الماورائيات والأساطير القديمة ، قد يصدقها البعض وقد لا ، ولكن الواقع أثبت أن هناك العديد من الأساطير المتداولة كان لها أساس واضح من الصحة ، وكما سردنا من قبل أسطورة النداهة بأجزائها الثلاثة ، وكيف انتشرت حول العالم بين الدول العربية والغربية ، بنفس الطريقة مع اختلاف التفاصيل المتعلقة بالبيئة والثقافة التي وُلدت بها الأسطورة والقصة ، ولكن هل يمكن أن تتداخل الأساطير في حياتنا الشخصية بالفعل ؟ ، سؤال عميق قد يحتاج للتفكر قليلاً حتى يمكن الإجابة عليه ، ولكن بعض التجارب المحيرة قد تقدم لنا إجابات غير مفهومة مثل قصتنا الحالية.ماث شاب مراهق في الثامنة عشرة من عمره ، انفصل والديه عن بعضهما منذ أمد بعيد وظل يتنقل بينهما من حين لآخر ، وفقًا لظروف معيشته وحياته الدراسية ، وله أخ يُدعى مايكل ويعيش بمفرده في ولاية أخرى بالقرب من محل عمله ، حيث يعمل في الأخشاب والتصميم ، انتقل ماث للسكن مع أخيه عقب انتهاء دراسته وشعوره بالفراغ ورحب الأخ به بشدة ، ذهب ماث وكله آمال وطموحات في قضاء أجازة شيقة ، مليئة بالمغامرات والرحلات ، وأجواء التخييم بالغابة القريبة من منزل أخيه.مضت أيام قليلة شعر خلالها ماث بالراحة الشديدة ، ولكن لا تأتي الرياح دائمًا بما تشتهي السفن ، ففي إحدى الليالي استيقظ ماث على صوت جلبه قادمة من خارج نافذته ، فظن أنه سنجاب ولم يبالي ، ولكن سرعان ما شعر بشيء ما يرتطم بأرضية غرفته بشدة ، فزع ماث ونهض جالسًا فوق فراشه ، ليستكشف من اقتحم غرفته ، وأضاء مفتاح الكهرباء ولكنه لم يجد أحدًا ، استلقى ماث قليلاً عقب تفتيش غرفته والاطمئنان أنه لا يوجد لا شيء! رغم ما سمعه من أصوات .في اليوم التالي ، روى ماث لأخيه ما حدث فأجابه بأن ذلك قد يكون أحد حيوانات الغابة القريبة منه ، فتناول ماث فطوره ومضى يستكشف المنطقة كما اعتاد منذ أن أتى ، ذهب ماث إلى إحدى الحانات بالمصادفة في هذه الليلة ، وتعرف من خلالها على فتاة تُدعى جينيفر تعمل في الحانة ، وبسؤالها عن المكان والزبائن أجابته أنهم مجموعة من الأثرياء يأتون إلى المنطقة خلال هذا الوقت من العام ، للتخييم والاسترخاء ، ويدفعون أموالاً طائلة من أجل ذلك ، وتعرفا على بعضهما البعض وتواعدا بلقاء آخر.في نفس الليلة شعر ماث أن هناك أحد ما يتحرك داخل غرفته ، نهض لتفقد الأمر ، ولكنه شعر بأنه قد تم تكبيله ، تحسست يده المكتب القابع بجوار فراشه ، فتناول كاميراته الخاصة ، وبدأ يلتقط صورًا لما لا يراه هو بنفسه ، ومع انتهائه شعر أنه يستطيع الحراك مرة أخرى.في الصباح شاهد ماث الصور ، ليفاجأ بشخص يرتدي زيًا أسود اللون ، ويضع قناعًا أزرق اللون ، وبلا أعين ، نعم ولكنه كان خفيف الحركة ، ارتعب ماث مما رآه وذهب يخبره أخيه ، الذي ما إن شاهد الصور حتى ارتبك قليلاً ثم دعاه لأن ينس الأمر كله ويستمتع بوقته وألا يغادر ، خاصة عندما أخبره ماث أن الليلة سوف تكون الأخيرة له في هذا المكان وأنه سوف يغادر ، ولكن سيذهب لملاقاة جينيفر أولاً.بالفعل ذهب ماث ليلتقي فتاته الجميلة ، والتي أشارت عليه بأن يذهبا إلى مكان خاص تعرفه جيدًا وترغب أن يراه معها قبل مغادرته ، ذهب معها ماث بالفعل فقد كان يرغب في قضاء ليلة جميلة برفقة صديقته الحسناء قبل أن يغادر ، وما أن وصل إلى المكان المقصود حتى دخلا كهفًا في أعماق الغابة المظلمة ، ارتعد ماث قليلاً ولكن جينيفر طمأنته ، ولكن سرعان ما عاد الارتعاب له بشدة ، عندما وجد نفسه يقف أمام عدد من الرجال كلهم يرتدون زيًا أسود اللون ، وأقنعة زرقاء ، وبلا أعين .هنا أدرك ماث الفخ الذي تم إيقاعه به ، وبمجرد أن هم بالفرار أحكموا تقييده وبدؤوا في ترديد شعائر ما ، وأشعلوا نيران عالية حوله بعد أن قيدوه في وضعية الصلب ، هنا أخبرته جينيفر أنه كان لابد أن يذهب معها إلى الكهف بكامل إرادته الحرة ، وأنهم مجموعة من عبدة الشيطان ووالدها من يقوم بتأدية الطقوس ، وأن هناك شعائر مقدسة لابد من إجرائها وكان لزامًا عليهم أن يجدوا شخصًا غريبًا ليتم التضحية به .وقد نال أخيه مايكل نصيبه من المكافأة عقب تقديم أخيه كطعم لهم ، هنا ظهر مايكل الذي اتضح أنه واحد منهم ، واعتذر لأخيه بندم شديد وأنه يرغب في ملاقاته بالجنة فيما بعد ، وبدأ الطقوس بفقأ عيني ماث الذي لم يستمع أحد لصرخاته أبدًا ، ولكن شدة الغضب التي انتابته جعلته يفك قيوده .وهجم عليهم جميعًا كالوحش فانتزع كلاهم ، وقطّع أجسادهم ومزقهم إربًا ، وهام بالغابة ينزف جراء ما حدث ، ولم يعرف أحدهم ماذا حل به بعد ذلك ، ولكن رجال الشرطة تلقوا خطابًا به تفاصيل ما حدث ، وذهبوا بالفعل للمكان ليجمعوا أشلاء تلك الجماعة ولكنهم لم يجدوا أثرًا واضحًا لماث حتى الآن.