تحدثنا كثيرًا عن قصص كان أبطالها أماكن مسكونة ، نعم فنادق ومنازل وقصور وقلاع ، وحتى أنفاق ومدارس وغيرها من العديد من الأماكن التي سكنتها أرواح وأشباح ، ولكن هل تعلم أن هناك حيوانات يمكن أن يتلبس بها الجان ؟ هل صادفت يومًا قصصًا غريبة عن حيوانات تتحدث وتتعامل مثل البشر تمامًا ؟ ، حيوانات تنهض واقفة على قدمين ولها شعر كثيف ، وتتحدث وترتدي ملابس مثل البشر.حسناء فتاة تبلع من العمر ثمانية عشر عامًا ، تعيش في مدينة صغيرة وهادئة مع أسرتها التي انتقلت حديثًا إلى منزلاً جديدًا ، نظرًا لتغير ظروف عمل والدها ، فقد كان والدها يعمل مدرّسًا بإحدى المدارس الخاصة في مدينة كبرى ، ولكنه اقترب من التقاعد فآثر أن يعود إلى مدينته الصغيرة بإحدى المحافظات ، ويستثمر أمواله في بناء منزلاً ضخمًا على قطعة أرض يمتلكها ، في الحي الذي نشأ وتربى به عندما كان طفلاً صغيرًا.لطالما حدثّت حسناء والدتها بشأن اقتناء قطة صغيرة تلعب معها وتعتني بها ، وكانت الأم ترفض هذا الأمر رفضًا قاطعًا نظرًا لخوفها الشديد من القطط ، ولكن فاجئ الوالد الأسرة عندما حل يوم مولد ابنته الوحيدة وأراد أن يدخل السرور إلى قلبها ، فجلب لها قطة رمادية اللون وجميلة الطلعة ، كانت القطة جميلة بالفعل ولكن رغم ذلك ، تأففت الأم من الأمر كثيرًا وظلت تترقب القطة ليلاً ونهارًا دون أن ترتاح قط لوجودها بالمنزل.بالطبع عاشت حسناء أجمل أيام حياتها بعد ما اقتنت القطة التي كانت تحلم بها طويلاً ، ولكن ما حدث من أمور غريبة بعد فترة قصيرة للغاية ، جعلها ترتعد خوفًا من القطة ، وتلقّبها بالغامضة ، ففي إحدى الليالي نهضت حسناء لتناول جرعة من المياه قبيل الفجر ، وكانت قد اعتادت أن تنام القطة معها داخل غرفتها حتى لا تتوتر والدتها ، أو تعبث القطة بمحتويات المنزل هنا وهناك ، وفور نهوض حسناء من الفراش إذا لها تلمح شيئًا أسود اللون وطويل القامة يقف بالقرب من الشرفة .ارتعبت الفتاة وركضت لتنير المصابيح فإذا بها لا تجد شيئًا سوى القطة ، التي نظرت إليها بتوتر ملحوظ! نعم كانت القطة متوترة للغاية ، مما أثار دهشة حسناء وذهبت إليها احتضنتها وحدثتها إن كانت قد أحدًا بالغرفة ، ولكنها لم تتلق سواء مواء قصير ، تناست حسناء الأمر ولكن انقلبت الأحداث مرة أخرى .فقد كانت حسناء ساهرة لوقت متأخر حيث اقتربت الامتحانات ، وكانت تبقي القطة أحيانًا بحديقة المنزل حتى تستطيع أن تستذكر هي دروسها بهدوء ، وذات ليلة نهضت حسناء بملل وهي تحتسي كوبًا من الشاي الساخن لتطمئن على القطة بالحديقة ، فإذا بها تجد امرأة طويلة القامة ، يغطيها شعرها الأسود الكثيف بطول ظهرها ، ليس هذا هو ما أثار رعبها ، وإنما عندما شاهدت القطة وهي تنهض ببطء لتقف وتتحول إلى تلك المرأة .لم تتمالك حسناء نفسها وظلت تصرخ مما لفت بالطبع نظر القطة فاستدارت تنظر لها شذرًا وكأنها تتوعدها! اجتمع أفراد المنزل وروت لهم حسناء ما شاهدته رغم ثقل لسانها جراء الصدمة ، فقام والدها باستدعاء شيخ صديق ليفحص الابنة ، وبمجرد دخول الرجل إلى المنزل قال إلى الأبوين بأن هذا المنزل به روح ليست طيبة ، وتترك طقسًا ملحوظًا يشوبه الانتقام ، وصعد معهم إلى غرفة الفتاة ، فإذا بها في حالة يرثى لها ، مستلقية فوق فراشها بثياب رثة ومتسخة ، فقالت والدتها بأنها يوميًا صارت تهبط إلى الحديقة وتظل تزحف على يديها وقدميها ، ثم تصرخ فجأة وكأنها رأت عفريتًا إلى أن تفقد الوعي ، ويصعدون بها إلى غرفتها مرة أخرى.ظل الشيخ يتردد على المنزل طويلاً ، إلى أن تحسنت الفتاة وقال لهم بأن ما حدث كان من الممكن ألا يمر بخير ، فالكائن الذي أحضره الأب لم يكن قطًا إطلاقًا ، بل كانت كائن مظلم هائم تشكّل على هيئة قطة ، وأنه كان سيؤذي الفتاة لولا أن شاهدت ما حدث ، وأنه أيضًا ليس امرأة كما تجسد لها .بالطبع لم يستطيع الأبوان أن يظلا بالمنزل مع ابنتهما وابنهما أيضًا ، وآثرا الانتقال والعودة مرة أخرى إلى حيث أتوا ، وعُرض المنزل للبيع وتُرك المكان إلى الأبد ، ولكن هل تركهم القط أو هذا الكائن ؟