي للمكان وقع مساء يوم 4 مارس 1871م ، تحت قيادة المايسترو أوجينيو تاجليابو وقام بالغناء كلٍ من أجنيز ديسبويز ، ولويجيا دي فانتي ، وجياكومو أرتوني ، ونيقولو أزاليني ، وجياكومو سامبيري ، ومنذ ذلك الحين تم تنظيم حوالي 90 أداء غنائي ، وكان العمل الأكثر تمثيلاً هو trovatore .وأهم العروض في تاريخ هذا المسرح كانت بالتأكيد Lucia di Lammermoor وBarbiere di Siviglia من عام 1901م التي كانت به لويزا شخصيه بارزة ، في حين كانت آخر الأوبرا الغنائية الممثلة هناك هي كارمن التي أدتها ماريا باسيري في عام 1907م .وتهدف برامج Cressoni التي كانت مفتوحة في معظم الليالي من السنة إلى جذب جمهور أكثر شعبية من المسرح الاجتماعي ، وقد قدمت به اقتراحات متنوعة للغاية ، مثل عروض الدمى والمصارعين والأقزام والسحرة ، كما تم عرض Al Cressoni لأول مرة في 12 مايو ،عام 1897م بسينما لوميير .وفي عام 1910م تم إغلاق المسرح وتجديده من الداخل ، ثم إعادة فتحه للجمهور في عام 1913م ، وتم تعديله إلى سينما محتفظين بنفس الاسم Cressoni حتى عام 1932م ، عندما تم تغيير اسمه إلى Odeon ، وبعد حوالي ثلاثين سنة خضع لمزيد من التحولات ، وأصبح هو السينما المركزية حتى حدث الإغلاق النهائي عام 1997م .العثور على العملات :
وفي عام 2018م تم هدم الجزء الداخلي للمبنى ، ولم يبق سوى جدران المبنى من المسرح ، وخلال تنفيذ أعمال البناء المتعاقبة في 5 سبتمبر 2018م تم العثور على حوالي ثلاثمائة من العملات الذهبية ، التي تنتمي لأخر العصر الإمبراطوري في باطن أرض المسرح التاريخي .ويقول وزير الثقافة الإيطالي ألبرتو بونيسولي بعد الاكتشاف : نحن لا نعرف حتى الآن بالتفصيل الأهمية التاريخية والثقافية لهذا الاكتشاف ، ولكن هذه المنطقة هي كنز حقيقي لعلم الآثار، ولقد تم العثور على القطع النقدية في إبريق من الحجر الأملسي ، الذي تم فتحه قليلاً للكشف عن العملات الذهبية المتألقة بداخله .ولقد وصف بونيسولي هذا الاكتشاف بأنه “محوري” ، وذلك عندما شارك تفاصيل جديدة اكتشفها فريقه عند إجراء أول اختباراته على القطع الأثرية ، حيث تم العثور على ما مجموعه 300 قطعة نقدية داخل الجرة ، ويعتقد فريق بونيسولي أن محتويات هذا الاكتشاف يعود تاريخها إلى 474 قبل الميلاد .وعلاوة على ذلك فإن هذا البحث الرائع يشوبه بعض الغموض المحيط به ، فقد أوضح بونيسولي أنه من غير المعتاد العثور على عملات قديمة من هذا العصر في جرة مثل تلك التي تم اكتشافها مؤخرًا ، ولازال غير معروف مقدار قيمة تلك العملات المعدنية ، على الرغم من أن وسائل الإعلام الإيطالية قد ذكرت أنها تستحق ملايين الدولارات .والجدير بالذكر أنه قد كان من المقرر أن يتم هدم المبنى لإفساح المجال لمجمع سكني جديد ، ولكن تم تعليق البناء مؤقتًا بعد هذا الاكتشاف الأخير ، من أجل إعطاء علماء الآثار الوقت الكافي لإجراء المزيد من الحفريات في الموقع ، فمعظم الباحثون متلهفون لكشف المزيد ومعرفة قصة تلك العملات المخبأة .