قررت سيدتان الانطلاق في رحلة شيقة إلى بلد العشق والرومانسية ، فرنسا حيث قررتا أن تقبعا بها لفترة من الوقت تزورا خلالها معالم فرنسا الجميلة كما وصفها كل من زاروها ، ولكنهما ولسوء أو لحسن حظهما قد مرا بتجربة مخيفة ، في قصور فيرساي الشهيرة بفرنسا ، حيث ركبتا القطار المتجه إلى تلك القصور وتبعد عن العاصمة باريس عدة أميال ، حيث تقع في ضواحي العاصمة .السيدتان وهما الآنسة شارلوت موبرلي ، ومساعدتها الينور جورديان حيث تعمل شارلوت كعضو هيئة بجامعة وأكسفورد وبالمثل تعمل الينور ، وقد قررتا الذهاب إلى جولة داخل قصر فيرساي ، وكان الوقت مبكرًا جدًا للعودة إلى العاصمة مرة أخرى ، فقررتا زيارة سريعة إلى البيتي ترينون ؛ وهو بيت ريفي شيده الملك لويس الخامس عشر ويقع بالقرب من القصر ، وكان من أسباب بنائه أن الملك لويس أراد أن يمنح عشيقته مدام دي بومبادور هدية مميزة .ثم اتخذته الملكة ماري أنطوانيت ملجأ لها ، حيث تمارس قصصها الغرامية بعيدًا عن أعين كل من يريد التطفل عليها ، وقصدت كل من شارلوت وإلينور هذا القصر تحديدًا مستخدمين خريطة للمكان ، فوجدا نفسيهما بداخل قصر يُدعى الكرانت ترينون ، وكان الملك لويس الرابع عشر قد شيده بنفسه ، ونظرًا لقدم الخريطة التي حصلتا عليها فقد ، قادتهما أقدامهما إلى طريق غير رئيس ويبعد كثيرًا عن القصر الأساسي وهو البيتي ترينون.في البداية تعجبت شارلوت أن صديقتها لم تسأل المرأة الواقفة بإحدى النوافذ تنفض ثيابها عن الطريق الصحيح ، عندما أدركتا أنهما قد أخطآ الطريق ، ولكن المفاجأة كانت أن إلينور لم تر المرأة وأن النافذة كانت مغلقة من الأساس ، ولكنهما استكملتا رحلة سيرهما حتى الوصول إلى مفترق طرق ، ينقسم فيها الطريق إلى ثلاثة أفرع ، شاهدتا خلالهما رجلين يسيران في الطريق بالمنتصف فقررتا اللحاق بهما ، وسألتهما الآنسة شارلوت عن الطرق الصحيح فأجابها أحدهما بأن تستمر في السير ، ولا يفوتنا أن نقل بأن ثياب الرجلين قد لفتتا انتباههما ، حيث كانات يرتديات ثيابًا خضراء قديمة الطراز ، فاعتقدتا بأنهما مزارعين بالمكان.لم تمض السيدتان كثيرًا حتى شاهدتا سيدة تقف أمام كوخ صغير وتعطي دلوًا لفتاة صغيرة تقف أمامها ، شعرت المرأتان بكآبة تجثم على صدريهما وإحساسًا بعدم الارتياح ، فجأة وجدت المرأتان نفسيهما في حديقة واسعة ولكن لا حياة فيها ، لا أوراق شجر تتحرك ولا نسمة من الهواء تنعش المكان ، وكان يقف أمامها رجلاً حاد الملامح ويظهر على جانب وجهه بعض تشوهات ، تركها مرض الجدري ، في رعب نظرتا إليه وسمعتا خطوات تتقدم نحوهما فاستدارتا ولم يجدا أحدًا .وبالنظر مرة أخرى للرجل ذو الجدري ، إذا بشخص وسيم الملامح وأنيق الهيئة ينظر إليهما مباشرة ، فصرختا ، فقال وكأنه لم يسمع صراخهما أنتما بالطريق الخاطئ فمنزل البيتي ترينون في الجهة اليمنى ، انطلقت السيدتان في رعب شديد نحو الطريق ، ولكن شارلوت استدارت فجأة فلم تجده ! اختفى الرجل فجأة كما ظهر فجأة من العدم ، ولكن صوت أقدامه مازالت في أذنيهما.تقدمت المرأتان إلى أن وصلتا لكوخ صغير ، خرج منه خادمًا وقال لهما بأن باب منزل البيتي ترينون في الناحية الأخرى ، اتجهت المرأتان وبدأتا تشعران بتحسن رهيب ، واختلفت الأجواء تمامًا وزالت حالة الجمود التي حدثت ، وما أن عادتا إلى انجلترا حتى تحدثتا بشأن ما شاهدتاه فاكتشفتا بأن إحداهما رأت أشياء لم ترها الأخرى ، والعكس صحيح ، فقررتا البحث خلف هذا القصر ، فلم تجدا شيئًا يتعلق بالمكان الذي مرا من خلاله ، وأن الباب الذي خرج منه الخادم موصد منذ عشرات السنين بأقفال حديدية!يقول البعض أن ما مرت به السيدتان ما هو إلا تجربة ماورائية ، قررت فيها الأرواح أن تتجسد بهذا المكان وفي هذا التوقيت تحديدًا ، بينما أشار آخرون إلى أن الخرائط القديمة بالفعل لا تظهر مثل هذا الممر ، الذي أشارت إليه السيدتان وبالتالي قد تكونا قد عبرتا ، في نقطة التقاء مكانية وزمنية جمعت الماضي بالحاضر ، بينما أشار آخرون إلى أن التجربة كلها مزيفة على أقل تقدير ، أو أن السيدتان قد تعرضتا لعملية هلوسة جماعية.