في الحادي عشر من ديسمبر عام 1936م ، شارك الملك إدوارد الثامن في مقابلة إذاعية مباشرة لشرح تنازله عن العرش ، في اليوم السابق لذلك كان قد أصبح أول ملك بريطاني يتخلى عن منصبه طواعية ، يعد التنازل والأحداث المحيطة به بمثابة فضيحة في التاريخ الحديث للأسرة الملكية البريطانية .كان إدوارد الابن الأول للملك جورج الخامس وخليفة العرش الذي ورثه والده في عام 1910م ، وبوصفه أمير ويلز ، أثبت إدوارد أنه عضو يتمتع بشعبية معقولة في العائلة المالكة ، وقد قام بزيارات إقليمية لبعض أفقر مناطق البلاد خلال فترة الكساد الاقتصادي في أوائل الثلاثينيات من القرن العشرين ، وبنى سمعةً لاهتمام حقيقي بالمشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي أفسدتها بريطانيا العظمى في بعض مناطق العالم .عززت شعبيته بشكل أكبر من خلال سجل قوي من الخدمة العسكرية ، عند اندلاع الحرب العالمية الأولى كان قد جادل مع اللورد كيتشنر للحصول على منصب في الخطوط الأمامية للجيش ، وعلى الرغم من رفض هذا الطلب ، خوفاً من أن يتمكن العدو من أسره ، فقد خدم في طاقم رئيس وفي قوة الحملة البريطانية بقيادة السير جون فرنش ، على الرغم من أنه لم ير قتالاً نشيطاً ، إلا أن موقفه عرَّضه لبعض أهوال الحرب ، استعداده للقتال ، على الرغم من عدم اختباره ، ولكنه كسب احترام الجنود العاديين في القوات المسلحة البريطانية .عندما اقترب ملك المستقبل من عيد ميلاده الأربعين ظل غير متزوج ، ولكنه كان له وجود منتظم في المجتمع الراقي في إنجلترا ، وينُظر إليه كونه وسيم ذو الشعر الأشقر ، والعيون الزرقاء ، وكان يميل للنساء ، وفي عام 1918م التقى بالسيدة وينفريد دادلي وارد ” Winifred Dudley Ward ” ، وهي امرأة كانت في نفس عمر إدوارد ، ولكنها كانت متزوجة من قبل ومطلقة ، أصبحت عشيقة إدوارد لمدة طويلة .وبحلول عام 1934م ، كان إدوارد قد وقع في الحب العميق مع للسيدة واليس وارفيلد سيمبسون Wallis Warfield Simpson ، وهو أمريكية مطلقة ، وكانت متزوجة من رجل أعمال أمريكي يعيش في لندن ، كانت عشيقة إدوارد الجديدة لا تحظى بشعبية لدى العائلة المالكة ، ولكن بحلول موعد وفاة والده في يناير 1936م ، كان إدوارد قد عزم على الزواج منها .لم يكن عهد إدوارد القصير كملك شائعًا بشكل خاص أو غير شعبي ، وتمت استعادة السمعة الإيجابية التي فاز بها أمير ويلز ، ولكنه أثار جدلاً في محاولاته لتحديث النظام الملكي ، يبدو أن التفاصيل الأكثر أهمية في عهده المبكر كانت أن علاقته مع سيمبسون قد بدأت بالنشر في الصحف الأوروبية والأمريكية .في أكتوبر 1936م فازت سيمبسون بـ “مرسوم أولي بالطلاق” ، والذي بدا مقدمة لزواجها من الملك الجديد ، تصاعدت الفضيحة بسرعة ، حيث توحدت كل من كنيسة إنجلترا والسياسيين البريطانيين في رفضهم للزواج الوشيك ، في الثالث من ديسمبر ،ظهرت القصة أخيرًا في الصحافة البريطانية ، بين عشية وضحاها ذهبت الفضيحة من السرية إلى أن يتم مناقشتها في البرلمان بصورة علنية ، يكشف العداء الذي واجهه إدوارد عن قدر كبير من القيم المحافظة التي استمرت في الهيمنة على المجتمع البريطاني ، خاصة فيما يتعلق بالملكية .وبحلول العاشر من كانون الأول (ديسمبر) ، أصبح من الواضح أنه لم يكن من الممكن التوصل إلى حل وسط – لم يكن باستطاعة إدوارد أن يتزوج سيمبسون وأن يظل ملكاً ، وبعد فترة 325 يوماً فقط ، تخلى عن العرش ، وهو وصدق عليه البرلمان في 11 ديسمبر ، في اليوم التالي ، توج شقيقه الأصغر ألبرت الملك جورج السادس وأعطى إدوارد لقب دوق وندسور ، لكن هو وسيمبسون لن يعودوا أبداً إلى المملكة المتحدة وانتقلا إلى فرنسا .