قد تظل الأرواح عالقة بالأماكن إذا ما قُتل أصحابها بطريقة بشعة ، نعم الروح من أمر الله ولكن واجهتنا العديد من القصص والروايات حول أرواح بقيت في أماكنها تئن من أجل الانتقام ، ظلت قابعة في نفس المنزل أو الغرفة تنتظر الخلاص والحرية بالانتقام ممن قتلها ، أو على الأقل بانتظار أن تُكرّم ويُدفن الجسد تحت الثرى ، يواريه التراب مثل أي شخص .الأحداث في منزل عائلة فوكس ليست غريبة على مسامعنا ، ولكنها فريدة ، فقد انتقلت العائلة المكونة من أب وأم وبناتهما ، إلى بلدة هادسفيل الصغيرة بمنزل أشيع حوله أنه مسكون ، حيث كانت هناك قصصًا منتشرة حول سماع أصوات غريبة تأتي من داخل المنزل ، مما دفع المستأجر الذي سبق العائلة بالتخلي عنه فورًا والفرار من هذا الجحيم .وبالفعل لم يكن حال العائلة الصغيرة أفضل حالاً من المستأجر السابق ، فقد بدأ أفراد العائلة يسمعون أصوات طرق على جدران المنزل ، ويشاهدوا الأثاث يتحرك من تلقاء نفسه لدرجة أن صوت حركته كان مزعجًا للغاية ، وحاولت الأسرة عبثًا أن تعرف مصدر تلك الأصوات إلا أنهم لم يفلحوا في ذلك ، ولكن اختلف الأمر كثيرًا بحلول ليلة الـ 31 من شهر مارس لعام 1848م.بدأت الأصوات في تلك الليلة بطرقات بسيطة ، نهض الجميع من أسرّتهم وأوقدوا الشموع داخل المنزل بحثًا عن المصدر ، ولكن بدون جدوى ، واستمرت الأصوات المسموعة في صرير الأسرة والكراسي ، وعندما نهض الأب ليستكشف مصدر الصوت سمع هو وزوجته أصوات الطرق على الباب الفاصل بينهما ، ثم على الدرج فأدركوا حينها أن المنزل مسكونًا بروح تتعذب وتئن .وفي الليلة التالية قرر أفراد الأسرة أن يحصلوا على قسط وافر من النوم ، دون الانتباه لأصوات الطرق تلك ، فلقد أُجهدوا جميعًا جراء سهر الليالي الفائتة دون نوم من شدة الرعب ، وأجتمع أفراد العائلة داخل حجرة الأبوين ، حيث ترقد الصغيرتان على سرير مقابل لسرير الأبوين ، وبدأت الأصوات مرة أخرى ، وهنا قامت الابنة الصغرى بتجريب أمر ما ، فقالت لمن يطرق أن يتبعها بنفس عدد الصقفات التي تصدرها ، فأتاها الجواب سريعًا بنفس عدد صقفتها ! هنا فزعوا جميعًا ، وقالت الطفلة الأخرى قم بإعادة صقفاتي مرة أخرى ، فجاءها الجواب سريعًا أيضًا بنفس العدد ثم توقف الصوت.هنا قامت الأم بتجريب أمر ما وتساءلت ، هل ما يوجد هنا روح بشرية ؟ ، فلن يأتيها رد ، فقالت إذا كانت الإجابة نعم صفق مرتين ، فأتاها الجواب سريعًا بنعم ، فتجرأت الأم وتساءلت كم عمر فتياتي ؟ فجاءها الرد بتصفيق يوازي عمر كل فتاه مع فواصل بينهم ليفصل بين الأرقام ، وكانت الإجابة صحيحة ، وهنا سألته الأم إذا ما كانت الروح لشخص قد تم إيذائه بهذا المكان ، هنا جاءت الإجابة بنعم ولكنها هزت أرجاء المنزل كله.وبنفس الطريقة علمت الأم بأن الروح تعود لشخص في الواحدة والثلاثين من عمره ، وكان قد قتل داخل المنزل وكان متزوجًا ولديه خمسة أطفال صغار ، مازالوا على قيد الحياة بينما توفت زوجته ، وأن قاتله حر طليق حتى الآن.استدعى الزوجان جيرانهما من أجل طرح المزيد من الأسئلة لتخليص تلك الروح من عذابها ، وكانت الإجابات دقيقة باستخدام الدق والتصفيق ، هلعت الطفلتان ولكن اندمج الجميع في الأسئلة حتى طرح أحد الأشخاص سؤالاً عن إمكانية القصاص من القاتل بواسطة القانون ، فأتت الإجابة أن ذلك غير ممكن .هنا علم السيد ديسلر جار الزوجين ، المزيد من المعلومات حول الشخص المقتول ، فقد قام بقتله شخص ما وسرق خمسمائة جنيهًا ، وتمت جريمة القتل في غرفة النوم الشرقية قبل خمسة أعوام ، حيث ذبح الرجل وسُحبت جثته لتلقى بالقبو ولم يتم دفنه سوى في اليوم التالي ، على عمق عشرة أمتار .مع تلك المعلومات المثيرة تجمع أهل البلدة لسماع الأصوات ، والتعاون من أجل تخليص تلك الروح من عذابها ، فبدأ الرجال بالحفر تحت القبو حتى وصلوا إلى المياه ولكنهم لم يجدوا شيئًا ، هنا تكمّن الجيران من عمل شفرة صوتية بعدد النقرات بحيث توازي الحروف ، واستطاعوا معرفة أن القتيل كان بائعًا متجولاً يدعى تشارلز روزنا .وعاد الجيران بالصيف ليحفروا مجددًا فوجدوا هذه المرة شعرًا ، وبقايا أسنان وعظام ولم يجدوا جثة كاملة ، تم إرسال الطفلتين للعيش خارج البلدة ، إحداهما مع أخيها والأخرى مع أختها وكلاهما متزوجان ، ولكن ما لبثت الطفلتان أن سمعتا طرقات في منزلي أخويهما! مما دفع البعض للاعتقاد بأن الطفلتين كانتا وسيطتان روحيتان ، وهما ما أظهرتا تلك الأصوات ، واشتهرتا في كافة أنحاء الولايات المتحدة بأنهما أشهر وسيطتان ، وعقب وفاتهما تم اكتشاف هيكلاً عظميًا كاملاً تحت قبو منزل عائلة فوكس ! عقب 56 عامًا منذ أول مرة تم سماع الأصوات بها ، وكان هذا الكشف عن طريق الصدفة .