قصة ماساموني وسيف الساموراي الأسطوري

منذ #قصص منوعة

وقعت هذه القصة بين ماساموني والسيف الياباني في القرن الثالث عشر ، فقد كان هذا السيف يعبّر عن الأساطير اليابانية وكان كل محارب من الساموراي يحمل سيفًا لماساموني ، فالأسطورة تقول أن سيوفه كانت متقنة الصنع إلى حد كبير ، ولعل كان لها دورًا كبيرًا في قوة الساموراي .عاش ماساموني المعروف رسميًا باسم Goro Nyudo Masamune جورو نودو ماساموني خلال فترة ظهر فيها الساموراي في المعارك ، وقد مات موتًا شريفًا عند تنافسه الأسطوري مع موراماسا ، وقد كان بجانب كل واحد من رجال الساموراي سيفًا ، لكن فقط أفضل الساموراي هو من كان يحمل سيفًا يعود أصله إلى ماساموني في معاركه .وظيفة مبكرة :
يقال أن ماساموني ولد عام 1264م في ولاية كاناغاوا باليابان ، وهي منطقة ساحلية تقع جنوب طوكيو ، لكن يبقى تاريخ ميلاد ماساموني الدقيق وموته غير معروف بدقة ، فعندما كان شابًا درس على يد المعلم شنتوغو كونيميتسو ، حيث أتقن فن تقنية السوشو للسيوف .وهي واحدة من خمس فئات من السيوف اليابانية الموجودة في أواخر القرن الثالث عشر ، ولقد حدد خبراء السيوف خمسة أنواع مختلفة من سيف ماساموني على أساس المنطقة التي يتم إنتاجها فيها ، فعلى سبيل المثال تم تصميم سيف من كيوتو بشكل مختلف عن سيوف أخرى ، مثل سيف كاناغاوا أو أوكاياما .وتعلم ماساموني فن السيوف في كاناجاوا ، التي كانت مقر الحكومة الإقطاعية في فترة كاماكورا في التاريخ الياباني ، حيث كان ذلك وقتًا يتميز بالفن الياباني الرائع ،  وكانت  الحكومة العسكرية القطاعية هي المسئولة عن ذلك ، وقد ارتفعت أسهم ماساموني البارزة في صنع سيفه البارع ، فاعتمد عليه محاربي الساموراي و لم يكن هذا من قبيل الصدفة ، لقد كان ذلك بفضل تقنية ماساموني في صناعة السيوف .ماساموني هو الزعيم :
لقد اكتشف ماساموني الأسطوري أنه يستطيع صنع أسلحة مصنوعة بالكامل من الفولاذ ، وهذا من شأنه أن يحسن قوتها ومرونتها ، فقد كان يضع المعدن في درجات حرارة عالية للتخلص من الشوائب ، ومع ذلك كانت درجات الحرارة المرتفعة تميل إلى جعل السيوف هشة ، ولحل هذه المشكلة خلط ماساموني بين الصلابة الناعمة والثابتة في طبقات لمنع السيوف من الانهيار .وعلاوة على ذلك فإن الصلب الأقوى كان يمكن أن يخترق درع الأعداء بسهولة أكبر ، ورغم ذلك كان التصميم خفيفًا بما يكفي للمحاربين لحمله على ظهور الخيل ، لقد كان أسلوب ماساموني متقدمًا على وقته في جميع أنحاء العالم ، وحتى في أوروبا وأجزاء أخرى من آسيا ، حيث كان السيف حينها فن واضح المعالم .ولقد أحب كل الساموراي هذا التصميم ، لدرجة أنهم كانوا يريدون المزيد من صنع المعلم ماساموني ، وبحلول عام 1287م وهو في عمر 23 عامً ، أعلن الإمبراطور فوشيمي ماساموني رئيسًا لسيوف الزعيم ، وقد صمم ماساموني أكثر من مجرد سيوف ، حيث قام بتصميم السكاكين والخناجر التي صمدت أمام اختبارات المعارك ، وتمثل أسلحته التي لا يمكن اختراقها لليابانيين جيشًا وبلدًا لا يمكن اختراقه .ماساموني وموراماسا والسيوف الأسطورية :
تقول الأسطورة اليابانية أن أحد سيوف الموراماسا ، وهو سيف سيئ قام صاحبه بتزوير السيوف لغرض وحيد وهو إراقة الدماء ، وتحدى سيوف ماساموني إلى مبارزة ولم تكن هذه معركة تقليدية بالسيف ، فبدلًا من المبارزة للبقاء على قيد الحياة أو الموت ، كان على السيوف تقطيع كل شيء وحتى الريش وصولًا إلى النهر ، ولقد ادعى موراماسا النصر لأنه لاحظ أن سيفه قطع كل شيء لمسه.ولكن اختلف معه راهب يمر على بقعة المبارزة مع مورامسا ، وقال أن سيف ماساموني كان يشق طريقه من خلال أوراق الشجر والعصي ، وكان هذا قمه البراعة التي رفعت أعظم سيوف اليابان إلى وضع الأسطورة ، كما أن عمل ماساموني الذي يُظهر متانة سيوفه وقوتها هو سيف هونج ، حيث تقول تقول الأسطورة أن ماساموني صنع السيف بشكل جيد ، وقد نجا هذا السيف حتى الحرب العالمية الثانية.ماساموني والسيوف السفر عبر الزمن :
سمي ماساموني سيف هونج بهذا الاسم نسبةً لأول جنرال بارز يمتلك هذا السيف ، وقاد هونجو شيجيناغا قواته في معركة في كاواناكاجيما في عام 1561م ، وحارب الجنرال رجل آخر يسمى شياجايا من نفس الرتبة بسيفه ، ولقد شق سيفه إلى نصفين ، وبحلول عام 1939م كان هونجو ماساموني في حوزة عائلة توكوغاوا الشهيرة في اليابان ، التي حكمت اليابان لمدة 250 عامًا .كان السيف رمزًا لعائلة توكوغاوا ثم  أعلنت الحكومة اليابانية هونجو ماساموني كنزًا رسميًا يابانيًا ، لكن الحرب العالمية الثانية غيرت هذا ، ففي نهاية الحرب طالب الجيش الأمريكي جميع المواطنين اليابانيين بتسليم أسلحتهم ، بما في ذلك سيوفهم وكان النبلاء  غاضبين واضطر توكوغاوا إيماسا من الأسرة الحاكمة في اليابان ، لتسليم سيوف القبيلة الثمينة في شهر ديسمبر من عام 1945م .ولذلك قام سيف هونجو ماساموني برحلة عبر المحيط الهادئ في سفينة إلى أميركا ، ولا أحد يعرف ما إذا كان شخص ما أذاب السيف لخردة ، أو أنه نجا بأعجوبة و إذا كان سيف هونجو بالفعل أسطوري فقد لا بزال موجودًا حتى اليوم .تراث ماساموني :
هناك بعض الآثار التي لا تزال قائمة حتى الآن للمعلم ماساموني ، حيث تمتلك المتاحف اليابانية ولا سيما متحف كيوتو الوطني بعض القطع ، ويمتلك بعض المواطنون في اليابان بعض السيوف التاريخية ، وأيضًا هناك سيف واحد في متحف دير شتات ستير في النمسا ، وفي أمريكا يوجد سيف ماساموني واحد على الأقل في ميسوري ، مُخبأ في مكتبة ترومان ، وهو قطعة أثرية لامعة عمرها أكثر من 700 عام .وكانت كاتانا التي هي في حالة ممتازة عبارة عن هدية للرئيس هاري ترومان من الجنرال بالجيش الأمريكي والتر كروجر ، أحد قادة القوات الأمريكية التي احتلت اليابان في فترة ما بعد الحرب ، حيث تلقى كروجر السيف من عائلة يابانية كجزء من شروط الاستسلام ، ولا ينبغي لأحد أن يتوقع رؤية هذا السيف النادر معروضًا في أي وقت قريب .فقد اقتحم لصوص مكتبة ترومان في عام 1978م ، وسرقوا أكثر من مليون دولار من السيوف التاريخية ، وحتى يومنا هذا لا أحد يعرف أين انتهت السيوف ، وعلى الرغم من وفاة ماساموني منذ ما يقرب من 700 عام ، إلا أن إرثه لا يزال يفاجئ المؤرخين ، ففي عام 2014م أكد العلماء وجود سيف ماساموني الأصلي ، وهو سيف مفقود منذ 150 عامًا .كان هذا السيف يسمى شيمازو ماساموني ، وقد قُدم كهدية لعائلة الإمبراطور عام 1862م في حفل زفاف ، وفي النهاية وجد السيف طريقه إلى عائلة كينو ، وهي أسرة أرستقراطية كانت تربطها علاقات وثيقة بالأسرة الإمبراطورية التي تعود إلى عدة أجيال ، وبعد أن حصل أحدهم على السيف  ، أعطى هذا الكنز الوطني لمتحف كيوتو الوطني حيث ينتمي ، هذا وقد يعود سيف  هونجو ماساموني إلى الظهور في وقت ما في المستقبل ، وقد يمتلك شخص ما في أمريكا دون أدنى شك أكبر ملحمة للسيوف الأسطورية في التاريخ الياباني .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك