لطالما سمعنا قصصًا كثيرة عما يعرف بالنداهة سواء من الحكايات أو الكبار أو الأفلام ، فإذا كان لديك أحد الأقارب من ساكني المناطق الريفية فلابد أنك قد سمعت عنها من قبل ، قد يظن البعض أن أسطورة النداهة هي مجرد ثقافة محلية ، لا يعلم الغير عنها سوى معلومات بسيطة ، ولكن قد تتفاجأ أن قصة النداهة موجودة بالعديد من الدول بنفس التفاصيل ، والوقائع ، والأحداث ، وتُعرف باسم ملكة الظلام ، أو سيدة الرعب الأولى ، وإذا كانت النداهة أسطورة فلابد أن هناك جزءً من الحقيقة.سيدة جميلة ، تظهر بالأماكن المظلمة خاصة المزارع والحقول والخرابات ، والمناطق الزراعية تحديدًا ، تصرخ باسم شخص ما ، والذي يذهب إليها كالمسحور ، ويقال أنه في أغلب الأوقات يجدونه ميتًا في الصباح الباكر من اليوم التالي ! ويقول البعض أن النداهة نفسها تقع في حب شخص ما ، وتأخذه معها إلى تحت الأرض ، ثم يظهر عقب فترة ما جثة هامدة ، كما يقال أن النداهة عندما تذكر اسم شخص ، فإنه يصاب باللوثة والجنون ، ولم تصل من قصص النداهة أكثر من ذلك ، ولا يعرف أحد صحة القصة أو الأساس لها.يقال أن النداهة قد تظهر بأكثر من شكل ، وصوتها ناعم ورقيق ، عندما تنادي باسمك قد تشعر بأن أول مرة تسمع اسمك بهذا الشكل الجميل للغاية ، وعن وصفها ذكر البعض بأنها سيدة جميلة للغاية ، ومن شدة جمالها تكاد تضئ ملامحها في الظلام ، العيون مضيئة حمراء ، وهي ممشوقة القوام ، ويميل شعرها إلى اللون الأحمر ، وتسير كأنها تنساب على الأرض ، وترتدي فستانًا أبيضًا طويلاً واسعًا ، أشبه بفساتين الزفاف.ولابد أن تذهب لشخص وحده ، ويقول البعض أنك إذا سمعتها فلابد أن تسد أذنيك وتهرب فورًا ، ويقال في الريف أنه لابد أن تحمل معك الملح الأبيض حتى تتخلص من تأثيرها خاصة بالأماكن المظلمة ، ومن التراث أن النداهة كانت دائمًا ما تظهر في المياه وهذا يجعلها أشبه بالأسطورة الإغريقية سيرين ، والتي كانت تظهر في البحر للبحارة وتجذبهم بصوتها وتأخذها إلى تحت المياه .فالموضوع قديم للغاية وله جذور غير عربية ، ولكن تظل مثل هذه الأساطير حائرة بين الحقيقة والخيال لفترات طويلة ، حيث تتوارثها الأجيال ، دون الوصول إلى حقيقة واضحة .تجارب مختلفة
حكى أحد الفلاحين أنه قد قابل النداهة في قريته ، فقديمًا لم تكن القرى مضيئة ليلاً مثل اليوم ، وبمجرد حلول فترة المغرب تكن القرية مثل الظلام ، وفي أحد الأيام ذكر الفلاح بأنه كان عائدًا من حفل زفاف هو وأسرته وكان الظلام قد أطل على القرية كاملة ، وأثناء سيرهم مروا على ترعة داخل القرية وهنا سمع الرجل اسمه بصوت ناعم للغاية ، فاستدار ليشاهد امرأة غاية في الجمال تجلس على طرف المياه ، ورغم الظلام شاهدها بوضوح على ضوء القمر ، ووجد نفسه ماشيًا نحوها لا إراديًا ، وهنا صرخت زوجته فتحولت ملامح النداهة إلى وجه مفزع ، رأه هو وزوجته ، وبعدها بدأت زوجته تمنع خروجه ليلاً حتى لا يتعثر بها ليلاً مرة أخرى .يؤكد البعض أن جذور قصة النداهة ، تعود إلى عام 1850م ، حيث كانت هناك سيدة جميلة وكل شباب القرية مبهورين بجمالها ، والكل يتمنى أن تنظر له فقط من شدة جمالها ، وفي أحد الأيام وجدها أهل القرية مقتولة وملقاه جثة هامدة بإحدى المزارع ، ولم يتعرف أحد على قاتلها قط ، أو سبب الجريمة ، ومنذ وقتها كانت السيدات يرهبون الأطفال بأن من لم يستمع إلى نصائح الأهل سوف تأخذه هذه السيدة ، ولكن تلك القصة لا تفسر ظهور النداهة في العديد من الدول الأخرى خاصة الغربية منها .المرأة ذات الفم الممزق ، هو أحد أسماء النداهة في اليابان ، وتقول الأسطورة أنه منذ مئات السنوات كانت هناك امرأة شديدة الجمال تُدعى كوشي ساكي أونا ، ومتزوجة من أحد المحاربين ، وكانت للأسف خائنة مما دفع زوجها إلى قتلها بطريقة بشعة ، تجنبًا لما يسمع من أحاديث حول زوجته ، وقام بشق فمها بالكامل من الأذن للأذن وهو يقول لها سأقتل جمالك ، ومنذ هذا اليوم وهي تظهر في الليالي الهادئة مغطية وجهها بما يشبه الكمامة ، وتستدرج الرجال لتنتقم منهم عقب سؤالها ببراءة هل أنا جميلة ، ثم تقتل من يجيب بلا عقب كشف وجهها المشوه.وفي الإمارات لم يختلف الموضوع كثيرًا ، فلديهم نداهة تدعى أم الدويس ، وذلك بسبب استخدامهم للمنجل في القتل أي الدويس ، والأسطورة تقول أنها أنثى الجن وكل مواصفات الرقة والأنوثة تجتمع بها ، والبعض يقول أن نصفها نصف إنسان والأسفل منها أشبه بالحيوانات ، والبعض شهد بأنها تحمل المنجل ، وتظهر في أي مكان لتغوي الرجال وتقتلهم.ويروي أحدهم أنه وأصدقائه كانوا مسافرين على الطريق ، ولكنهم أضلوه وأثناء توقفهم وجدوا سيارة تضئ باللون الأحمر ، فساروا خلفها طويلاً ولكن أحدهم لاحظ أن المسافة بين السيارتين لا تتغير ، فتقدموا قليلاً ولكن المسافة لا تتغير نهائيًا ، وبدؤوا في الارتعاب فلم يكن منهم سوى التوقف فتوقفت السيارة الأخرى أيضًا ! ، وهنا صرخ من هبط منهم وقال أنها أم الدويس تجلس على كرسي القيادة ، وفسر البعض ما حدث بأن هؤلاء الشباب قد دخلوا طريقًا مسكونًا بالأشباح.