مشاهدات الغرائب المرعبة ليست وليدة العصر الحديث ، أو العصور الوسطى بل هي مسجلة في ذاكرة التاريخ منذ القدم ولم تتوقف لحظة ، وجميعنا يعلم أن الشبح ما هو إلا روح هائمة لشخص قد مات ، وهذا الأمر يصدقه البعض في حين يدحضه البعض الآخر ، نظرًا لأن الروح من أمر الله تعالى ، وتسير في اتجاه واحد إما أن يقبضها المولى عزوجل ، أو ينفخها في الجسد ، ولكن هل كل الأشباح أرواح لبشر قد ماتوا ؟ هل يمكن للجماد الذي لم يكن به روح من قبل أن نجد له شبحًا ؟غرقت العديد من السفن أو اختفت كما قيل عنها في جنبات البحار والمحيطات دون أن تترك خلفها أثرًا ، وهناك العديد منها ممن أبحرت ولم تعد مطلقًا ، وإحداها فقط هي ما تثير الرعب في النفوس إذا ما تحدث عنها أحدهم وذكر اسمها ، وهي ما تعرف باسم سفينة الهولندي الطائر ، تلك السفينة التي قيل عنها أنه من رآها فلينتظر وبالاً يصب فوق رأسه من النحس والشؤم والشر المستطير.وتعود جذور قصة السفينة إلى عصر سحيق ، حيث حلت عليها لعنة الله نظرًا لغورو القبطان وتهوره وشروره ، فقد كانت تابعة لإحدى شركات إنتاج السفن الهندية ، وكانت تنطلق في رحلتها من الهند وحتى هولندا ، وكانت مشهورة بنهب وسرقة السفن التي تعبر في منطقة أفريقيا الجنوبية.وجدير بالذكر أن كل رواة قصة تلك السفينة قد أجمعوا بأنها كانت موجودة بأواخر القرن الثامن عشر حيث كان ربان السفن يضطروا للرحلة حول القارة الأفريقية ، قادمة أو متجهة إلى قارة آسيا ، تحديدًا عند منطقة رأس الرجاء الصالح ، وهي منطقة ممتلئة بالعواصف وتشتهر المناخ المتقلب .كان قبطان سفينة الهولندي الطائر هو الكابتن هندريك فاندرديكن ، كان شابًا في ريعان شبابه وأثناء رحلته في منطقة رأس الرجاء الصالح هبت عواصف شديدة وانقلب الطقس فجأة بشكلٍ جنوني ، فأراد الطاقم بالسفينة أن يعودوا أدراجهم تجاه اليابسة حتى تهدأ العاصفة ، مما أثار غضب القبطان المخمور آنذاك فصعد على مقدمة السفينة وأخذ يلوح بيديه تجاه السماء متحديًا المولى عزوجل ، وأخذ يسب ويلعن في الغيوم والسماء والعواصف ومن أرسلها ، وأقسم بأن يعبر منطقة رأس الرجاء الصالح حتى وإن كلفه ذلك ، أن يعبر حتى يوم القيامة.وما أن أنهى كلماته حتى غرقت السفينة بكل من فيها ، القبطان والطاقم وغابت في ظلمات البحر ، ومنذ ذلك الحين تحول هذا القسم الذي أطلقه ربان السفينة إلى لعنة مشؤمة حلت بها وبطاقمها كله ، وكأن عليها بالفعل أن تظل تبحر حتى يوم القيامة ، وتظل أرواحهم جميعًا هائمة في غياهب البحر بلا هوادة حتى تقوم الساعة.ولكن لم تكن تلك هي النهاية بل كانت بداية أحداث مخيفة ومروعة ومرعبة بعد ذلك ، حيث ظهرت تلك السفينة للعديد من البحارة بعد ذلك وكانت تظهر في صورة سفينة هائمة تبحر فوق غيمة شديدة الظلام ، لذا أطلقوا عليها سفينة الهولندي الطائر ، وكانت أكثر المشاهدات لتلك السفينة أثناء هدوء الطقس من أية رياح أو عواصف ! حيث تتمزق أشرعتها ووهي تقاوم العواصف وتيارات البحر القوية هي وطاقمها الملعون ثم تختفي فجأة كما ظهرت.كما روى آخرون بأن طاقم هذه السفينة كانوا يظهرون لهم ، عند الاقتراب منها فجأة ويطلبون منهم إيصال بعض رسائلهم إلى ذويهم لكي يطمئنوا عليهم ، وقد ازرقت وجوههم وشحبت ، وعندما يأخذ البحارة تلك الرسائل لإيصالها يكتشفوا بأن منه أرسلت لهم قد ماتوا هم أيضًا.ولعل رؤية تلك السفينة نذيرًا للشؤم فما أن يراها البحارة حتى يرتعدوا خوفًا ، فلا يلبثون ساعة أو عدة ساعات حتى ينقلب الطقس رأسًا على عقب ، ويموت بعض البحارة أو أغلبهم في ظروف غامضة .