كثيرة هي الأماكن المسكونة بالأشباح ، ولاشك أن الكثيرون منا قد تعجبوا لهذا الأمر ، فكيف تظل الروح عالقة بمكان ما ولا ترغب بمغادرته ، وتفضل أن تبقى هائمة بداخله حتى الأبد ، ويقول البعض بهذا الشأن أن هناك أرواح قد تتعلق بالأماكن بدافع الحزن ؛ نعم فهذا يحدث عندما يُقتل أحدهم بمكانٍ ما ويرغب في الحصول على انتقام من قاتله ، أو في اكتشاف جثته والدفن بطريقة كريمة ، ومنهم من يتعلق بمكان حمل له ذكرى حب أو عشق أو أمنية مرتبطة بهذا المكان تحديدًا ، ومنهم ذات الرداء البني .أثناء رحلة قام بها مصوران إنجليزيان التقطا صورة فوتوغرافية ، لشبح سيدة بأحد القصور المسكونة ، وتم نشر هذه الصورة بإحدى المجلات الانجليزية عام 1936م ، حيث أثارت ضجة إعلامية قوية آنذاك ، وصارت أشهر صورة تم التقاطها لشبح في بريطانيا ، واشتهرت في ثلاثينات القرن المنصرم بصورة الشبح ذات الرداء البني.جدير بالذكر أنه قبل التقاط هذه الصورة ، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تتم فيها مشاهدة هذا الشبح على وجه التحديد ، حيث روى البعض وتحدثوا عن وجود شبح سيدة بقصر رينام البريطاني ، ويعود تاريخ هذا القصر العريق إلى القرن السابع عشر الميلادي ، والذي تؤول ملكيته إلى إحدى العائلات البريطانية المعروفة بثرائها الواسع ، وتُدعى عائلة تاوسمند والتي يُعتقد أن هذا الشبح يعود إلى أحد أفرادها وهي السيدة تاوسمند زوجة تشارلز تاوسمند ، والذي كان معروفًا عنه شدة عصبيته ، والتشكك فيمن حوله طوال القوت .وقد حدث أن شعر السيد تاوسمند بأن زوجته خائنة ، وهنا قرر أن يتخذ قرارًا بحرمانها من الخروج خلف أسوار القصر ، أو رؤية أولادها ، كما منعها من الاتصال مع أي شخص نهائيًا حتى وافتها المنية عقب ذلك بعدة أعوام ، حيث ظلت بتلك الوضعية لأعوام عديدة وقيل أن هذا الرجل قد قام بشنقها على سلم القصر الداخلي.اشترى القصر بعض الأثرياء عقب سنوات من هجره ، وأقاموا به احتفالات أعياد الميلاد برأس السنة ، وكان ذلك بحلول عام 1835م ، وضم الحفل العديد من الشخصيات العامة كان بينهم كولونيل بالجيش ، والذي صاح في ذلك اليوم هو ومدعُ آخر بالحفل ، بأنهما قد شاهدا شبحًا لسيدة يرتدي زيًا بنيًا أرستقراطيًا ، ولكنها ذات ملامح مرعبة للغاية حيث تفرّغ تجويف العينين ، ولكن بدا رأسها وجسدها كاملة مثل طاقة من النور ، وشوهدت تصعد إلى الطابق الأعلى ، وقد ظهرت بمنتصف الدرج تحديدًا دون إنذار بشكل مفاجئ ، وقام الكولونيل في ذلك اليوم برسمها حيث أكد عدد آخر من الحضور أنهم قد شاهدوها أيضًا ، وتعد تلك المرة هي أولى المرات التي تمت فيها رؤية هذا الشبح.شوهد هذا الشبح مرة أخرى ، عندما قرر أحد الضباط بسلاح البحرية الملكية بالقرن التاسع عشر أن يخوض التجربة ، ويبيت ليلة في القصر برفقة أصدقائه لمشاهدة الشبح المزعوم ، فقد كان يظنها مجرد دعابة أطلقها البعض ، ولكن في منتصف الليل شاهد شبح المرأة بردائها البني يتجول بالممر ، ودلف إلى الغرفة التي يبيتون بها ، ونظر لهم نظرة مرعبة جعلت الرجل يستل مسدسه ويطلق الرصاص على الشبح ، فاخترقت الطلقة الجسد لتستقر بالحائط خلفه ، واختفى الشبح فجأة كما ظهر.ولم تقف المشاهدات عند هذا الحد ، فقد شاهد مجموعة من الزوار للقصر هذا الشبح مرة أخرى عام 1926م ، بينما كانت المرة الأشهر في عام 1936م ، حيث حدثت الضجة عقب نشر المصوران للصورة التي التقطاها بالمجلة ، وقد قيل أن بالأمر خدعة ما ، ولكن شهد البعض أن الرجل قام بتحميض الصور أمامهم دون أية خدعة بالأمر ، ولكن لم تتم رؤية الشبح عقب تلك المرة وحتى الآن.